نصائح للمتداولين في أسواق المال العالمية وستساعدك بوضع استراتيجيات تداول ناجحة

في عالم الأسواق المالية الذي يتسم بالتقلبات السريعة والتغيرات المفاجئة، يصبح التداول فنًا يتطلب الحكمة والخبرة ليس من السهل دخول هذا العالم دون فهم عميق واستراتيجية واضحة تساعدك في التنقل بين الفرص والمخاطر.

سواء كنت مبتدئًا يتطلع لاكتساب المعرفة أو محترفًا يسعى لتحسين استراتيجياته، فإن نصائح التداول السليمة هي مفتاح النجاح. في هذا المقال، سنقدم لك نصائح قيمة وأساليب مجربة ستساعدك في بناء استراتيجية تداول معقولة ومستقرة، تمكنك من اتخاذ قرارات مستنيرة وتجنب الأخطاء الشائعة استعد لاستكشاف أسرار النجاح في عالم التداول المالي .

حتى أفضل المتداولين لا يحققون ربحًا مع كل عملية تداول، لذا من المهم أن تتذكر أن الصفقات الخاسرة أمر لا مفر منه، بغض النظر عن مدى معرفتك بالأسواق ستساعدك النصائح التالية على التنقل في الأسواق المالية ، مما يتيح لك وضع استراتيجية تداول معقولة ومستقرة.

افهم السوق قبل البدء بالتداول 

إن الفهم القوي للسوق المالية الذي ستتداول فيه أمر بالغ الأهمية لبناء خطة تداول جيدة. إن امتلاك قاعدة معرفية قوية سيساعدك على التنقل بثقة في كمية كبيرة من المعلومات في عالم التداول واتخاذ قرارات تداول مدروسة. 

بغض النظر عن الأدوات المالية التي تختارها لرحلة التداول الخاصة بك الفوركس أو المؤشرات أو السلع أو غيرها هناك ثلاث نقاط رئيسية يحتاج المتداول اليومي إلى التركيز عليها:

• مصطلحات السوق

• السمات الفريدة للسوق

• العوامل المؤثرة على تحركات الأسعار

تحديد ظروف السوق

إن تقييم ظروف السوق، باختصار، يعني تحديد إشارات تداول قوية توفر فرصًا تجارية. لتحديد ذلك، يجب أن تكون قادرًا على تحليل السوق الذي حددته. 

هناك طريقتان رئيسيتان للقيام بذلك التحليل الأساسي والفني والفرق الرئيسي بين الاثنين هو نوع البيانات المستخدمة للتنبؤ بتحركات السوق المستقبلية. يعتمد التحليل الفني على تحركات الأسعار السابقة للأداة، بينما يدرس التحليل الأساسي العوامل الاقتصادية والمالية التي قد تؤثر على الأسواق في المستقبل.

في البداية، قد يبدو تحليل الأسواق المالية معقدًا، بل ومخيفًا. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي موضوع معقد آخر، يمكنك البدء بنهج أساسي والتقدم شيئًا فشيئًا بمجرد أن تبدأ في الحصول على فهم أفضل لكيفية عمل الأسواق المالية. 

إذا كنت بدأت للتو في التداول اليومي للمبتدئين، فقد يكون من الأسهل البدء بتداول الأخبار وتحديد مستويات الدعم والمقاومة وفهم بعض أنماط الرسم البياني الأساسية. من ناحية أخرى، يمكن للمتداولين المتقدمين العثور على إشارات التداول في التقارير الاقتصادية المعقدة والمؤشرات الفنية. بغض النظر عن مستوى خبرتك، يجب أن يكون لديك فهم واضح لعملية التحليل التي تستخدمها قبل البدء في الاعتماد عليها. 

ومع ذلك، سواء اخترت التحليل الأساسي أو التحليل الفني أو مزيجًا من الاثنين، فمن المهم ملاحظة أن أيًا منهما لا يوفر نتيجة تداول مضمونة. يشير أي تحليل للسوق فقط إلى حركة سعرية محتملة ويمكن أن يساعد في تحديد نقطة الدخول الخاصة بك. 

معرفة أين تدخل السوق 

في التداول، تشير نقطة الدخول إلى مستوى السعر الذي ترغب في فتح صفقة تداول عليه. أثناء قيامك بتحليل السوق، سترى غالبًا أنه في بعض الأحيان تكون الأسواق مهيأة للتداول، بينما في أوقات أخرى قد يكون من الأفضل الوقوف جانبًا.

إذا كانت إشارة التداول التي حددتها قوية، فيمكنك فتح صفقة على الفور. ومع ذلك، إذا لم تكن متأكدًا من ظروف السوق الحالية أو أن المعلومات المتاحة توفر إشارات متضاربة، فقد يكون من الأفضل الانتظار وانتظار التداول بإشارة أقوى. 

ستكون هناك أيضًا أوقات تبدو فيها الإشارة قوية، ولكن نقطة الدخول المرغوبة ليست متاحة في السوق بعد. في هذه الحالة، يمكنك وضع أمر معلق سيتم تنفيذه فقط عندما يصل السعر إلى المستوى المحدد. يمكن أن تساعدك الأوامر المعلقة على إدارة المخاطر والتأكد من دخولك السوق وفقًا لخطتك المحددة مسبقًا. 

للحصول على بعض الأفكار حول نقاط الدخول كمتداول، يمكنك أيضًا متابعة أخبار السوق المنتظمة التي ينشرها خبراء التداول على موقعنا الإلكتروني. لا يمكن التنبؤ بالأسواق المالية، وحتى الخبراء لا يمكنهم ضمان حركة الأسعار التالية. ومع ذلك، فهم يشاركون نصائح قيمة قد تساعدك على ضبط وضبط تداولاتك.

تقييم شهيتك للمخاطرة 

يميل المتداولون الجدد إلى النفور الشديد من المخاطرة وغالبًا ما يركزون بشدة على الخسائر، أو، الأسوأ من ذلك، يرفضون إغلاق المركز الخاسر. إنهم يزيدون من تعرضهم للمخاطر ويعتقدون أن السوق سيعود لصالحهم. يعرف المتداولون الناجحون أن هناك مخاطر محتملة في كل عملية تداول.

ولهذا السبب فإن تحديد مستوى المخاطرة المناسب قبل بدء التداول والالتزام به يعد من أهم الخطوات لإنشاء استراتيجية تداول يومية. لن يخاطر المتداول اليومي الحكيم بأكثر مما يمكنه تحمل خسارته. 

 
يعتمد تحديد مقدار رأس المال الذي يمكنك المخاطرة به في كل عملية تداول على إجمالي حجم حساب التداول الخاص بك وخبرتك ويستخدم العديد من المتداولين مستوى مخاطرة يتراوح بين 1-3% كنقطة تحكم، لكن المبتدئين عادة ما يبدأون بنسبة 1% حتى يعتادوا على الفكرة.

لذا، إذا كان لديك رأس مال ابتدائي قدره 10000 دولار أمريكي، فقد تكون نقطة البداية الجيدة هي تعيين حد المخاطر الخاص بك إلى 1٪ - 100 دولار أمريكي لكل صفقة. 

ليس من غير المألوف تجربة سلسلة من المكاسب والخسائر، ولكن سواء كان يومك جيدًا أو كانت توقعاتك غير صحيحة، فلا ينبغي أن يغير ذلك مستوى المخاطرة المحدد مسبقًا. 

فهم نسبة المخاطرة - الربح

نسبة المخاطرة/المكافأة هي التوازن بين المبلغ الذي ترغب في خسارته من أجل الحصول على مكافأة معينة. بمجرد معرفة مستوى المخاطرة الخاص بك، فإن الخطوة التالية هي تحديد مستوى المكافأة المرغوب فيه. تمامًا كما هو الحال مع مستوى مخاطرة 1-3%، تعتبر نسبة المخاطرة/المكافأة 1:3 مناسبة على نطاق واسع بين المتداولين. 

هذا يعني أنه يجب ألا تتوقع أكثر من ثلاث نقاط عائد مقابل كل نقطة تخاطر بها. لذا، مع رأس مال تداول قدره 10,000 دولار أمريكي ومستوى مخاطرة قدره 1% (100 دولار أمريكي)، يجب ألا يتجاوز العائد المستهدف 300 دولار أمريكي. ومع ذلك، غالبًا ما يفضل المبتدئون البدء بمستوى مكافأة أقل أيضًا وتحديد نسبة المخاطرة/المكافأة الخاصة بهم إلى 1:1، وهو 100 دولار أمريكي كعائد مستهدف لكل 100 دولار أمريكي من المخاطر. 

في كثير من الحالات، يعتمد هدف المكافأة المعقول أيضًا على الأداة والسوق الذي تتداول عليه. على سبيل المثال، لا ينبغي أن تتوقع تحرك السعر بمقدار 300 نقطة من سوق بمتوسط ​​نطاق 100 نقطة. 

السيطرة على رأس المال 

إن تحركات الأسعار في أي سوق تداول هي خارجة عن سيطرتك كمتداول. ما يمكنك التحكم فيه هو التأثير السلبي أو الإيجابي لأي منها على حساب التداول الخاص بك. ستساعدك أدوات إدارة المخاطر، مثل إيقاف الخسارة وجني الأرباح، في الحفاظ على نسبة المخاطر/المكافأة الخاصة بك تحت السيطرة وتجنب النتائج غير المرغوب فيها وغير المتوقعة. 

بشكل عام، كل صفقة تقوم بها لها ثلاث نتائج محتملة فقط: 
1. السوق يسير لصالحك = تربح
2. يتحرك السوق ضدك = خسارة
3. يتداول السوق بشكل جانبي = لا ربح ولا خسارة

لتتمكن من السيطرة على حساب التداول الخاص بك ، الميزات متاحة للاستخدام مثل جني الأرباح لتأمين مكاسبك في التداولات الناجحة وإيقاف الخسارة للحد من خسائرك إذا تحرك السوق ضدك. 

باتباع مثالنا السابق، بالنسبة لحساب تداول بقيمة 10000 دولار أمريكي مع نسبة مخاطرة/مكافأة 1:3، يمكن ضبط وقف الخسارة على 100 دولار أمريكي وجني الأرباح إلى 300 دولار أمريكي.

لا تحتاج إلى إجراء أي حسابات خاصة لتحديد مستوى السعر الدقيق لهذه الأوامر تشير معظم منصات التداول إلى الربح والخسارة المحتملين عندما تقوم بتعيين مستويات جني الأرباح وإيقاف الخسارة. 

كما ذكرنا سابقًا، يعد اتباع مستوى المخاطرة المحدد مسبقًا دون تغييره بالنسبة للتداولات الجارية بالفعل أمرًا بالغ الأهمية. لقد ارتكب العديد من المتداولين خطأ مؤسفًا يتمثل في تعديل أوامر وقف الخسارة إلى مستويات أدنى وأقل في صفقة خاسرة حتى يصلوا إلى نقطة الانهيار.

في حين أن المتداولين الآخرين قاموا بتعديل أوامر أخذ الربح إلى أعلى وأعلى فقط لرؤية أرباحهم تختفي مع انعكاس التجارة بسرعة ضدهم. 

في بعض الأحيان ستجد نفسك في سيناريو ثالث، حيث تتحرك الأداة التي تتداول عليها بشكل جانبي لفترة ممتدة دون تحقيق المكاسب المرغوبة ودون تفعيل وقف الخسارة. في مثل هذه الحالات، غالبا ما يفضل المتداولون الخروج من هذه التجارة يدويا، وإعادة تقييم خطة التداول الخاصة بهم وانتظار إشارة تداول أقوى. 

توثيق خطة التداول

أسهل طريقة لإعادة تقييم خطة التداول اليومية الخاصة بك هي الاطلاع على كل خطوة منها والتحقق مما إذا كانت المعلومات التي حددتها مسبقًا لا تزال ذات صلة. ولهذا السبب فإن توثيقه أمر ضروري.   

فيما يلي بعض الأمثلة على الخطوات التي يمكن تضمينها في أي خطة تداول: 
1. مراجعة جلسة التداول السابقة
2. تحليل فرص التداول الحالية 
أ. التحليل الكلي للسوق الحالي ( الأخبار والتقارير الاقتصادية والعوامل الأخرى التي تؤثر على الأسواق )
ب. التحليل الجزئي للسوق الحالي ( مراجعة الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية )
3. نقطة دخول محددة
4. مخاطر محددة تشعر بالارتياح تجاهها لكل عملية تداول
5. مستويات محددة لوقف الخسارة وجني الأرباح

كل خطة تداول فريدة من نوعها وتعتمد على الشخصية هدف التاجر. يمكنك اتباع نفس الخطوات أو إنشاء خطوات مختلفة لتتناسب مع احتياجات التداول الشخصية الخاصة بك  بغض النظر عن الخيار الذي تختاره، فإن توثيقه قد يساعدك على البقاء على المسار الصحيح.

ضع خطتك على المحك 

إن الاطلاع على خطوات خطة التداول الخاصة بك لا يقل أهمية عن توثيقها استخدم حسابًا تجريبيًا لمنصة التداول الخاصة بك لاختبارها في بيئة محاكاة للسوق الواقعية دون أي مخاطر. 

إن بذل جهد لممارسة التداول على حساب تجريبي يمكن أن يساعد في تحديد نقاط الضعف في خطة التداول الخاصة بك ويسمح لك بتعديلها عند الضرورة. لإعطاء خطة التداول الخاصة بك اختبارًا حقيقيًا، ضع في اعتبارك أنه عند التداول باستخدام حساب تجريبي، من المهم اتباع خطتك وتنفيذ كل خطوة كما لو كنت تتداول في بيئة حية. 

وهذا يعني عدم إجراء عمليات التداول إلا إذا أشارت خطتك إلى ذلك، واحترام جميع مستويات وقف الخسارة وجني الأرباح وإجراء التعديلات أو تصحيحات المسار فقط بعد نهاية يوم التداول، وليس خلاله. 

يرتكب العديد من المتداولين المبتدئين خطأ عدم التعامل مع حسابهم التجريبي بنفس الانضباط والعقلية التي يتعاملون بها مع حسابهم الحقيقي بأموال حقيقية ونتيجة لذلك، عندما يتم تطبيق نفس استراتيجية التداول على حساب تداول حقيقي، فإن النتائج ستختلف بشكل كبير مقارنة بالحساب التجريبي علاوة على ذلك، فإن عدم اتباع الإجراءات المحددة مسبقًا سيجعل من الصعب مراجعة جلسة التداول الخاصة بك وتحليلها لاحقًا. 

ولهذا السبب من المهم الالتزام بخطة التداول الخاصة بك لإعداد نفسك للانتقال من الحساب التجريبي إلى الحساب المباشر.

إزالة العواطف  

تعد المشاعر غير المنضبطة أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل المتداولين يتخلىون عن خطة التداول الخاصة بهم ويفشلون في تحقيق النتيجة التي يسعون إليها وعندما تبدأ بالتداول، من المهم إزالة أي تأثيرات غير مرتبطة أو خارجية من بيئتك لتسمح لنفسك بالتداول بتركيز واضح والحصول على تجربة تداول أفضل. 

يطبق المتداولون المتمرسون تقنيات مختلفة للتخلص من الانفعالات الناتجة عن التداول اليومي واتباع الهيكل والانضباط الذي توفره خطة تداول مدروسة جيدًا ويستخدم بعضهم طقوسًا يومية، مثل قائمة مرجعية قصيرة تتعلق بخطة التداول الخاصة بهم.

ويستخدم آخرون تمرينًا بدنيًا قصيرًا للمساعدة في تصفية ذهنهم وزيادة تركيزهم. يمكن أن يكون أي شيء آخر يناسبك شخصيًا طالما أنه يساعد على تحقيق الهدف الرئيسي تطوير عملية ستساعدك على تنفيذ كل خطوة من خطوات خطة التداول الخاصة بك دون انحراف. مثل أي مهارة جديدة تتعلمها، فإن عملية التداول الخاصة بك سوف تتطور قريبًا إلى تدفق طبيعي وتصبح طبيعة ثانية طالما بقيت مخلصًا لها. 

اكتشف أي نوع من المتداولين أنت

بمجرد تشغيل استراتيجية التداول الخاصة بك عدة مرات، ستبدأ في ملاحظة أن بعض الصفقات تعمل بشكل أفضل بالنسبة لك من غيرها. وذلك عندما تعلم أن الوقت قد حان لاكتشاف شخصيتك التجارية. 

إن فهم شخصيتك التجارية يمكن أن يساعدك على تحقيق تجربة ونتائج أكثر إيجابية من تداولك. يكون بعض المتداولين أكثر ملاءمة للتداول بكميات كبيرة وقصيرة الأجل، بينما يزدهر البعض الآخر باستخدام أسلوب أبطأ على المدى الطويل. 

تحديد أسلوب التداول الذي يناسبك لا يقل أهمية عن معرفة شخصية السوق الذي تقرر التداول فيه. هناك العديد من التقييمات المتاحة عبر الإنترنت لمساعدتك على معرفة المزيد عن نفسك في بيئة التداول، بالإضافة إلى العديد من الكتب والمقالات المكتوبة عن علم نفس التداول والتمويل السلوكي. اكتشف هويتك كفرد وكيف يمكن أن ينطبق ذلك على سيكولوجية واستراتيجيتك في التداول. 

تطبيق الانضباط والاتساق 

لا يوجد طريق نجاح نهائي للتداول، ولكن كما هو الحال مع العديد من الأشياء في الحياة، يمكن اعتبار الانضباط والاتساق أمرًا أساسيًا. قد يستغرق الأمر أكثر من محاولة وبعض الصبر لمعرفة ما إذا كانت استراتيجية معينة ناجحة أم لا. 

غالبًا ما يتخلى المتداولون المبتدئون عن خططهم بمجرد مواجهة خسارتهم الأولى وينتقلون إلى استراتيجية أخرى على أمل أن تعمل بشكل أفضل. كن منضبطًا ومتسقًا، وادرس تفاصيل جلسات التداول الخاصة بك وخطط لخطواتك التالية فقط مع فهم واضح لما ينجح وما لا ينجح.