الجنيه الإسترليني عند أعلى مستوياته في عامين مقابل اليورو قبيل الانتخابات البريطانية

بدأت الانتخابات البريطانية تلقي بظلالها على الجنيه الإسترليني، لكن مستقبل العملة يتوقف على السياسة الاقتصادية والمالية للحزب الذي ستكون الانتخابات لصالحه، سواء حزب العمال أو حزب المحافظين.

 

وترجح الاستطلاعات فوز حزب العمال الذي يسعى للحفاظ على ثقة المستثمرين من خلال معالجة التحديات الاقتصادية التي تزايدت خلال فترة حكم حزب المحافظين.

 

ووصلت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي إلى أعلى مستوى لها منذ 63 عامًا، فيما شهدت الاستثمارات الأجنبية تراجعا كبيرا، وهو الأمر الذي يحتم لجوء الحكومة الجديدة إلى رفع الضرائب أو زيادة الاقتراض.

 

وفي ظل هذه الأوضاع، يتوقع الاقتصاديون أن يشهد الجنيه الإسترليني تقلبات عديدة لحين استقرار الاقتصاد وعلى الرغم من ذلك، فإن الجنيه الإسترليني من أفضل العملات الرئيسية أداء مقابل الدولار هذا العام على الرغم من تسجيله بعض التراجعات مقابل العملة الأميركية منذ مطلع السنة.

الجنيه الإسترليني

كما أنه مرتفع بنحو 18% من أدنى مستوياته على الإطلاق سجلها في 26 سبتمبر 2022 عند 1.0689، ويقف الجنيه الإسترليني عند أعلى مستوياته في عامين مقابل اليورو.

ويأتي أداء الجنيه الإسترليني وسط توقعات بأن بنك إنجلترا سيكون حذرا في خفض أسعار الفائدة وآمال بأن فوز حزب العمال المعارض في انتخابات 4 يوليو سوف يجلب معه فترة استقرار سياسي واقتصادي أكبر.

 

ويلعب الجنيه الإسترليني دورا مهما أيضا في أسواق الصرف التي تشهد تداولات بـ 7.5 تريليون دولار يوميا. وهو العملة الرابعة الأكثر تداولا في العالم بعد الدولار واليورو والين لتكون بريطانيا من أهم المراكز لأسواق الصرف عالميا بحصة 38% من هذه السوق، وفقًا لتقديرات بنك التسويات الدولية.

 

ويأتي الجنيه الإسترليني في المرتبة الثالثة عالميا ضمن نظام المدفوعات العالمية من حيث القيمة بحسب بيانات؛ إذ تستحوذ المعاملات بالإسترليني على حصة 6.8% من نظام المدفوعات العالمية مقابل حصة 47% للدولار وحصة 23% لليورو.

وفيما يتعلق بالعملات الاحتياطية، فيمثل الجنيه الإسترليني 5% من الاحتياطيات العالمية، بحسب صندوق النقد الدولي وهي حصة مستقرة منذ 20 سنة.

وكان الجنيه الإسترليني العملة المسيطرة عالميا في التجارة العالمية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، لكنه فقد مكانته لصالح الدولار بعد الحرب العالمية الأولى.

 

وسجل الجنيه الإسترليني تراجعًا اليوم مقابل الدولار الأمريكي, والعملة الأوروبية الموحَّدة "يورو" وانخفضَ الباوند مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.48% ليتداول عند 1.2623 دولار، فيما تراجع مقابل العملة الأوروبية بنسبة 0.17% إلى 1.1821 يورو.

مستقبل الإسترليني

وفي تعليقات للمؤسسات المالية العالمية على مستقبل الإسترليني؛ قالت مؤسسة "Monex Europe" إن تجار العملة متفائلون بشأن الجنيه الإسترليني على المدى القصير، لأن الموارد المالية الحكومية لن تمنح حزب العمال أي فرصة للإفراط في الإنفاق، فيما حذرت "Pictet" من اتباع حزب العمال سيناريو الاستثمارات الضخمة لأنه سيكون له عواقب تضخمية ويؤثر سلباً على أسواق السندات والجنيه الإسترليني.

بدورها، قالت "TS Lombard" إنه حال أدت سياسة حزب العمال إلى ضغوط على الخدمات العامة، قد ينجرف الناخبون الغاضبون نحو الأحزاب الشعبوية، ما قد يؤدي إلى إحباط الآمال في إعادة بناء الروابط التجارية بين المملكة المتحدة وأوروبا.

تحليل سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار

السيناريو المتوقع

  • تداول سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بسلبية ملحوظة يوم أمس ليقترب من حاجز 1.2600$، معززاً التوقعات بمواصلة الانخفاض على المدى اللحظي، والذي يستهدف مستوى 1.2580$ كمحطة تالية، مع الإشارة إلى أن كسر هذا المستوى سيمد الموجة الهابطة لتصل إلى 1.2480$.
  • المتوسط المتحرك 50 يواصل الضغط سلباً على السعر ليعزز فرص استمرار الاتجاه الهابط المتوقع، والذي سيبقى قائماً بشرط أن يحافظ السعر على ثباته دون مستوى 1.2700$.

نطاق التداول المتوقع

ما بين الدعم 1.2540$ والمقاومة 1.2700$.

 
المصدر : العربية 
تم التحديث في: الخميس, 27 حزيران 2024 11:49
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول