الدولار يرتفع أمام الين مدفوعاً ببيانات اقتصادية قوية ومخاوف من تدخل جديد للسلطات اليابانية

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا خلال التعاملات المبكرة ليوم الأربعاء مقابل الين الياباني، الذي هبط إلى مستويات قريبة من تلك التي دفعت السلطات اليابانية للتدخل في السوق العام الماضي. وجاء هذا الصعود في قيمة الدولار مدفوعًا ببيانات اقتصادية قوية صدرت في الولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة وتقليص التوقعات بخفض أسعار الفائدة قريبًا.

تراجع الين أمام الدولار

اقترب سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار من مستوى 158.42 ين خلال التداولات الليلية، وهو أدنى مستوى يسجله الين في نحو ستة أشهر، قبل أن يستقر في التعاملات الأخيرة عند 158.19 ين. هذا التراجع أثار مخاوف من تدخل محتمل من السلطات اليابانية لوقف نزيف العملة، خاصة بعد تصريحات وزير المالية الياباني الذي حذر من مخاطر بيع الين بشكل متعجل.

 

وأشار وزير المالية إلى أن مستوى 160 ين للدولار يمثل حدًا حساسًا، حيث شهدت الأسواق في السابق عمليات بيع مكثفة عند الاقتراب منه قبل نحو ستة أشهر.

توقعات بتغير سياسة الفيدرالي الأمريكي

في هذا السياق، قال بارت واكاباياشي، مدير فرع طوكيو في ستيت ستريت، إن المستوى الحالي للين يمثل نقطة مقاومة هامة في السوق، خاصة مع ورود بيانات اقتصادية أمريكية قوية تدعم احتمالية بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع.

 

وأضاف واكاباياشي: "هناك نقاش مستمر حول ما إذا كان الفيدرالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة أم ربما سيرفعها مجددًا، مما عزز التوقعات بمزيد من القوة للدولار أمام العملات الرئيسية".

أداء العملات الرئيسية الأخرى

لم يقتصر تأثير البيانات الأمريكية القوية على الين فقط، بل شمل أيضًا العملات الرئيسية الأخرى. فقد انخفض اليورو بنحو 0.5% خلال التداولات الليلية، ليستقر عند 1.0351 دولار في التعاملات الآسيوية. كما تراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.2478 دولار، بينما هبط اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر، مسجلًا 7.3319 مقابل الدولار، وفقًا لبيانات رويترز.

ترقب بيانات سوق العمل الأمريكية

يشعر المتعاملون في الأسواق بحالة من القلق قبيل صدور بيانات سوق العمل الأمريكية يوم الجمعة المقبل، حيث من المتوقع أن تلعب هذه البيانات دورًا حاسمًا في تحديد توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر المقبلة.

 

وتأتي هذه المخاوف وسط أجواء من الترقب لعودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير، مما قد يضيف المزيد من التقلبات إلى الأسواق.

ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية

أظهرت البيانات الصادرة يوم الثلاثاء ارتفاعًا غير متوقع في فرص العمل بالولايات المتحدة خلال شهر نوفمبر، إلى جانب انخفاض في حالات تسريح العاملين وتسارع نشاط قطاع الخدمات خلال شهر ديسمبر. وأسهمت هذه البيانات الإيجابية في رفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات بأكثر من 8 نقاط أساس، لتصل إلى 4.699%، وهو أعلى مستوى تسجله منذ ثمانية أشهر.

أداء اليورو اليوم

ارتفع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الأربعاء مقابل سلة من العملات الرئيسية و الثانوية ،مستأنفًا مكاسبه التي توقفت مؤقتًا بالأمس مقابل الدولار الأمريكي ،في طريقه صوب إعادة ملامسة أعلى مستوى في أسبوع. يأتي هذا الصعود استنادًا على آمال بقاء فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة دون أي تغيير خلال يناير الجاري.

تسارع التضخم في أوروبا زاد من الشكوك حول قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة الأوروبية في وقت لاحق هذا الشهر، في المقابل زادت احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية دون أي تغيير لفترة طويلة مع توالي البيانات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة.

سعر صرف اليورو اليوم

ارتفع اليورو مقابل الدولار بحوالي 0.2% إلى 1.0356دولار ، من سعر افتتاح التعاملات عند 1.0339دولار، وسجل أدنى مستوى عند 1.0336دولار.

أظهرت البيانات الرسمية الصادرة أمس، ارتفاع مستويات التضخم في أوروبا للشهر الثالث على التوالي، لتوضح تجدد الضغوط التضخمية مرة أخرى على صانعي السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي.

سجل مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي ارتفاع بنسبة 2.4% سنويًا فى ديسمبر ،طبقًا لتوقعات السوق ارتفاع بنسبة 2.4% ،وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 2.2% فى نوفمبر.

أداء الدولار النيوزيلندي والأسترالي

استقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5634 دولار أمريكي خلال تعاملات الأربعاء، بالقرب من أدنى مستوى له في عامين عند 0.5588 دولار الذي سجله في أواخر ديسمبر الماضي. وعلى مدار العام الماضي، خسر الدولار النيوزيلندي نحو 11% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي.

 

وفي المقابل، سجل الدولار الأسترالي 0.6228 دولار أمريكي بعد أن تراجع بنسبة 9.2% أمام العملة الأمريكية خلال العام الماضي، مما يعكس استمرار الضغوط على العملات المرتبطة بالسلع الأساسية في ظل قوة الدولار.

 

خلاصة : يعكس الأداء الأخير للعملات الرئيسية استمرار هيمنة الدولار على المشهد المالي العالمي بفضل البيانات الاقتصادية القوية التي تدعم توقعات استمرار السياسة النقدية المتشددة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وفي الوقت الذي يترقب فيه المتعاملون بيانات سوق العمل الأمريكية، تظل الأسواق تحت وطأة القلق من تحركات محتملة للسلطات اليابانية لضبط سعر صرف الين في حال استمراره في التراجع إلى مستويات حساسة.

تم التحديث في: الأربعاء, 08 كانون الثاني 2025 12:06
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول