أسعار النفط ترتفع وسط آمال التحفيز في الصين وتراجع المخزونات الأمريكية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات الخميس وسط تعاملات ضعيفة بسبب موسم العطلات. عززت هذه الارتفاعات التوقعات بإجراءات تحفيز اقتصادي إضافية من الصين، أكبر مستورد عالمي للنفط، بجانب تقرير أظهر انخفاضًا آخر في مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة.

أداء أسعار النفط

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.2% لتصل إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة مماثلة إلى 70.25 دولار للبرميل. جاءت هذه التحركات بعد ارتفاع خام برنت بنسبة 1.3% يوم الثلاثاء، واقتراب خام غرب تكساس الوسيط من حاجز 70 دولارًا للبرميل.

تأتي هذه المكاسب في ظل ترقب الأسواق لإجراءات صينية تحفيزية من المتوقع أن تساهم في دعم الطلب على النفط خلال الأشهر المقبلة.

الصين تواصل جهودها لدعم الاقتصاد

تعمل الحكومة الصينية على تعزيز اقتصادها المتباطئ من خلال حزمة إجراءات تحفيزية جديدة، أبرزها:

1. زيادة مرونة استثمار السندات الحكومية: منحت الحكومة المحلية مزيدًا من الصلاحيات في استخدام عائدات السندات بهدف تنفيذ مشاريع تنموية.
2. زيادة الدعم المالي للاستهلاك: تخطط الصين لرفع معاشات التقاعد، تحسين دعم التأمين الصحي، وتوسيع برامج مبادلة السلع الاستهلاكية.
3. إصدار سندات خزانة خاصة: أعلنت السلطات الصينية عن إصدار سندات بقيمة 3 تريليونات يوان (411 مليار دولار) لعام 2025 لتعزيز الإنفاق الحكومي.

وفقًا للمحلل ساتورو يوشيدا من شركة "راكوتن" للأوراق المالية، فإن هذه السياسات تعكس موقفًا نقديًا "معتدل التيسير"، ما يضيف زخمًا إيجابيًا لأسواق الطاقة العالمية.

تراجع المخزونات الأمريكية يدعم الأسعار

في الولايات المتحدة، أظهر تقرير معهد البترول الأمريكي انخفاضًا في مخزونات النفط الخام بمقدار 3.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. إذا أكدت البيانات الحكومية هذا التراجع، فسيكون الانخفاض الخامس على التوالي، مما يعكس استمرار الطلب القوي على النفط رغم التحديات الاقتصادية.

تُعد هذه البيانات مؤشرًا إيجابيًا للأسواق، حيث إن انخفاض المخزونات غالبًا ما يدعم ارتفاع الأسعار نتيجة تقليص الفجوة بين العرض والطلب.

قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها

الإمدادات النفطية العالمية في الميزان

على صعيد الإنتاج، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أن إنتاجها تجاوز المستهدف لعام 2024 ليصل إلى حوالي 1.4 مليون برميل يوميًا، ما يوفر استقرارًا نسبيًا في إمدادات النفط العالمية.

من جهة أخرى، يواصل تحالف "أوبك+" خطته لتخفيف قيود الإنتاج بشكل تدريجي، وسط متابعة دقيقة للتطورات الاقتصادية والجيوسياسية التي قد تؤثر على توازن السوق.

توجهات الأسواق لعام 2025

مع اقتراب العام الجديد، يركز المتداولون على عدة عوامل رئيسية:

1. الإجراءات الصينية المرتقبة: تأثير سياسات التحفيز المالي والنقدي على الطلب العالمي.
2. عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة: ما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في سياسات الطاقة الأمريكية وزيادة إنتاج الوقود الأحفوري.
3. توجهات تحالف "أوبك+": خطط تخفيف قيود الإنتاج وآثارها على العرض العالمي.

توقعات ختام العام

على الرغم من الارتفاعات الأخيرة، من المتوقع أن تسجل أسعار النفط انخفاضًا سنويًا طفيفًا بعد بقائها في نطاق ضيق منذ أكتوبر الماضي. يرى المحللون أن استقرار السوق سيتوقف على مدى نجاح الصين في إنعاش اقتصادها، واستجابة الأسواق للسياسات الأمريكية المرتقبة، وتوازن العرض والطلب في الأشهر المقبلة.