الين يرتفع بعد بيانات أظهرت تسارع التضخم في اليابان للشهر الثالث على التوالي
شهد الدولار استقرارا في تداولات اليوم الجمعة وسط ترقب المتعاملين لتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول في وقت سعى فيه محافظ بنك اليابان كازو أويدا إلى طمأنة السوق بعد الرفع المفاجئ لأسعار الفائدة الشهر الماضي.
وصعد الين إلى 145.78 مقابل الدولار بعد بيانات أظهرت تسارع التضخم الأساسي في اليابان للشهر الثالث على التوالي في يوليو/تموز.
وقد تسببت جولات التدخل فضلا عن رفع أسعار الفائدة في يوليو/تموز في اضطراب للمستثمرين الذين تخلوا عن صفقات فروق الأسعار التي كانت رائجة وكانت تشهد اقتراض المتداولين بالين لتمويل أصول ذات عائد مرتفع، مما أدى بدوره إلى ارتفاع الين عن أدنى مستوى له في 38 عاما الذي لامسه الشهر الماضي.
وقد أدى هذا التحرك، إلى جانب مخاوف من ركود الاقتصاد الأميركي، إلى موجة بيع عالمية ضخمة في أوائل أغسطس/آب. إلا أن معظم الأسواق تعافت منذ ذلك الحين وقال أويدا إن البنك المركزي مستعد لرفع أسعار الفائدة إذا تحرك الاقتصاد والأسعار بما يتماشى مع توقعاته.
ولم يشهد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية تغيرا يذكر عند 101.43 في التعاملات المبكرة بعد ارتفاعه 0.34% في الجلسة السابقة. ولامس المؤشر 100.92 يوم الأربعاء في ما كان أدنى مستوى له حتى الآن هذا العام.
ومن المقرر أن يتحدث باول في فعالية في جاكسون هول بولاية وايومنج في وقت لاحق من اليوم الجمعة، وهو ما سيتابعه المتداولون بحثا عن مؤشرات حول الموعد والمقدار اللذين قد يخفض بهما البنك المركزي تكاليف الاقتراض.
ووصل اليورو في أحد التداولات إلى 1.1119 دولار وهو مستوى ليس ببعيد عن أعلى مستوى في 13 شهرا الذي لامسه يوم الأربعاء، في حين سجل الجنيه الإسترليني في أحدث التداولات 1.3099 دولار وهو أقل بقليل من أعلى مستوى في 13 شهرا الذي سجله أمس الخميس وسجل الدولار الأسترالي 0.6709 دولار أميركي، في حين ارتفع الدولار النيوزيلاندي 0.1% إلى 0.61465 دولار.
التضخم الأساسي في اليابان لشهر يوليو
أظهرت بيانات نشرت اليوم الجمعة أن التضخم الأساسي في اليابان تسارع للشهر الثالث على التوالي في يوليو/تموز، مما يبقي على احتمالات قيام البنك المركزي بدراسة رفع أسعار الفائدة بصورة أكبر في الأشهر المقبلة.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على مستوى البلاد، الذي يستثني المواد الغذائية الطازجة، 2.7% مقارنة بالعام السابق بعد صعوده 2.6% في يونيو/حزيران. وجاء المعدل متوافقا مع متوسط توقعات السوق.
اقرأ المزيد : الذهب يتراجع ويتخلى عن أعلى مستوياته على الإطلاق بعد تعافي الدولار الأمريكي
وزاد المؤشر الأساسي الذي يستثني تكاليف الأغذية الطازجة والطاقة ويتابعه بنك اليابان عن كثب كمقياس رئيسي لاتجاهات التضخم الأوسع بنسبة 1.9% بعد ارتفاعه 2.2% في يونيو/حزيران.
وتعتبر بيانات التضخم جوهرية لاتخاذ المزيد من القرارات بشأن الفائدة من جانب بنك اليابان الذي فاجأ الأسواق في يوليو/تموز برفعها إلى أعلى مستوى في 15 عاما والإشارة إلى استعداده لزيادة تكاليف الاقتراض بشكل أكبر وسط توقعات متزايدة بأن يظل التضخم دائما فوق مستهدف البنك عند 2%.
وأظهرت بيانات صدرت الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الياباني تعافى بشكل أسرع بكثير من المتوقع في الربع الثاني بدعم من الاستهلاك القوي، وهو ما يدعم استمرار البنك المركزي في توجهه لتشديد السياسة النقدية وفي استطلاع أجرته رويترز هذا الشهر، توقع 57% من خبراء الاقتصاد أن يرفع بنك اليابان المركزي تكاليف الاقتراض مجددا قبل نهاية العام.
محافظ بنك اليابان
أكد محافظ بنك اليابان "كازو أويدا" أن المصرف المركزي عازم على مواصلة رفع أسعار الفائدة إذا ظل التضخم يتجه نحو مستوى 2% المستهدف على نحو مستدام.
وقال "أويدا" في كلمة أمام البرلمان الجمعة، إن التقلبات التي شهدتها الأسواق مطلع الشهر الجاري كان سببها تصاعد مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي، كما أدى قرار بنك اليابان في نهاية يوليو بزيادة أسعار الفائدة إلى ارتفاع قيمة الين.
وأوضح أن الأسواق المحلية والخارجية لا تزال غير مستقرة، لذا فسوف يظل بنك اليابان يقظاً للغاية بشأن تطورات الوضع الحالي وأكد "أويدا" أن بنك اليابان سوف يدرس كيف ستؤثر تقلبات السوق، وقراره برفع الفائدة نهاية الشهر الماضي على آفاق الاقتصاد المحلي والأسعار.
وأضاف أنه لن يكون هناك تغيير في النهج الأساسي للمصرف المركزي المتمثل في تعديل درجة التيسير النقدي ما دام مقتنعاً بأن التطورات الاقتصادية والأسعار تسير وفق المتوقع.