النفط يرتفع بسبب مخاوف من توترات الشرق الأوسط وتوقعات خفض الفائدة الأميركية

واصلت أسعار النفط مكاسبها خلال تعاملات الاثنين 26 أغسطس/ آب، وذلك بعد ارتفاعها خلال تداولات الجمعة بأكثر من 2%، بفعل مخاوف من تعطيل إمدادات النفط الإقليمية في حالة تصعيد الوضع في الشرق الأوسط، بينما عززت التوقعات بتخفيضات مرتقبة لأسعار الفائدة الأميركية التوقعات الاقتصادية العالمية والطلب على الوقود.

 

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 37 سنتاً أو 0.5% إلى 79.39 دولار للبرميل بحلول الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش، كما صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي 36 سنتاً أو 0.5% إلى 75.19 دولار للبرميل.

 

وفي واحدة من أكبر الاشتباكات عبر الحدود المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل الأحد 25 أغسطس/ آب، وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافاً في لبنان باستخدام حوالي 100 طائرة لإحباط هجوم أكبر، بحسب وكالة رويترز.

 

يثير هذا التصعيد مخاوف من تحول القتال في غزة إلى حرب أوسع نطاقاً بالمنطقة قد تشمل إيران والولايات المتحدة ارتفع خام برنت إلى 80 دولاراً للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى ما يزيد عن 75 دولاراً. أرسلت إسرائيل أكثر من 100 طائرة حربية لتدمير آلاف من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله يوم الأحد، وبعد ذلك ردت الجماعة المسلحة بإطلاق أكثر من 200 قذيفة تسببت في أضرار محدودة، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

قال حزب الله، المدعوم من إيران والمصنف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، إنه أنهى الأحد عمليته العسكرية لهذا اليوم، لكنه سيواصل الأعمال العدائية مع إسرائيل حتى توافق البلاد على وقف إطلاق النار في غزة.

أسعار النفط الآن مرتفعة قليلاً منذ بداية العام بسبب المخاطر الجيوسياسية، وخفض أسعار الفائدة الأميركية المحتمل الشهر المقبل. في خطابه الذي ألقاه في جاكسون هول بولاية وايومنغ يوم الجمعة، أعطى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الإشارة الأكثر حسماً حتى الآن بأن مهمته في مكافحة التضخم قد تم إنجازها، قائلاً إن "الوقت قد حان لتعديل السياسة النقدية".

عزز الخطاب التوقعات بخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. وفي إشارة إلى الهدوء النسبي بعد تبادل إطلاق النار، بدأت المفاوضات في القاهرة الأحد بهدف إرساء قواعد وقف القتال بين إسرائيل وحركة حماس. كما خففت إسرائيل القيود الأمنية المفروضة على سكانها مساء الأحد، بعد فرض حالة الطوارئ في وقت سابق وإغلاق مطارها الرئيسي لعدة ساعات.

 

اقرأ أيضاً : الين الياباني يصل إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي


لم تتأثر أساسيات النفط بأحداث الشرق الأوسط الذي يوفر حوالي ثلث الخام في العالم. وظلت التقلبات أقل من ذروتها في بداية الشهر، ولا تزال عقود الخيارات تظهر تحيزاً نحو خيارات البيع، والتي تستفيد من انخفاض الأسعار.

وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في مجموعة "آي إن جي": "بينما تتزايد المخاطر في الشرق الأوسط في أعقاب التصعيد الأخير، أصبحت السوق محصنة بشكل متزايد ضد هذه التوترات. استمرت هذه التوترات لمدة عام تقريباً ولم تؤثر بعد على إمدادات النفط".

 

وذكر محلل السوق في آي جي،  توني سيكامور، في مذكرة أن "الضربة الاستباقية التي شنتها إسرائيل على لبنان في مطلع الأسبوع لمنع هجوم وشيك من حزب الله قد تضمن ارتفاع أسعار النفط هذا الصباح حيث يبدو أن خام غرب تكساس الوسيط يمدد انتعاشه الأولي إلى 77.50 دولار...".

 

ارتفع خام برنت والخام الأميركي بأكثر من 2% يوم الجمعة بعد أن أيد رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول بدء خفض أسعار الفائدة قريباً، لكنهما حققا خسارة أسبوعية.

 

وقال محللون في بنك إيه إن زد في مذكرة: "احتمال تخفيف السياسة النقدية عزز المعنويات في سوق السلع الأساسية"، ويتوقع هؤلاء المحللون أن ينفذ الفدرالي سلسلة تدريجية من تخفيضات أسعار الفائدة.

 

ومع ذلك، انخفضت أسعار النفط الأسبوع الماضي مع تأثر الطلب على الوقود بتوقعات ضعيفة للاقتصادات الكبرى، حسبما أضاف البنك وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية، الجمعة، شراء نحو 2.5 مليون برميل من النفط للمساعدة في إعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي وذكرت شركة بيكر هيوز في تقريرها الأسبوعي أن عدد منصات النفط العاملة في أميركا بقى دون تغيير عند 483 الأسبوع الماضي.

 

المصدر : وكالات

تم التحديث في: الاثنين, 26 آب 2024 11:46
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول