- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار الاقتصاد السوري
- العوامل والأسباب التي أدت لانتعاش سعر صرف الليرة السورية والرابحون والخاسرون من ذلك
العوامل والأسباب التي أدت لانتعاش سعر صرف الليرة السورية والرابحون والخاسرون من ذلك

سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار
- سجل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في دمشق وحلب عند 9900 ليرة عند الشراء، و10 آلاف و100 ليرة عند البيع اليوم الثلاثاء 11-02-2025 حسب رصد شركة أصول للاستشارات والتداول المالي للسوق الموازية .
سعر صرف الليرة السورية لدى مصرف سوريا المركزي
- خفض مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار إلى 13 ألفا و200 ليرة عند الشراء من مستوى 13 ألفا كان مثبّتًا خلال الأسابيع الماضية، كما خفض سعر البيع إلى 13 ألفا و332 ليرة من 13 ألفا و130 ليرة مسجلة خلال الأسابيع القليلة الماضية حتى أمس الأحد.
- مقابل اليورو خفض مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة إلى 13 ألفا و621 ليرة من 13 ألفا و425 ليرة مسجلة أمس عند الشراء، كما خفض سعر البيع إلى 13 ألفا و757 ليرة من مستوى 13 ألفا و559 ليرة مسجّل خلال الأسابيع القليلة الماضية.
عوامل مؤثرة في سعر صرف الليرة السورية
يقول خبراء اقتصاديون للجزيرة نت إن سعر صرف الليرة السورية يتأثر بالعديد من العوامل في هذه المرحلة من بينها:
- انخفاض العرض من الليرة السورية مقابل زيادة الطلب عليها.
- ارتفاع تكلفة الحصول على السيولة بالعملة السورية.
- تقييد السحب النقدي من البنوك.
- ارتفاع نشاط حركة التجارة، مما رفع الطلب على الليرة السورية وزاد من قيمتها خلال الفترة الماضية، مقارنة بوقت سقوط نظام حزب البعث.
- حلّ جيش النظام السابق وأجهزته الأمنية، وعزل عدد كبير من الموظفين الوهميين من مؤسسات الدولة، مما خفض عرض الليرة في السوق.
- الزيارتان الخارجيتان للرئيس السوري أحمد الشرع إلى السعودية وتركيا، مما زاد من آمال تحقيق مكاسب اقتصادية، وقد تلقى الشرع دعوات للزيارة من العديد من الدول بينها بلدان أوروبية.
- خففت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوباتها على سوريا، مما فتح المجال أمام التعاملات مع مؤسسات الحكومة ومعاملات الطاقة، وسمح بتحويل الأموال الشخصية إلى البلد بما في ذلك عبر مصرف سوريا المركزي.
عوامل تحسن الليرة السورية أمام الدولار
يعدد الخبراء في تصريحات للجزيرة نت قائمة من الأسباب التي أدت إلى تحسن الليرة السورية أمام الدولار في الآونة الأخيرة ومن بينها:
1- نَقْص عرض الليرة
يتأثر سعر صرف العملة بشكل رئيسي بعوامل العرض والطلب في أسواق الصرف؛ فإذا زاد الطلب على العرض تزيد قيمتها، والعكس بالعكس، الأمر الذي لم تكن الليرة السورية استثناء منه.
ووفق قول الباحث في الشأن الاقتصادي، عبد العظيم مغربل فإن:
- انخفاض العرض وزيادة الطلب كان أحد العوامل الأساسية في رفع قيمة الليرة.
- أن زيادة نشاط الحركة التجارية وتعزيز النشاط التجاري يساهم في الطلب على العملة وبالتالي ارتفاع قيمتها.
من جهته يؤكد الخبير الاقتصادي، الدكتور يحي السيد عمر في تعليق للجزيرة نت أن الليرة السورية تتحسن منذ سقوط النظام بصورة واضحة لعدة أسباب في مقدمتها:
- التأخير في صَرْف رواتب موظفي الحكومة لشهر يناير/كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى نَقْص عرض العملة المحلية في السوق.
- قرار حلّ جيش النظام السابق وأجهزته الأمنية، وعزل عدد كبير من الموظفين الوهميين من مؤسسات الدولة أسهم في نَقْص عرض الليرة في السوق، نتيجة تسريحهم، وبالتالي تم إيقاف رواتب مئات الآلاف منهم.
2- تحسن الأوضاع ودعم العلاقات الدولية
يشير السيد عمر إلى أن توجه كثير من السوريين إلى ادخار الليرة على أمل تحسُّنها المستمر كان عاملا آخر في رفع قيمتها في السوق.
من جانبه، يؤكد الباحث الاقتصادي السوري إياد الحجي، في تعليق للجزيرة نت أن تحسن الوضع الأمني والسياسي، قد يؤدي إلى زيادة الثقة في الاقتصاد، ما يقلل من هروب رؤوس الأموال ويعزز الطلب على العملة المحلية السورية.
أما الخبير الاقتصادي يونس الكريم فيؤكد أن قدرة الرئيس السوري أحمد الشرع على القيام بزيارات خارجية رسمية للدول سيفتح المجال لتحقيق مكاسب اقتصادية.
ويضيف، في تعليق للجزيرة نت أن زيارة الشرع إلى السعودية من شأنها تحقيق مكاسب تتعلق بدعم عملية إعادة الإعمار، وتشجيع الاستثمار في سوريا، والحصول على قروض أو منح مالية، بما يحقق عوائد إيجابية على اقتصاد البلاد.
ويشير إلى احتمال توسع زيارات الرئيس الشرع، لتشمل دولا متوجسة من التطورات التي حصلت في سوريا، لتشجيعها على التعاون مع دمشق في كافة المجالات وخاصة المتعلقة بالاقتصاد، لا سيما بعد تخفيف الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي للعقوبات المفروضة على سوريا.
ويؤكد الكريم على أن تحرك الرئيس الشرع دوليا قد يساهم بتدفق المساعدات الدولية الإنسانية إلى البلد، لإنشاء البنية التحتية ودعم الاقتصاد.
وزار أحمد الشرع هذا الأسبوع كلا من السعودية وتركيا؛ فالتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تواليا.
3- حبس السيولة
يشير الباحث الاقتصادي عبد العظيم المغربل، إلى أن أحد العوامل الأساسية في تحسن سعر صرف الليرة السورية هو لجوء الحكومة في البلاد إلى إستراتيجية تسمى بـ"حبس السيولة" كإجراء نقدي يهدف إلى تقليل كمية الأموال المتداولة، وذلك عبر:
- تقييد السحب النقدي من البنوك.
- رفع كلفة الحصول على السيولة.
- تشديد الرقابة على المعاملات المالية.
ويؤكد المغربل أن الفكرة الأساسية وراء هذه السياسة النقدية، هي تقليل الطلب على الدولار، وبالتالي إبطاء تدهور سعر الصرف، إضافة إلى محاولة كبح التضخم من خلال الحد من الإنفاق والاستهلاك.
4- عودة المغتربين السوريين
ويشير الباحث الاقتصادي المغربل إلى أن عودة المغتربين إلى سوريا وضخ كميات كبيرة من العملة الصعبة وتحويلها إلى الليرة للاستخدام المحلي يعد أحد العوامل الرئيسة في تحسن سعر الليرة.
ويضيف أن تم تخفيف القيود على التعامل بالعملات الأجنبية ساهم في توفير سيولة أكبر من العملات الصعبة داخل الأسواق، إذ لم يعد التعامل مقتصرا على النظام فحسب مثلما كان سابقا بل شمل المواطنين.
5- تخفيف العقوبات عن سوريا
ومن بين العوامل الأساسية في تحسن مؤشرات اقتصاد سوريا موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من الحكومة الجديدة، وتعليق أو رفع العقوبات الذي قد ينعكس إيجابا على الاقتصاد بصورة تدريجية.
من جهة أخرى، قد تشجع الإعفاءات الأميركية الدول الإقليمية على التعامل الاقتصادي مع سوريا وضخ استثمارات تحت بند التعافي المبكر، ما يسهم في فتح آفاق أوسع للتجارة والاستثمار والعجلة الاقتصادية.
هل سيستمر تحسن الليرة السورية؟
حالة عدم اليقين
ينوه السيد عمر بأن التحسُّن الذي تشهده الليرة السورية حتى الآن لا يرجع لأسباب اقتصادية مباشرة، ما يجعله غير مستقرّ بشكل تام؛ فالتحسن المستمر والمستقر يتطلب تحسّنا حقيقيا في المؤشرات الاقتصادية من إنتاج واستثمار وتصدير، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه بشكل مطلق والاستناد إليه في اتخاذ قرار الادخار بالليرة لكن يمكن القول إن المؤشرات الحالية تُوحي باحتمال كبير لتحسن اقتصادي حقيقي على المديَيْن القصير والمتوسط، وفق عمر.
صعوبات اقتصادية مستمرة
ويؤكد السيد عمر أن التحسن الأخير في قيمة الليرة السورية مرتبط بعدة عوامل مؤقتة وبعضها خارجي أدت لزيادة الطلب عليها، وليس نتيجة لانتعاش اقتصادي حقيقي أو تحسن في هيكلية الاقتصاد سواء عبر زيادة الإنتاج أو إصلاح النظام النقدي والمالي من جهته يؤكّد المغربل أن الاقتصاد لا يزال يعاني غياب الإنتاج الحقيقي الذي يمكن أن يغطي عجز الميزانية، ويحقق استقرارا في أسعار صرف الليرة.
ادخار الليرة السورية
ويشير السيد عمر إلى أنه في ظلّ هذا الواقع لا يُنصَح بالاعتماد على الليرة كعملة رئيسة للادّخار، بمعنى أنه لا يُنصَح بشرائها بكميات كبيرة، والأنسب هو توزيع المخاطر من خلال الادخار بالدولار والذهب والليرة، وأن تكون الكمية الأقل بالليرة.
وفيما يتعلق بالدولار والذهب، إذا كان الادخار لفترة قصيرة (عدة أشهر) فالأفضل الادخار بالدولار، أما إذا كان لفترة طويلة (أكثر من سنة) فيُفضّل الادخار بالذهب، وفق المتحدث ذاته.
قد يهمك : أبرز جوانب الانهيار الاقتصادي في سوريا والقطاعات الأكثر تأثرًا بالحرب
الرابحون والخاسرون من تحسن الليرة السورية
الرابحون من تحسن الليرة السورية
يؤكد عبد العظيم المغربل أن أبرز الرابحين من تحسن الليرة السورية هم:
- المستوردون والتجار، إذ يؤدي تحسن الليرة السورية إلى انخفاض تكاليف الاستيراد، ما قد ينعكس إيجابا على أسعار السلع المستوردة.
- المواطنون؛ حيث يمكنهم الاستفادة من تحسن الليرة السورية من جانب زيادة قدرتهم الشرائية، خاصة في حال انخفاض أسعار السلع الأساسية.
- الحكومة، حيث ستحقق مكاسب من ارتفاع قيمة الليرة السورية، لانخفاض كلفة استيراد الديزل والبنزين.
- المضاربون الذين يمكن أن يستغلوا الفرصة لصالحهم لتحقيق مكاسب من هامش انخفاض أسعار الصرف.
الخاسرون من تحسن الليرة السورية
في المقابل، يرى المغربل أن أبرز الخاسرين من ارتفاع سعر صرف الليرة:
- هم المصدرون، إذ تصبح الصادرات السورية أقل تنافسية في الأسواق العالمية نتيجة ارتفاع تكلفتها.
- حائزو العملات الأجنبية من أفراد وشركات حيث يتكبدون خسائر بسبب انخفاض قيمة الدولار أو العملات الأجنبية الأخرى مقابل الليرة السورية.