- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- تحركات ملحوظة في أسواق العملات العالمية على خلفية فرض الرسوم الجمركية الأمريكية
تحركات ملحوظة في أسواق العملات العالمية على خلفية فرض الرسوم الجمركية الأمريكية

شهدت أسواق العملات يوم الخميس تحركات قوية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأسبوع المقبل.
هذا القرار جاء وسط مخاوف متزايدة من تصاعد التوترات التجارية العالمية واحتمالية حدوث حرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة ودول أخرى. ورغم المخاوف السائدة في الأسواق، تمكن اليورو من التعافي بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع، مما يعكس استجابة جزئية للسوق تجاه هذا الحدث الهام.
اليورو: انتعاش بعد تراجع مفاجئ رغم الضغوط السلبية
تأثرت العملة الأوروبية، اليورو، بشكل ملحوظ بعد إعلان ترامب، حيث تراجع إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 1.0733 دولار في بداية التداولات، لكن مع مرور الوقت تمكن اليورو من الارتفاع بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.078625 دولار.
هذا الانتعاش يعكس مرونة اليورو في مواجهة الضغوط السلبية الناجمة عن التصعيد التجاري، بالإضافة إلى حالة من التفاؤل المحدود بين المستثمرين بشأن السياسة النقدية الأوروبية. ومع ذلك، لا يزال اليورو يواجه العديد من التحديات، خاصة في ظل تأثير النمو الاقتصادي البطيء في منطقة اليورو.
التحليل الفني لليورو مقابل الدولار الأمريكي
رغم الانتعاش القصير، تشير المؤشرات الفنية إلى أن اليورو قد يواجه مزيدًا من التراجع على المدى القصير التحليل الفني يشير إلى أن السوق قد يظل في نطاق تصحيحي هابط داخل قناة سعرية ضيقة، مما يعزز من التوقعات السلبية. وبالنظر إلى تشكيل نموذج القمة المزدوجة، يعتبر هذا إشارة واضحة على احتمالية استمرار الضغوط الهبوطية على اليورو في المستقبل القريب.
من الجدير بالذكر أن السوق لا يزال يظهر إشارات تشبع بيعي على مؤشر القوة النسبية (RSI)، ولكن مع ذلك، فإن تلك الإشارات قد لا تكون كافية لتغيير الاتجاه الهبوطي طالما أن السعر لا يزال تحت متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 شمعة. هذا يعتبر مؤشرًا سلبيًا إضافيًا قد يعزز من استمرار التراجعات.
الين الياباني: محاولة التعافي وسط التوترات التجارية
من جهة أخرى، ارتفع الين الياباني خلال تعاملات السوق الأوروبية يوم الخميس في محاولة للتعافي من أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد المخاوف من تصاعد التوترات التجارية العالمية، مما دفع العديد من المستثمرين إلى الاتجاه نحو الين كملاذ آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.
الين الياباني وأثر السياسات النقدية
رغم محاولات التعافي، يواجه الين الياباني تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بسياسات البنك المركزي الياباني. فقد أظهرت البيانات الاقتصادية تباطؤًا في التضخم الياباني، مما يقلل من الضغط على صانعي السياسة النقدية لرفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
التوقعات تشير إلى أن البنك المركزي الياباني قد يبقي على سياسته النقدية التيسيرية، مما يضعف الين ويحد من قدرته على التعافي بشكل مستدام.
بالإضافة إلى ذلك، أدى تباطؤ نمو أسعار الخدمات في اليابان إلى انخفاض احتمالات رفع أسعار الفائدة في مايو، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق. في تداولات اليوم، تراجع الدولار بنسبة 0.3% مقابل الين ليصل إلى 150.08 ين، بعد أن افتتح السوق عند 150.55 ين.
الدولار الأمريكي: تراجع المؤشر وسط القلق التجاري
على الرغم من تحركات العملات الأخرى، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا حيث انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.33% إلى 104.29 نقطة. هذا التراجع يعكس القلق السائد في الأسواق بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي.
في ظل التصعيد التجاري مع العديد من الحلفاء الرئيسيين، تتزايد المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تقليص النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
توقعات تأثير الرسوم الجمركية
السوق الآن يترقب باهتمام الرسوم الجمركية المضادة التي من المقرر أن تُعلن الأسبوع المقبل. هذه الرسوم قد تؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين التجاري، مما قد يضع ضغوطًا إضافية على الاقتصاد الأمريكي.
وتخشى الأسواق من أن تؤثر هذه الإجراءات في النمو الاقتصادي والتضخم، خاصة في قطاع السيارات الذي يُعتبر واحدًا من أكبر القطاعات المتأثرة. وفي هذا السياق، يشير محللون إلى أن فرض رسوم جمركية إضافية قد يؤدي إلى إبطاء نمو الاقتصاد العالمي بشكل عام.
تحركات أخرى في أسواق العملات
في أسواق العملات الأخرى،
- شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.21% ليصل إلى 0.6311 دولار
- بينما صعد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.23% إلى 0.5742 دولار.
- الجنيه الإسترليني أيضًا شهد زيادة بنسبة 0.26% ليصل إلى 1.2919 دولار بعد انخفاضه بنسبة 0.45% في الجلسة السابقة. وارتفعت معنويات المستثمرين في الجنيه الإسترليني بعدما قامت وزيرة المالية البريطانية، راتشيل ريفز، بتقليص الإنفاق المستهدف في الموازنة، مما عزز الثقة في السوق.
إلى جانب التصريحات السياسية، أظهرت البيانات الاقتصادية من المملكة المتحدة أن التضخم قد تباطأ إلى 2.8% في فبراير/شباط، مقارنة بـ3% في يناير/كانون الثاني. هذا الانخفاض في التضخم يعزز من الثقة في الاقتصاد البريطاني ويسهم في دعم الجنيه الإسترليني.
نظرة مستقبلية: أسواق العملات في ترقب
تشير التوقعات إلى أن أسواق العملات ستظل تحت ضغط في الأيام المقبلة، حيث يتوقع العديد من المحللين أن يظل تأثير الرسوم الجمركية وارتفاع التوترات التجارية قائمًا. كما أن التحديات الاقتصادية في بعض المناطق مثل اليابان وأوروبا قد تؤثر أيضًا على أداء العملات.
علاوة على ذلك، فإن الأسواق ستظل في حالة ترقب حيال ما إذا كان سيتم اتخاذ إجراءات اقتصادية جديدة لتخفيف تأثيرات هذه الرسوم الجمركية.
من المحتمل أن تستمر التقلبات الحادة في أسواق العملات، خاصة إذا ما استمرت المخاوف بشأن التجارة العالمية والنمو الاقتصادي. في هذا السياق، ينصح المستثمرون بالحذر في اتخاذ قراراتهم المالية، وضرورة مراقبة تحركات السوق عن كثب.