انخفاض أسعار النفط بعد مكاسب قوية الأسبوع الماضي إثر عمليات جني الأرباح
شهدت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً خلال تداولات اليوم، بعد أن حققت أقوى مكاسب أسبوعية لها في شهرين بفعل تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي هزت الأسواق وسط أجواء من الترقب والقلق، ما زالت أسعار الخام قريبة من أعلى مستوياتها خلال أسبوعين، مدفوعة بالتوترات في أوكرانيا والشرق الأوسط، والتي أثارت مخاوف من اضطرابات في الإمدادات العالمية.
ورغم هذه المخاوف، تبقى توقعات السوق متباينة بين وفرة الإنتاج على المدى الطويل وضغوط المعروض في المدى القريب، مما يعكس التحديات المركبة التي تواجه أسواق الطاقة العالمية.
أداء أسعار النفط اليوم
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يناير إلى 74.45 دولاراً للبرميل في تمام الساعة 13:45 بتوقيت تركيا، في حين انخفضت عقود خام نايمكس الأمريكي تسليم يناير بنسبة 0.81% أو ما يعادل 58 سنتاً لتستقر عند 70.66 دولاراً للبرميل.
المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على السوق
التوترات في أوكرانيا
تصاعدت الحرب الروسية الأوكرانية مع استخدام كلا الجانبين صواريخ بعيدة المدى، مما أثار قلق الأسواق بشأن تدفقات الخام الروسي. هذه التوترات الجيوسياسية تسلط الضوء على المخاطر المحتملة للإمدادات النفطية من روسيا، التي تعد أحد أكبر منتجي النفط في العالم.
إيران وبرنامجها النووي
أعلنت إيران أنها ستزيد من قدرتها على إنتاج الوقود النووي، بعد توجيه انتقادات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذا التصعيد دفع المحللين للتنبؤ بأن الإدارة الأمريكية القادمة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قد تسعى إلى فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط الإيرانية، مما يهدد بتعطيل حوالي مليون برميل يومياً من الإمدادات العالمية.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
تصريحات الخبراء حول الوضع الراهن
- فيفيك دار، المحلل في "كومنولث بنك أوف أستراليا"، أشار إلى أن التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تدفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية، مما يزيد من احتمالات نقص المعروض.
- ييب جون رونج، استراتيجي الأسواق في "آي جي ماركتس"، يرى أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا يسهم في دعم أسعار النفط ضمن نطاق 70 إلى 80 دولاراً للبرميل، حيث يتنافس الطرفان على تعزيز نفوذهما قبل الدخول في أي مفاوضات محتملة.
تحركات السوق ومؤشراته
رغم الانخفاض الطفيف، لا تزال أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في أسبوعين. ويرجع ذلك إلى المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات التي تفوقت على ضعف الطلب العالمي. ومن بين المؤشرات التي تعكس توجهات السوق:
- الباكوارديشن:
يشير تحرك الفرق بين العقود الآجلة قصيرة وطويلة الأجل إلى زيادة التفاؤل في السوق. حيث ارتفع الفرق بين عقود خام برنت لثلاثة أشهر إلى 1.21 دولار للبرميل مقارنة بـ 70 سنتاً مطلع الأسبوع الماضي، مما يعكس توقعات بزيادة الطلب على المدى القريب. - نطاق تداول محدود:
تداول النفط في نطاق سعري ضيق بلغ نحو 6 دولارات للبرميل منذ منتصف أكتوبر، وسط تناوب بين المكاسب والخسائر الأسبوعية.
قرارات أوبك+ وتوقعات الإنتاج
من المتوقع أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك+" هذا الأسبوع لتحديد سياساتها الإنتاجية. وتوقع العديد من البنوك، بما في ذلك "سيتي غروب" و"جيه بي مورغان"، أن المنظمة قد تؤجل زيادة الإنتاج المخطط لها للمرة الثالثة على التوالي. هذه الخطوة، إذا ما تم تأكيدها، قد تدعم الأسعار في المدى القريب وتساعد في استقرار السوق.
تحديات وتوقعات مستقبلية
رغم التفاؤل بشأن الطلب في المدى القريب، يواجه سوق النفط تحديات مستمرة، منها:
- زيادة المعروض المتوقع في عام 2025: مما يضع ضغطاً على الأسعار في المدى الطويل.
- تصاعد التوترات الجيوسياسية: التي قد تستمر في تهديد استقرار الإمدادات.
في ظل هذه العوامل، يُتوقع أن تستمر أسعار النفط في التداول ضمن نطاق محدود، مع تزايد التقلبات وفقاً للتطورات الجيوسياسية وقرارات أوبك+ المستقبلية.