أسعار النفط تسجل مكاسب أسبوعية مع ترقب تأثيرات التوترات في الشرق الأوسط

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات الجمعة بعد انخفاض استمر لمدة يومين، لتحقق مكاسب أسبوعية قوية مع تركيز المتداولين على المخاطر المحتملة الناجمة عن تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط هذا الارتفاع جاء في ظل ترقب الأسواق لأي تصعيد قد يزيد من حالة عدم الاستقرار ويؤثر على إمدادات النفط العالمية.

أسعار النفط

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.3% ليستقر بالقرب من 72 دولارًا للبرميل، متجاوزًا متوسطه المتحرك لمدة 50 يومًا. وعلى الجانب الآخر، ارتفع سعر خام برنت القياسي لتسوية ديسمبر بنسبة 2.25%، ما يعادل 1.67 دولار، ليصل إلى 76.05 دولار للبرميل.

 

ومع هذا الأداء، حقق خام برنت مكاسب أسبوعية بلغت 4.1%، فيما حقق خام نايمكس الأمريكي مكاسب بنسبة 4.5% خلال الأسبوع، حيث ارتفع عقد تسليم ديسمبر بنسبة 2.25% ليصل إلى 71.78 دولار للبرميل.

تداعيات التوترات السياسية على النفط

في ظل التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، يتوقع أن يلتقي مفاوضون من إسرائيل وحماس في الأيام المقبلة لمحاولة إيجاد حل للنزاع القائم في غزة. وفي الوقت ذاته، يبقى المتداولون في حالة ترقب لأي ضربة انتقامية محتملة من إسرائيل ضد إيران، خاصة بعد تقارير تفيد بأن إيران أمرت قواتها المسلحة بالاستعداد للمعركة.

 

مثل هذه الأوضاع الجيوسياسية تضيف طبقة جديدة من التعقيد للأسواق، حيث يدفع المتداولون نحو التحوط لمواجهة تقلبات الأسعار.

 

قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها

التحديات الإضافية التي تواجه سوق النفط

زيادة المعروض وتباطؤ نمو الطلب العالمي

عانت أسعار النفط هذا الشهر من تقلبات حادة، حيث تحرك خام غرب تكساس الوسيط في نطاق يتجاوز 3.5 دولار ويأتي هذا التذبذب نتيجة التوترات في الشرق الأوسط والمخاوف المتزايدة من مواجهة السوق لفائض في المعروض العام المقبل، مع استمرار نمو الإنتاج من الدول غير الأعضاء في تحالف "أوبك+".

 

في المقابل، تعتزم دول التحالف تخفيف قيود الإنتاج، مما يزيد من احتمالية تراجع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، حذرت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع من تراجع مستمر في نمو الطلب العالمي بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني، ما يشكل تحديًا إضافيًا للسوق النفطية.

التحوط ضد تقلبات أسعار النفط

بسبب المخاوف المتصاعدة من تقلبات السوق، شهدت سوق النفط زيادة ملحوظة في نشاط المشتقات، حيث يحتفظ المتداولون بعدد قياسي من خيارات خام برنت. كما أن أسعار العقود التي تتحوط ضد ارتفاع الأسعار بلغت أعلى مستوياتها مقارنةً بالعقود المراهنة على الهبوط، وهو مستوى لم تشهده السوق منذ فترة قصيرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

 

وأوضح “تيم سنايدر”، كبير الاقتصاديين في شركة "ماتادور إيكونوميكس"، أن "التوترات الجيوسياسية هي المحرك الأساسي اليوم، ومع ذلك، نترقب أيضًا تطورات الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الأسواق".

تراجع منصات التنقيب الأمريكية

كشفت بيانات شركة "بيكرهيوز" عن انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط بمقدار منصتين ليصل إلى 480 منصة خلال الأسبوع المنتهي في الخامس والعشرين من أكتوبر، وهو أول تراجع منذ ثلاثة أسابيع.

 

يعكس هذا التراجع توجّه شركات النفط الأمريكية نحو ضبط الإنتاج بما يتماشى مع تقلبات السوق، مما قد يؤثر على المعروض العالمي ويزيد من ضغوط العرض والطلب في حال استمرار التوترات السياسية.

 

بهذا، يظهر أن أسعار النفط ستظل رهينة للتطورات الجيوسياسية وتأثيرها المباشر على العرض والطلب في السوق العالمية، مما يستدعي من المتداولين والشركات اتخاذ خطوات احترازية للحد من المخاطر المحتملة.

تم التحديث في: السبت, 26 تشرين الأول 2024 09:37
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول