- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات والرسوم الجمركية الأميركية
ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات والرسوم الجمركية الأميركية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا اليوم الخميس وسط مخاوف متزايدة من نقص الإمدادات العالمية، خاصة بعد تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الفنزويلي، بالإضافة إلى العقوبات المستمرة على مشتري النفط الإيراني.
وتأتي هذه التطورات في وقت يراقب فيه المستثمرون التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات السيارات، والتي قد ترفع أسعار المركبات وتؤثر على الطلب على النفط، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى إبطاء عملية التحول نحو المركبات الصديقة للبيئة.
ارتفاع أسعار النفط وسط تقييم تداعيات الرسوم الجمركية
ارتفعت أسعار النفط مع تقييم المستثمرين لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المركبات، مما ينعكس على استهلاك الوقود. غير أن هذه الخطوة قد تبطئ أيضًا عملية التحول نحو المركبات الصديقة للبيئة.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 9 سنتات أو 0.12% لتصل إلى 73.87 دولارًا للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 10 سنتات أو 0.1% لتصل إلى 69.75 دولارًا للبرميل.
أسباب ارتفاع الأسعار وتأثير السياسات الأميركية
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنسبة 1% يوم الأربعاء، بعد بيانات حكومية أظهرت انخفاضًا في مخزونات النفط الخام والوقود الأميركية الأسبوع الماضي، إضافة إلى التهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية على الدول التي تشتري النفط الفنزويلي.
وقال سوفرو ساركار، رئيس الفريق المعني بقطاع الطاقة لدى «دي.بي.إس بنك»، إن ارتفاع الأسعار الأخير يعود إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالرسوم الجمركية على مشتري النفط الفنزويلي. وأضاف: "نرى أن سياسات ترامب تجاه إيران وفنزويلا تمثل العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار النفط، وهذا التأثير بدأ ينعكس على السوق بالفعل".
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
كما صرح توني سيكامور، محلل السوق لدى "آي جي"، بأن الأنباء المتعلقة برسوم قطاع السيارات لها تأثير إيجابي صافٍ على النفط الخام، لأن ارتفاع أسعار السيارات الجديدة قد يؤدي إلى إبطاء التحول إلى طرازات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، مما يرفع الطلب على النفط.
تأثير مخزونات النفط الأميركية على السوق
أظهرت البيانات الرسمية الصادرة أمس انخفاضًا في مخزونات النفط الخام الأميركية بمقدار 3.34 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما دفع الأسعار للارتفاع، حيث سجلت المخزونات أدنى مستوى لها منذ شهر. هذا الانخفاض جاء مدفوعًا بارتفاع الصادرات الأميركية من النفط، في حين استمرت الواردات عند مستويات منخفضة.
كما ساهم ارتفاع معدلات تشغيل المصافي الأميركية في دعم الطلب على الخام، مما أدى إلى تراجع المخزونات بشكل أكبر من المتوقع. ورغم هذا الانخفاض، لا تزال الأسواق تراقب مستوى الإنتاج الأميركي المرتفع، والذي قد يحد من أي ارتفاعات كبيرة في الأسعار.
توقف واردات النفط الفنزويلي وتأثيره على السوق
ذكرت مصادر مطلعة أن شركة «ريلاينس إندستريز» الهندية، المشغلة لأكبر مجمع تكرير في العالم، قررت وقف واردات النفط الفنزويلي عقب إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية على المشترين. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية على فنزويلا، مما يفاقم أزمة المعروض النفطي.
التوقعات المستقبلية لأسعار النفط وسط زيادة الإنتاج
رغم الارتفاع الحالي في الأسعار، فإن شركات تجارة النفط الكبرى، مثل "ترافيغورا" و"غونفور"، ما زالت متشائمة بشأن مستقبل أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة. ويعود هذا التشاؤم إلى استمرار ارتفاع المعروض النفطي، خصوصًا من خارج تحالف "أوبك+".
من المتوقع أن يبدأ تحالف "أوبك+" في إعادة بعض الإنتاج المتوقف اعتبارًا من الشهر المقبل، في إطار خطط الزيادة التدريجية للإنتاج، وهو ما قد يضغط على الأسعار في المستقبل القريب. وتشير التقديرات إلى أن هذه الزيادات المخططة قد تساعد في توازن السوق، لكن أي تصعيد جديد في العقوبات أو التوترات الجيوسياسية قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع مجددًا.
السيناريوهات المحتملة لسوق النفط خلال الفترة المقبلة
-
استمرار الضغوط الجيوسياسية: إذا صعّدت الولايات المتحدة من العقوبات على إيران وفنزويلا، فقد نشهد ارتفاعًا جديدًا في الأسعار، خاصة إذا زاد الطلب العالمي على النفط.
-
تأثير الحرب التجارية: لا تزال التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلقي بظلالها على الأسواق. أي تصعيد إضافي قد يضر بالنمو الاقتصادي العالمي، مما قد يقلل الطلب على النفط.
-
ارتفاع الإنتاج العالمي: إذا استمرت الولايات المتحدة في زيادة إنتاجها من النفط الصخري، فقد يحد ذلك من أي ارتفاعات كبيرة في الأسعار، حتى في ظل وجود مخاوف من نقص المعروض.
الخلاصة: يواجه سوق النفط حاليًا ضغوطًا متزايدة نتيجة التوترات التجارية والسياسات الحمائية التي تتبعها الولايات المتحدة. وبينما ساهمت المخاوف بشأن الإمدادات في دعم الأسعار، فإن ارتفاع الإنتاج النفطي العالمي قد يشكل عائقًا أمام تحقيق المزيد من المكاسب في المستقبل القريب.
ويظل المستثمرون في حالة ترقب لمعرفة كيف ستؤثر السياسات الأميركية والتطورات الجيوسياسية على توازن السوق خلال الأشهر المقبلة.