- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار الاقتصاد السوري
- تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس
تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس
في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، أن سوريا تتجه نحو مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي والسياسي وأكد الشيباني أن الحكومة السورية الجديدة عازمة على تجاوز التحديات الاقتصادية والسياسية التي خلفها النظام السابق.
وقال الشيباني، في حوار مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، إن "رفع العقوبات الاقتصادية هو مفتاح استقرار سوريا"، مضيفا "يجب أن يتم رفعها قريبا لأنها فُرضت في الماضي لصالح الشعب السوري، لكنها الآن ضد الشعب السوري".
وقال "إن الموارد الاقتصادية السورية متنوعة ولدينا الكثير من القطاعات - الصناعة والسياحة... بالطبع سيكون الاقتصاد في المستقبل مفتوحا وسيفتح الطريق للاستثمار الأجنبي".
وقال: إن مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا «سوف يستخدم لتجديد الدعوات لرفع العقوبات التي فرضت في عهد الأسد، لافتا إلى أن العقوبات على سوريا «تمنع التعافي الاقتصادي، وتحبط الاستعداد الواضع للدول الأخرى للاستثمار».
رفع العقوبات: ضرورة لاستقرار سوريا
في مداخلة أثارت اهتمام الحاضرين، شدد الشيباني على أن العقوبات التي فرضت على سوريا خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد أضرت بالشعب السوري بدلاً من إفادته وأوضح قائلاً: "رفع العقوبات الاقتصادية يجب أن يتم قريبًا لأنها لم تعد تحقق الهدف المعلن منها، بل أصبحت عقبة أمام التعافي والاستقرار" وبيّن أن العقوبات تمنع استثمارات أجنبية ضرورية وتعوق جهود إعادة الإعمار، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لتخفيفها.
وأضاف الشيباني: "لقد ورثنا اقتصادًا مثقلًا بديون تصل إلى 30 مليار دولار لإيران وروسيا، مع غياب شبه كامل للاحتياطيات الأجنبية في البنك المركزي. بالإضافة إلى ذلك، نعاني من تضخم في رواتب القطاع العام وتدهور قطاعات الإنتاج الرئيسية مثل الزراعة والصناعات التحويلية التي أهملت بسبب السياسات الفاسدة السابقة".
رؤية اقتصادية جديدة: الانفتاح والشراكات
أعلن الشيباني عن خطط شاملة لفتح الاقتصاد السوري أمام الاستثمارات الأجنبية، مؤكداً أن الرؤية الجديدة تعتمد على التنمية الاقتصادية بدلاً من السياسات الأمنية التي اتسمت بها المرحلة السابقة وكشف أن الحكومة تعمل على إعداد تشريعات جديدة تهدف إلى تشجيع المستثمرين، سواء الأجانب أو السوريين في الخارج، للعودة والمشاركة في إعادة بناء البلاد.
وتتضمن الخطط الحكومية خصخصة بعض المؤسسات الحكومية مثل مصانع الزيوت، القطن، والأثاث، مع التركيز على شراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات النقل، المطارات، السكك الحديدية، والطرق وقال الشيباني: "نحن ندرك أن التحديات المقبلة هائلة، ولكننا مصممون على معالجة الأولويات الفورية مثل توفير الخبز، المياه، الكهرباء، والوقود لشعبنا الذي عانى طويلاً".
وأشار إلى أن «التحديات المقبلة هائلة، وسوف تستغرق سنوات لمعالجتها»، موضحا أن الحكومة الجديدة «تعمل على تشكيل لجنة لدراسة الوضع الاقتصادي والبنية الأساسية في سوريا، وأن «التحدي يتمثل في إيجاد مشترين للكيانات التي كانت في حالة من التدهور لسنوات، في بلد ممزق مقطوع عن الاستثمار الأجنبي».
تعزيز الشراكات الخليجية
وأشار وزير الخارجية إلى أن سوريا تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي مع دول الخليج العربي، كاشفًا عن زياراته الأخيرة إلى السعودية، الإمارات، وقطر، حيث ناقش فرص الشراكة في مجالات الطاقة والكهرباء. وأكد أن قطر تعهدت بتزويد سوريا بنحو 200 ميجاوات من الكهرباء مع إمكانية زيادة الكمية تدريجيًا.
الإصلاح السياسي وصياغة دستور جديد
أكد الشيباني أن الحكومة السورية الجديدة ملتزمة بإصلاحات سياسية جذرية، تبدأ بصياغة دستور جديد يضمن حقوق جميع مكونات المجتمع السوري وأوضح أن لجنة من الخبراء والممثلين عن كافة أطياف الشعب السوري ستعمل على إعداد هذا الدستور بعد إجراء حوار وطني شامل.
كما شدد على أن الأوضاع الأمنية في البلاد أصبحت مقبولة، وأن سوريا تسعى لضمان حقوق الأكراد وتمثيلهم في الحكومة المقبلة وأضاف: "رؤيتنا تلتزم بسيادة القانون والدستور، ولن نسمح بتكرار البؤس الذي عاشه السوريون في الماضي".
دور المرأة والتنمية البشرية
في إطار خطط التنمية البشرية، أشار الشيباني إلى أن الحكومة الجديدة تعمل على تعزيز دور المرأة السورية في المجتمع، إلى جانب تطوير مناهج تعليمية حديثة تهدف إلى تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة للمشاركة في إعادة إعمار البلاد. وأكد أن الإدارة الجديدة تضع التعليم في مقدمة أولوياتها لتحقيق نهضة شاملة.
دعوة اللاجئين للعودة
وجه الشيباني دعوة صريحة للاجئين السوريين في الخارج للعودة إلى وطنهم والمساهمة في جهود إعادة الإعمار. وقال: "نحن بحاجة إلى خبرات كل السوريين، سواء في الداخل أو الخارج، لبناء سوريا جديدة تعتمد على السلام والاستقرار".
تحديات اقتصادية كبيرة
رغم التفاؤل الذي عبر عنه الشيباني، أشار إلى أن سوريا تواجه تحديات اقتصادية هائلة تشمل البحث عن مشترين للمصانع والموانئ التي تدهورت على مدى سنوات طويلة. وأضاف أن الحكومة تعمل على استكشاف فرص الاستثمار الأجنبي وتعزيز التجارة الدولية كجزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحويل سوريا إلى مركز اقتصادي إقليمي.
تصريحات بارزة في دافوس
خلال المنتدى، أثارت تصريحات الشيباني تفاعلاً كبيرًا، خاصة عندما قال: "شعارنا هو سوريا أولاً"، في إشارة إلى التزام الحكومة الجديدة بمصالح الشعب السوري وأضاف مازحًا: "الرئيس ترامب أخذ هذا الشعار منا"، مما أثار ضحك الحضور.
كما أكد الشيباني أن بلاده لا تسعى إلى تصدير الثورة أو التدخل في شؤون الدول الأخرى، مشددًا على أن سوريا الجديدة ستكون دولة سلام ولا تشكل تهديدًا لأي بلد.
وأضاف في كلمة على هامش مؤتمر دافوس، أن على العالم أن يوجه عقوباته لبشار الأسد المتواجد في روسيا.
خطوات نحو التعافي
أكد الشيباني أن الحكومة السورية الجديدة تعمل بسرعة لإعادة بناء البلاد، مشيرًا إلى أن الأولوية تشمل تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، المياه، والوقود. كما شدد على أن سوريا لا تريد أن تعتمد على المساعدات الإنسانية، بل تسعى لتكون دولة منتجة ومستقلة.
شاهد : كلمة لوزير خارجية سوريا خلال جلسة في مؤتمر دافوس
خلاصة : ظهرت سوريا في دافوس لأول مرة منذ سنوات، حاملة رؤية جديدة تستند إلى الإصلاح الاقتصادي والانفتاح على العالم. من خلال خططها الطموحة لإعادة البناء، تعزيز الشراكات الدولية، وضمان مشاركة جميع مكونات المجتمع، تسعى سوريا إلى طي صفحة الماضي وبدء مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية المستدامة. ورغم التحديات الكبرى، يبدو أن البلاد تتحرك بثبات نحو مستقبل أفضل.