الدولار الأمريكي يعمق خسائره مسجلاً أدنى مستوى في خمسة أسابيع
تراجع الدولار الأمريكي بالسوق الأوروبية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية ،ليعمق خسائره لليوم الرابع على التوالي ،مسجلاً أدنى مستوى فى خمسة أسابيع ،مع استمرار عمليات بيع العملة بسبب بيانات اقتصادية قاتمة فى الولايات المتحدة.
قدمت تلك البيانات بعض الراحة من "التوقف المتفائل" لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة الأمريكية، فمع الإفصاح عن المزيد من البيانات السلبية خلال الفترة المقبلة قد يتحول التوقف المؤقت إلى توقف دائم.
مؤشر الدولار الأمريكي
تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% إلى مستوى 102.05 نقطة الأدنى منذ 12 أيار/مايو الماضي ، من مستوي افتتاح تعاملات اليوم عند 102.13 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 102.28 نقطة.
فقد المؤشر بالأمس نسبة 0.8% ، فى ثالث خسارة يومية على التوالي ،وبأكبر خسارة يومية منذ 13 آذار/مارس الماضي ،بعد بيانات اقتصادية مخيبة للآمال فى الولايات المتحدة.
ومؤشر الدولار الأمريكي منخفضاً حتى اللحظة بنسبة 1.4% على مدار كامل تعاملات هذا الأسبوع ،بصدد تكبد ثالث خسارة أسبوعية على التوالي ،ضمن أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ آذار/مارس الماضي.
بيانات قاتمة
سلسلة من البيانات الصادرة بالأمس فى الولايات المتحدة ،أوضحت تباطؤ النشاط الاقتصادي فى البلاد ،تلك البيانات مع تباطؤ مؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين الصادرة فى وقت سابق هذا الأسبوع ،تجعل الأسواق تتحدي الرأي حول استئناف مجلس الاحتياطي الفيدرالي مسار التشديد النقدي فى أسرع وقت ممكن.
أظهرت بيانات الخميس ركود غير متوقع فى إنتاج المصانع الأمريكية خلال أيار/مايو ، حيث يعاني قطاع التصنيع من ارتفاع أسعار الفائدة ،وانخفضت أسعار الواردات الأمريكية الشهر الماضي.
وأظهر تقرير منفصل من وزارة العمل أن المطالبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية لم تتغير عند المعدل الموسمي 262 ألف للأسبوع المنتهي في 10 حزيران/يونيو ، أعلى من توقعات الاقتصاديين 246 ألف مطالبة.
الاحتياطي الفيدرالي
تماشياً مع التوقعات،أبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أسعار الفائدة الأمريكية دون أي تغيير يذكر عند نطاق من 5.00% إلى 5.25%، وهو أعلى مستوى منذ آب/أغسطس من عام 2007، أي قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية.
يأتي توقف المركزي الأمريكي "مؤقتاً" عن رفع سعر الفائدة بعد 10 زيادات متتالية لمعدلات الفائدة ،ضمن مسار عدواني فى التشديد النقدي ،لجأ إليه لكبح معدلات التضخم التاريخية فى الولايات المتحدة ،استمر هذا المسار على مدار 15 شهراً بدأت فى آذار/مارس 2022.
وقال الاحتياطي الفيدرالي ،أنه سيواصل مراقبة انعكاسات البيانات الواردة على التوقعات الاقتصادية، وسيكون مستعداً لتعديل موقف السياسة النقدية بالشكل المناسب إذا ظهرت مخاطر قد تعرقل تحقيق أهدافه بإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف عند 2%.
وأشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال توقعاته الاقتصادية الجديدة إلى أن تكاليف الاقتراض قد لا تزال بحاجة إلى الارتفاع بما يصل إلى نصف نقطة مئوية بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر القادم ،حيث عدل المركزي الأمريكي سعر الفائدة المستهدف خلال العام الجاري إلى 5.75% من معدل 5.25% خلال توقعات آذار/مارس.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" يوم الأربعاء ، أن قرار الحفاظ على أسعار الفائدة دون أي تغيير ،والذي أقرته لجنة السوق المفتوحة ،يأتي لإعادة التقييم ومراقبة البيانات الاقتصادية المرتبطة بالتضخم وسوق العمل والنمو الاقتصادي.
وأشار جيروم باول إلى أنه قد يكون من المفيد التحول إلى رفع الفائدة بنهاية العام و لكن بوتيرة معتدلة للسيطرة على التضخم ،وأضاف لم نتخذ قرار بشأن الفائدة خلال اجتماع تموز/يوليو ،وسيتم اتخاذ القرار خلال الاجتماع نفسه اعتماداً على البيانات الاقتصادية.
وأضاف جيروم باول أن الظروف التي يجب أن تتوافر من أجل انخفاض التضخم بدأت تتواجد بالفعل، لكن التراجع الفعلي للأسعار سوف يستغرق مزيداً من الوقت ،وتلك المهمة تتم بشكل تدريجي.
الفائدة الأمريكية
عقب اجتماع هذا الأسبوع ،ارتفع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع 26 تموز/يوليو المقبل من 60% إلى 72% حالياً.
المصدر : FXNEWSTODAY