تراجع الين الياباني في الأسواق الآسيوية يوم الخميس مقابل مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية، مواصلاً خسائره لليوم الثالث على التوالي أمام الدولار الأمريكي وسجل أدنى مستوى له في شهرين، واقترب من تجاوز حاجز 150 ين للدولار، وذلك بسبب ارتفاع العوائد طويلة الأجل في الولايات المتحدة.
أسباب تراجع الين الياباني
يعود تراجع الين بشكل رئيسي إلى تقليص المستثمرين لتوقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري، وذلك بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية التي صدرت حول سوق العمل الأمريكي. إضافةً إلى ذلك، جاء محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ليعزز هذه التوقعات، مما أدى إلى ضغوط أكبر على الين الياباني.
توقعات الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية
تنتظر الأسواق المالية اليوم صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر، والتي ستؤثر بشكل كبير على توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي حيال السياسة النقدية. هذه البيانات ستكون مفتاحاً لإعادة تقييم المستثمرين لاحتمالية قيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.
أداء الين الياباني مقابل الدولار
- سعر صرف الين اليوم: ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.2% ليصل إلى 149.54 ين، وهو أعلى مستوى له منذ 2 أغسطس الماضي. وقد بدأ تداولات اليوم عند 149.30 ين وسجل أدنى مستوى عند 148.99 ين.
- الأداء يوم الأربعاء: تراجع الين بنسبة 0.75% أمام الدولار الأمريكي، وذلك في ثاني خسارة يومية متتالية، نتيجة لمحضر الاحتياطي الفيدرالي الذي أظهر انقساماً بين الأعضاء حول وتيرة خفض أسعار الفائدة.
التطورات في السياسة النقدية اليابانية
خلال الأسبوع الأخير، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الياباني الجديد، شيجيرو إيشيبا، ومسؤولي بنك اليابان أقل تشدداً مما كان يتوقعه السوق، مما أدى إلى تراجع الآمال برفع أسعار الفائدة اليابانية في اجتماع السياسة النقدية المقرر في 31 أكتوبر. كما أن التوقعات بزيادة ثالثة في أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل باتت ضعيفة.
العوائد على السندات الأمريكية وتأثيرها على الدولار
استقرت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بالقرب من أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر عند 3.078%، وهو ما يعزز من جاذبية الاستثمار في الدولار. جاء هذا التطور نتيجة لتقليص المستثمرين لتوقعاتهم بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بشكل كبير خلال الاجتماعات القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
انقسام داخل الاحتياطي الفيدرالي
أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 17 و18 سبتمبر أن رئيس المجلس، جيروم باول، واجه معارضة داخلية بشأن خفض سعر الفائدة. فبينما فضل بعض الأعضاء خفضاً أصغر بمقدار 25 نقطة أساس، أيد آخرون خفضاً أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
وفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة CME، فإن احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر الحالي تقدَّر بنحو 85%، في حين أن احتمالات الإبقاء على الفائدة دون تغيير تقدر بـ15%.
العوائد اليابانية في ظل الفجوة مع الولايات المتحدة
اتساع الفجوة في العوائد طويلة الأجل بين السندات الأمريكية واليابانية يقلل من جاذبية العائدات اليابانية كهدف استثماري، مما يضغط بشكل سلبي على الين. استمرار هذه الفجوة يجعل الين أقل جاذبية للمستثمرين مقارنة بالدولار.
