أسعار النفط تتذبذب وسط مخاوف متجددة بشأن اضطراب الإمدادات على خلفية التوترات الجيوسياسية

تشهد أسواق النفط حالة من التذبذب وعدم الاستقرار نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتأثيرها المحتمل على الإمدادات العالمية وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتخفيف هذه التوترات، بما في ذلك اتفاقيات وقف إطلاق النار، إلا أن الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المختلفة تزيد من تعقيد المشهد. بالتزامن مع ذلك، ترك تأجيل اجتماع تحالف "أوبك+" الأسواق في حالة ترقب، مع تساؤلات حول سياسة الإنتاج المستقبلية ومدى قدرة التحالف على مواجهة تحديات السوق المتزايدة.

 

في ظل هذه التطورات، تُرصد التحركات في أسعار النفط، التي تواجه ضغوطًا متعددة، أبرزها التوترات الإقليمية، ضعف الطلب من الصين، وتصاعد الأزمة الأوكرانية.

 

هذا وتبادلت إسرائيل وحزب الله اللبناني الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يخفف من مخاطر اتساع دائرة الصراع في المنطقة. ورغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، إلا أن هذه الاتهامات أثارت المخاوف من إمكانية تأثر إمدادات النفط، وهي مخاوف دفعت في وقت سابق إلى زيادة علاوات المخاطر على أسعار الخام.

أسعار النفط اليوم

في ظل هذه الظروف، استقرت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير عند 73.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:29 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة. وعلى الجانب الآخر، سجلت عقود خام نايمكس الأمريكي تسليم يناير ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.54% أو ما يعادل 37 سنتًا لتصل إلى 69.09 دولار للبرميل.


ورغم ذلك، كانت التعاملات محدودة بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، التي أدت إلى إغلاق أسواق المال الأمريكية.

تأثيرات واسعة على الأسواق

منذ منتصف أكتوبر، ظلت أسعار النفط تتحرك في نطاق ضيق، بين مكاسب وخسائر أسبوعية متتالية. وتتأثر الأسواق بعوامل عدة، أبرزها:

  1. التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط: حيث أثرت المواجهات بين إسرائيل وكل من حزب الله في لبنان وحماس في غزة بشكل محدود على الإمدادات.
  2. تراجع الطلب من الصين: التي تُعد أكبر مستورد للنفط عالميًا.
  3. المخاوف بشأن السياسات الأمريكية: مع ترقب تأثير إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على العلاقات مع روسيا وإيران.

قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها

التصعيد في أوكرانيا وزيادة المخاطر الدولية

في تطور آخر، شنت روسيا هجومًا جديدًا على منشآت الطاقة الأوكرانية، وهو الثاني من نوعه خلال هذا الشهر وأشار محللون في بنك "إيه إن زد" إلى أن مثل هذه الهجمات قد تؤدي إلى ردود انتقامية، مما يزيد من احتمالية تأثر الإمدادات الروسية، وبالتالي قد يُحدث هذا تقلبات إضافية في سوق النفط.

تأجيل اجتماع "أوبك+" وتأثيره على التوقعات

قرر تحالف "أوبك+"، الذي يضم دول منظمة أوبك وحلفاءها مثل روسيا، تأجيل اجتماعه الافتراضي لمناقشة سياسة الإنتاج إلى الخامس من ديسمبر، بعد أن كان مقررًا عقده في الأول من الشهر ذاته.

 

ويُتوقع أن يركز الاجتماع على تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية، وسط شكوك متزايدة حول قدرة التحالف على اتخاذ قرارات حاسمة في ظل الظروف الراهنة.

التحديات المستقبلية في سوق النفط

صرحت "شاروا تشانا"، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس" بسنغافورة، بأن سوق النفط تواجه حالة من عدم اليقين نتيجة عوامل متعددة، أبرزها:

  • الطقس وتأثيره على الإنتاج.
  • التقلبات في الطلب العالمي.
  • التوترات الجيوسياسية.
    وأشارت إلى أن هذه العوامل، إضافة إلى فائض المعروض في السوق، تثير تساؤلات حول احتمالية تخفيف "أوبك+" لتخفيضات الإنتاج الطوعية.

التوقعات الأسبوعية لأسعار النفط

تُظهر المؤشرات أن خام برنت يتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية تُقدَّر بحوالي 3%. ويُعزى ذلك إلى تراجع المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. ومع ذلك، فإن التصعيد المستمر في أوكرانيا قد يضيف مزيدًا من الضغوط على الأسواق.


وفي هذا السياق، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن القوات الروسية قد تستهدف "مراكز اتخاذ القرار" في كييف باستخدام صواريخ باليستية جديدة، مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي العالمي.

 

خاتمة : تظل أسواق النفط في حالة ترقب، حيث تتداخل العوامل الجيوسياسية مع القرارات الاقتصادية لتشكل تحديات غير مسبوقة. وفي ظل استمرار التوترات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، يبقى تأثير هذه الأحداث على الإمدادات والأسعار موضوعًا بالغ الحساسية، مما يجعل قرارات "أوبك+" المرتقبة ذات أهمية بالغة في تحديد مسار السوق خلال الفترة المقبلة.

تم التحديث في: الجمعة, 29 تشرين الثاني 2024 11:50
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول