الين يسجل أعلى مستوياته منذ بداية العام أمام الدولار وسط شكوك إزاء التهديدات الجمركية

شهدت اليابان قفزة قوية في معدلات التضخم الأساسي خلال يناير، حيث سجلت أسرع وتيرة نمو منذ 19 شهراً، ما عزز توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان. هذا الارتفاع دفع الين إلى أعلى مستوى في شهرين ونصف، بينما واصل الدولار تراجعه للأسبوع الثالث على التوالي.

في الوقت ذاته، تأثرت الأسواق العالمية بتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية، ما أدى إلى تقلبات في حركة العملات العالمية.

سجل الين الياباني ارتفاعًا قويًا أمام الدولار، ليصل إلى أعلى مستوياته في شهرين ونصف عند 149.285 ينًا للدولار، مدعومًا بقفزة في معدلات التضخم الأساسي في اليابان، والتي سجلت أسرع وتيرة نمو منذ 19 شهرًا خلال يناير.

في المقابل، يواصل الدولار الأمريكي خسائره للأسبوع الثالث على التوالي، متأثرًا بتوقعات المستثمرين بأن التهديدات الجمركية التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب قد لا تتحقق فعليًا. في ظل هذه التطورات، تشهد الأسواق العالمية تحركات واسعة للعملات الرئيسية، مع ترقب المستثمرين لقرارات البنوك المركزية والتطورات الاقتصادية العالمية.

الين الياباني يحقق مكاسب قوية

شهد الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة، مدفوعًا ببيانات التضخم القوية في اليابان. فقد تمكن من اختراق حاجز 150 ينًا مقابل الدولار خلال تعاملات الليلة الماضية، ليستمر في الصعود حتى 149.285 ينًا في الجلسة الآسيوية الصباحية.

يأتي هذا الأداء القوي بعد أن كشفت البيانات عن ارتفاع التضخم الأساسي لأسعار المستهلكين في اليابان بنسبة 3.2% خلال يناير، وهو أعلى مستوى منذ 19 شهرًا، ما زاد من التوقعات بأن بنك اليابان المركزي قد يتجه إلى رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع.

العوامل الداعمة لصعود الين الياباني

1. ارتفاع معدلات التضخم: تجاوزت الزيادة السنوية في مؤشر أسعار المستهلكين، الذي يستثني المواد الغذائية الطازجة، متوسط التوقعات البالغة 3.1%، مما يشير إلى تصاعد الضغوط التضخمية.
2. احتمالات رفع أسعار الفائدة: وسط تسارع التضخم، تتزايد التوقعات بأن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، ما يعزز الطلب على الين.
3. إقبال المستثمرين على الأصول اليابانية: مع توقع ارتفاع العوائد على السندات اليابانية، زاد إقبال المستثمرين على الين كملاذ آمن، مما دفعه إلى تحقيق مكاسب قوية أمام الدولار.

الدولار يواصل التراجع للأسبوع الثالث

على الجانب الآخر، سجل الدولار الأمريكي انخفاضًا للأسبوع الثالث على التوالي، متأثرًا بتغير نظرة المستثمرين تجاه السياسات التجارية المحتملة في الولايات المتحدة، خاصة مع تراجع التهديدات الجمركية التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب.

أسباب تراجع الدولار الأمريكي

1. إعادة تقييم تهديدات الرسوم الجمركية: يعتقد المستثمرون بشكل متزايد أن التصريحات المتشددة حول فرض رسوم جمركية جديدة قد لا تكون سوى مناورات سياسية، مما قلل من التوقعات بحرب تجارية وقلل من الطلب على الدولار.
2. تخارج المستثمرين من مراكز الدولار الطويلة: مع تراجع احتمالات التصعيد التجاري، عمد المستثمرون إلى تصفية مراكزهم الطويلة بالدولار، ما أدى إلى انخفاض العملة الأمريكية.
3. بيانات التضخم في الولايات المتحدة: لا يزال المستثمرون يراقبون بيانات التضخم الأمريكية عن كثب، حيث يمكن لأي إشارات على تباطؤ التضخم أن تزيد الضغوط على الدولار، خاصة مع احتمال وقف أو تأخير زيادات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

تحركات العملات الرئيسية في الأسواق العالمية

• اليورو: ارتفع بنسبة 0.8% خلال الليل ليستقر عند 1.0498 دولار، وسط ترقب نتائج الانتخابات الألمانية.
• الجنيه الإسترليني: سجل أعلى مستوى له منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول عند 1.2674 دولار، مدعومًا بتحسن التوقعات الاقتصادية البريطانية.
• الدولار الأسترالي: اخترق حاجز 0.64 دولار للمرة الأولى هذا العام، مدفوعًا بتوقعات تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
• الدولار النيوزيلندي: وصل إلى 0.5772 دولار، مواصلًا تحقيق المكاسب أمام نظيره الأمريكي.

مؤشر الدولار يهبط إلى أدنى مستوى له منذ عام

مع تزايد الضغوط على العملة الأمريكية، تراجع مؤشر الدولار إلى 106.29 يوم الخميس، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2025، قبل أن يسجل ارتفاعًا طفيفًا إلى 106.45 في آخر التداولات.

التوقعات المستقبلية للدولار والين

• إذا استمرت البيانات الاقتصادية في الإشارة إلى تصاعد التضخم في اليابان، فقد يعزز ذلك من احتمالات رفع الفائدة، مما سيدعم المزيد من المكاسب للين.
• على الجانب الآخر، قد يواجه الدولار مزيدًا من التراجعات إذا لم يظهر الاحتياطي الفيدرالي أي إشارات على تشديد إضافي في السياسة النقدية أو إذا استمرت الشكوك حول السياسات التجارية الأمريكية.

الخلاصة : يواصل الين الياباني مكاسبه أمام الدولار في ظل ارتفاع التضخم في اليابان وتزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة، في حين يواجه الدولار الأمريكي مزيدًا من الضغوط نتيجة لإعادة تقييم المستثمرين للتهديدات الجمركية الأمريكية والسياسات النقدية. ومع استمرار التغيرات في المشهد الاقتصادي العالمي، تبقى الأسواق في حالة ترقب لمزيد من البيانات والتطورات التي قد تؤثر على اتجاهات العملات خلال الفترة المقبلة.