أهم أسباب تزايد البطالة في العالم وأهم أنواعها
تعد البطالة من أكبر المشاكل العالمية، وهي تفتك بالكثير من سكان العالم وهي أكبر مشاكل الشباب، وتعد البطالة مشكلة كبيرة وآفة من الآفات، لأنها تفتك بالإنسان ماديا ومعنويا. في هذا المقال: نتحدث عن مشكلة البطالة ، مفهومها، أسبابها، آثارها ونتائجها، وأفضل حلولها.
مفهوم البطالة
البطالة ظاهرة مجتمعية تعني عطالة الناس عن العمل، وهي على المستوى الفردي بطال أي عاطل عن العمل، وهو مصطلح ظهر مع ظهور الأنظمة الاقتصادية وتطور الصناعة، لأنه لم يكن معروفا في المجتمعات الريفية التقليدية.
ويتم حساب معدل البطالة بحساب عدد العاطلين عن العمل نسبة إلى القوة العاملة الإجمالية، ويصعب حسابه نوعا ما، خاصة في المجتمعات التي تفتقر إلى التنظيم والإحصائيات، فالكثير من الدول يعيش الناس فيها ويعملون في غير أطر قانونية. أي قد تجد الكثير من الأفراد العاملين لكنهم بالنسبة للدولة بطالون لأنه ليس هناك ما يثبت أنهم ليسوا كذلك.
أسباب مشكلة البطالة
-
قلة مناصب الشغل
- وهو أول سبب، خاصة في البلدان التي يكون فيها نقص في الصناعة والتنمية، ويكون لديها أعداد سكانية كبيرة.
-
الحروب
- كما أن الحروب تتسبب في تعطيل الأعمال وإغلاق منشآت العمل مما يتسبب للكثير من العمال فقد وظائفهم.
-
ضعف التنمية
- كما أن ضعف التنمية في البلد سبب مباشر لقلة المناصب، مما يتسبب في انتشار البطالة.
-
النمو السكاني المرتفع
- وعندما ترتفع معدلات نمو السكان، فإنه سيكون هناك الكثير من الشباب الراغب في العمل، ولا يمكن دائما توفير العمل لهم.
-
سوء التسيير من الحكومات
- كما أن سوء التسيير أمر يسبب البطالة بكثرة، فنجد مثلا أن هناك مجالات فيها الكثير من الاختصاصيين أو من يستطيعون العمل فيها، بينما هناك نقص كبير في مجالات أخرى، وهذا بسبب سوء التسيير وقلة التركيز على إنتاج الكفاءات.
-
النزوح الريفي
- ومن أهم الأسباب أيضا، النزوح الريفي إلى المدن، لأن سكان الريف في الأرياف لا يعتبرون بطالين لأنهم يعملون في الفلاحة وما إلى ذلك، لكنهم حين ينزحون إلى المدن يبحثون عن العمل ويقع الضغط بشكل أكبر على عاتق الدولة.
-
الفقر يسبب البطالة
- كما أن الفقر يسبب البطالة بشكل كبير، لأن الفقر مثلا من أسباب النزوح الريفي، كما أن الشخص الفقير لا يمكنه الاشتغال في التجارة أو غيرها من الأعمال الحرة لغياب رأس المال لديه، فيلجأ إلى البحث عن العمل في المؤسسات… وهذا مما يزيد من معدلات البطالة.
-
عزوف الشباب عن التعليم وأخذ الكفاءات
- وهذا السبب منه ما يكون من ثقافة المجتمع في حد ذاته، ومنه ما يكون بسبب اليأس من التعليم والتدريب، بسبب رؤية المتعلمين والمهنيين وهم يعانون من البطالة، يجعل الشاب يائسا من التعليم والتدريب فيركن إلى الكسل والبطالة.
-
انتشار الآفات الاجتماعية
- كما أن انتشار الآفات من أعظم الأسباب، لأن الناس المصابين بالآفات كثيرا ما يكونون أشخاصا غير أسوياء، فيصيرون غير مقبولين في الأعمال وغير قادرين على العمل في كثير من الأحيان، من هذه الآفات: المخدرات، الفساد الأخلاقي… ولنا في هذه الآفات مقالات مفصلة.
أنواع البطالة
هناك نوعان من البطالة، وهما
بطالة احتكاكية (Frictional unemployment)
وهي توقف موظف عن العمل في شركة لفترة قصيرة من أجل الانتقال للوظيفة الْجَديدَة، وتحدث بشكل أساسي بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة الناتجة عن تغيرات في الاقتصاد.
البطالة الهيكلية (structural unemployment)
وهي نوع من أنواع الْبِطَالَة التي تظهر نتيجة حدوث تغيرات في الحالة الاقتصادية، ممّا يؤدّي إلى ظهور عدم توافُقٍ بين مهارات العُمّال والمهارات المطلوبة في مجال الأعمال والفُرص الوظيفيّة المُتاحة، وتظهر الْبِطَالَة الْهَيْكَلِيَّة غالباً بسبب الرُّكود الطّويل في بيئة الأعمال مع وجود عُمّال دون وظائف فترةً زمنيّةً طويلة.
هنا تجدر الإشارة إلى أنَّ الْبِطَالَة الاحتكاكية والهيكلية تحدثان حتى في الْاِقْتِصَادات القوية؛ ففي الولايات المتحدة يتراوح المعدل الطَّبِيعِيّ للبطالة بين 4% و5%. في حين يُعرِّف مكتب إحصاءات العمل الْعَاطِلِين على أنهم أولئك الأشخاص الذين تم تسريحهم من العمل وبحثوا بنشاط عن عمل في الأسابيع الأربعة الماضية، أما إذا لم يستمروا في البحث، فإن مكتب إحصاءات العمل لا يحسبهم في قوة العمل.
أسباب البطالة الاحتكَاكية
- أحد أسباب الْبِطَالَة هو ترك العمل طواعية، عندما يوفر بعض الْعَاطِلِين عن العمل ما يكفي من المال حتى يتمكنوا من ترك وظائف لا تشبع حاجاتهم، ويكون لديهم رفاهية البحث والانتظار حتى يجدوا الفرصة المناسبة.
- السبب الثاني هو عندما يغير العمال أماكن إقامتهم، ويظلون عاطلين عن العمل حتى يجدوا وظيفة في المدينة الْجَديدَة.
- السبب الثالث هو دخول العمال الجدد إلى القوى العاملة؛ وهذا يشمل الطلاب الذين تخرجوا من المدرسة الثانوية أو الكلية، فهم يبحثون عن وظيفة تناسب مهاراتهم ومؤهلاتهم الْجَديدَة، وهذا هو السبب الرَّئِيسِيّ لبطالة الشباب.
- السبب الرابع هو عودة الباحثين عن العمل إلى القوى العاملة، وهم الأشخاص الذين مروا بفترة في حياتهم عندما تَوَقّفوا عن البحث عن عمل والتفرغ لمهام أخرى سواء لتربية الأطفال أو الزواج أو رعاية الأقارب المسنين.
- هذه الأسباب الأربعة للبطالة وهي جزء لا مفر منه في عملية البحث عن وظيفة. الخبر السار هو أن الْبِطَالَة الاِحْتِكَاكِيَّة عادة ما تكون طَوعِيَّة وقصيرة الأجل.
في المقابل؛ سنجد أن البطالة الهيكلية ليست طوعية ولا قصيرة الأجل. وتحدث بسبب هذين السببين التاليين.
- السبب الخامس هو التقدم التكنولوجي؛ ويحدث عندما تحل أجهزة الكمبيوتر أو الروبوتات محل العمال. عندئذ يحتاج معظم هؤلاء العمال إلى مزيد من التدريب قبل أن يتمكنوا من العثور على وظيفة جديدة في مجال عملهم.
- السبب السادس هو الاستعانة بمصادر خارجية للعمل؛ أي عندما تنقل الشركة مراكز التصنيع أو الاتصال الخاصة بها إلى بلد آخر؛ حيث تكون تكاليف العمالة أرخص في البلدان ذات تكلفة المعيشة المنخفضة.
- وقد حدث هذا الوضع في العديد من الولايات بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية في عام 1994 حيث انتقلت العديد من وظائف التصنيع إلى المكسيك، وحدث أيضًا عندما اكتسب العمال في الصين والهند المهارات التي تحتاجها الشركات الأمريكية.
- السبب السابع للبطالة هو عندما يكون هناك عدد وظائف أقل من المتقدمين؛والمصطلح الفني لهذه الحالة هو "بطالة نقص الطلب"، ويحدث ذلك خلال مرحلة الركود في دورة الأعمال، ويطلق عليه الْبِطَالَة الدَّوْرِيَّة.
- وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ انخفاض الطلب الاستهلاكي يخلق الْبِطَالَة الدَّوْرِيَّة. حينها تخسر الشركات الكثير من الأرباح عندما ينخفض الطلب؛ إذا لم يتوقعوا زيادة المبيعات في القريب العاجل، فإنهم يُضطرون إلى تسريح العمال.
- يؤدي ارتفاع معدل الْبِطَالَة إلى انخفاض الطلب الاستهلاكي بشكل أكبر، وهذا هو السبب في كونه دوريًا. وينتج عن ذلك بطالة على نطاق واسع. ومن الأمثلة على ذلك الأزمة المالية لعام 2008 والكساد الكبير عام 1929.
- أحيانًا تحدث بطالة عجز الطلب عندما تكون الأجور مرتفعة بشكل مبالغ فيه. حيث يجادل النقاد بأنه عندما تُجبر الشركات على دفع رواتب أعلى لبعض العمال، ستُضطر إلى تسريح العمال الآخرين.
نتائج مشكلة البطالة وآثارها
لهذه المشكلة نتائج وخيمة، من أهمها:
-
انتشار الفقر
- والفقر والبطالة أمران متلازمان، ويسبب كل مهما الآخر بشكل مباشر.
-
الآفات الاجتماعية
- كما أن الآفات الاجتماعية من أسباب الفقر، فإن الفقر من أسباب انتشارها.
-
الانتحار
- وظاهرة الانتحار الخطيرة تنتشر أيضا بسبب البطالة ولأسباب أخرى، لكنها والحمد لله في البلدان الإسلامية ليسب بذلك السوء كوننا نؤمن بالله.
-
انتشار الجرائم
- خاصة السرقة وقطع الطريق، لأن الشباب ضعاف النفس والإيمان حين يضيق بهم الحال يلجأون لمثل هذا ليكسبوا به المال.
-
البطالة أهم أسباب الهجرة
- كما أن البلدان التي تعاني من البطالة تعاني من جهة أخرى من هجرة شبابها هروبا من هذا الواقع الأليم.
-
تأخر الزواج
- كما تسبب تأخر الزواج لدى الشباب بسبب عدم القدرة ماديا ومعنويا.
-
الفساد الأخلاقي
- وهذا أيضا من آثاره المباشرة، لأن الشاب حين يملأ حياته الفراغ واليأس والاكتئاب قد ينحل أخلاقيا إذا لم يكن ذا دين يمنعه من المعاصي وعلم يمنعه من الشبهات.
-
انتشار الفتن والفوضى في البلاد
- لأن البطالة تسبب الغضب لدى الشباب، مما يجعلهم ينجرون خلف الفتن والمشاكل والفوضى في البلاد.
-
المشاكل النفسية لدى الشباب
- من الاكتئاب الدائم والشعور بعدم الانتماء وبعض مشاكل الشباب المعروفة.