النفط يسجل مكاسب أسبوعية وسط انخفاض التداول وتحفيز اقتصادي صيني وتراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط بنسبة تقارب 1% خلال الأسبوع الماضي، مدعومة بانخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية بشكل يفوق التوقعات، إضافة إلى الآمال بتحفيز اقتصادي قوي في الصين يهدف إلى إنعاش الطلب العالمي. ومع ذلك، لا تزال الأسواق تواجه تحديات مثل المخاوف بشأن زيادة المعروض العالمي وتباطؤ الاقتصاد الصيني، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط.

تفاصيل أداء أسعار النفط

شهدت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط مكاسب ملحوظة خلال تداولات يوم الجمعة، وذلك على النحو التالي:

  • خام برنت: ارتفعت العقود الآجلة بمقدار 91 سنتاً، أي بنسبة 1.24%، لتغلق عند 74.17 دولاراً للبرميل.
  • خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي: زادت بمقدار 98 سنتاً، أو ما يعادل 1.41%، لتبلغ عند التسوية 70.60 دولاراً للبرميل.

على المستوى الأسبوعي:

  • سجل خام برنت ارتفاعاً نسبته 0.4%.
  • صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.2%.

ورغم هذه المكاسب، تشير التوقعات إلى احتمال أن ينهي الخامان الأسبوع بزيادة نسبتها 1.5% بفضل تحسن بيانات المخزونات الأمريكية والأجواء الإيجابية في الأسواق.

العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار النفط

1. انخفاض مخزونات النفط الأمريكية

أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 4.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر، وهو ما يفوق توقعات المحللين التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 2 مليون برميل فقط.

  • الأسبوع الأسبق: شهد أيضاً انخفاضاً طفيفاً بمقدار 0.934 مليون برميل.
  • أهمية البيانات: يشير الانخفاض المستمر في المخزونات إلى زيادة في استهلاك النفط الخام، مما يعكس قوة الطلب في السوق الأمريكية.

2. التفاؤل بتحفيز اقتصادي في الصين

أعلنت الحكومة الصينية عن خطط لتوسيع الإنفاق الحكومي بهدف دعم النمو الاقتصادي، حيث وافقت على إصدار سندات خزانة خاصة بقيمة ثلاثة تريليونات يوان (411 مليار دولار) لعام 2024.

  • توقعات النمو: رفع البنك الدولي تقديراته للنمو الاقتصادي الصيني في العامين المقبلين، لكن ضعف ثقة المستهلكين والتحديات في قطاع العقارات قد تظل تؤثر على الأداء الاقتصادي.
  • انعكاس التحفيز على النفط: تعتبر الصين من أكبر مستهلكي النفط في العالم، وبالتالي فإن أي انتعاش اقتصادي سيزيد من الطلب على الطاقة.

3. التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط

قامت إسرائيل بشن ضربات جوية على أهداف في اليمن، وصفتها بأنها مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين، شملت محطات كهرباء وموانئ ومطار العاصمة.

  • تهديد الملاحة الدولية: الحوثيون يهددون حركة السفن في البحر الأحمر، مما يجبر ناقلات النفط على استخدام طرق أطول حول جنوب إفريقيا، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل وزيادة أسعار الخام.

 

قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها

التحديات المستقبلية في سوق النفط

رغم المؤشرات الإيجابية الحالية، هناك عدة عوامل قد تضغط على أسعار النفط خلال العام المقبل:

  • زيادة المعروض العالمي:

    • من المتوقع أن يتوسع الإنتاج العالمي في ظل ارتفاع الطاقة الإنتاجية لدى بعض الدول المنتجة للنفط.
    • تباطؤ الطلب الصيني قد يزيد من الفائض في السوق.
  • عقوبات محتملة على إيران:

    • إذا شددت الولايات المتحدة العقوبات على تدفقات النفط الإيراني، فقد يؤدي ذلك إلى تقليص الإمدادات العالمية ورفع الأسعار على المدى القصير.
  • التداول في نطاق ضيق:

    • منذ منتصف أكتوبر، ظلت الأسعار تتحرك ضمن نطاق محدود، مما يشير إلى غياب محفزات قوية تؤدي إلى تقلبات حادة.

أهمية بيانات المخزونات الأمريكية

تحظى بيانات المخزونات الأمريكية باهتمام واسع نظراً لتأثيرها المباشر على أسعار النفط الخام.

  • أي انخفاض في المخزونات يشير عادةً إلى زيادة الطلب أو نقص الإمدادات، مما يدفع الأسعار نحو الارتفاع.
  • تؤثر تغيرات أسعار المنتجات البترولية بشكل مباشر على معدلات التضخم، ما ينعكس على الاقتصادات والصناعات التي تعتمد بشكل كبير على النفط الخام، خاصة في قطاعات النقل والصناعات الثقيلة.

 

الخلاصة : يتجه سوق النفط إلى إنهاء العام بخسارة سنوية طفيفة، وسط تحديات تتعلق بزيادة المعروض العالمي وتباطؤ الطلب من الصين. مع ذلك، تبقى العوامل الإيجابية مثل تحفيز الاقتصاد الصيني وانخفاض المخزونات الأمريكية داعمة للأسعار على المدى القصير. وبينما تواصل الأسواق مراقبة التوترات الجيوسياسية، يبقى مستقبل أسعار النفط رهناً بالتطورات الاقتصادية والقرارات السياسية المؤثرة.

تم التحديث في: السبت, 28 كانون الأول 2024 11:10
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول