أسعار النفط تتراجع وسط الصراع في الشرق الأوسط والتحفيز الصيني
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الأربعاء، وسط شكوك حول قدرة تدابير التيسير النقدي التي تعتزم الصين اتخاذها على إنعاش الاقتصاد بمفردها دون الحاجة لإجراءات مالية.
وانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم نوفمبر بنسبة 0.21% أو 16 سنتاً إلى 75.01 دولار للبرميل في تمام الساعة 08:23 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.
وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم نوفمبر 0.32% أو ما يعادل 23 سنتاً إلى 71.33 دولار للبرميل.
لا يزال النفط الخام منخفضاً على نحو طفيف هذا العام، مع التوقعات القاتمة لأكبر اقتصاد في آسيا، واحتمال زيادة العرض من "أوبك+"، مما يؤثر على الأسعار. أكدت مجموعة المنتجين، أمس، نظرتها بأن الطلب العالمي على النفط سيستمر في النمو حتى منتصف القرن.
خفّض بنك الشعب الصيني اليوم سعر الفائدة على آلية الإقراض متوسطة المدى لأجل عام واحد إلى 2% من 2.3%، وذلك ضمن حزمة إجراءات واسعة النطاق للتيسير النقدي أعلنها أمس.
لكن عدد من المحللين حذر من أن هذه التدابير النقدية لن تكون كافية وحدها لإنعاش ثاني أكبر اقتصادات العالم، ويجب أن يصحبها إجراءات من جانب السياسة المالية لتعزيز الثقة في الاقتصاد.
وتسببت هذه المخاوف في محو آثار تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على أسعار النفط، وكذلك تعطل جزء من إنتاج الشركات الأمريكية في منطقة خليج المكسيك بسبب عاصفة استوائية تضرب المنطقة.
في الولايات المتحدة، أفاد معهد البترول الأميركي بأن مخزونات النفط الخام التجارية انخفضت بمقدار 4.34 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقاً لأشخاص مطلعين على البيانات. ومن شأن ذلك أن يترك المخزونات عند أدنى مستوى لها منذ أبريل 2022 إذا أكدته البيانات الرسمية في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
في الوقت نفسه، اشتدت قوة العاصفة الاستوائية "هيلين" مع تحركها نحو خليج المكسيك، مما أدى إلى إخلاء بعض منصات النفط والغاز الطبيعي.
لكن محللين حذروا من أن هناك حاجة لمزيد من المساعدة المالية لتعزيز الثقة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو ما قلل من تأثير ذلك الإعلان على أسعار النفط.
ومع ذلك، قدم انخفاض مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة بعض الدعم للأسعار التي ارتفعت بشكل عام منذ هبوطها إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021 في العاشر من سبتمبر أيلول.
يترقب المستثمرون اليوم صدور البيانات الرسمية لمخزونات النفط الأمريكية عن إدارة معلومات الطاقة، في ظل توقعات انخفاضها 1.3 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي بعد تراجعها 1.6 مليون برميل في الأسبوع السابق.
وهذا بعدما أظهرت تقديرات معهد البترول الأمريكي يوم أمس هبوط المخزونات بمقدار 4.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في العشرين من سبتمبر.
توقعات أوبك
توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة، بنسبة 24 بالمئة بحلول عام 2050 بالتزامن مع نمو الاقتصاد العالمي وزيادة عدد السكان، مؤكدة أن الاعتماد على النفط والغاز سيظل محوريًا لضمان أمن الطاقة العالمي.
وبحسب التقرير السنوي للمنظمة عن توقعات النفط العالمية للعام 2024، والذي أطلقته في البرازيل، الثلاثاء، فإنه من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الطاقة إلى 301 مليون برميل مكافئ نفط يوميًا في عام 2023، إلى 374 مليون برميل مكافئ نفط يوميًا في عام 2050، في ظل نمو اقتصادي عالمي قوي بمتوسط يبلغ 2.9 بالمئة سنويا في الفترة بين عام 2023 وعام 2050.
وأوضحت أوبك أن نمو الطلب على الطاقة ستقوده المناطق النامية (من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية)، بزيادة قدرها 73.5 مليون برميل مكافئ نفط يوميًا في الفترة بين عامي 2023 و2050.
وأشار التقرير إلى أن نحو 30 بالمئة من نمو الطلب على الطاقة من داخل الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون سيأتي من الهند وحدها.
كما أوضح التقرير أن مساهمة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في نمو الطلب على الطاقة ستتراجع بشكل طفيف مقابل زيادة في الطلب من الدول خارج المنظمة، والتي ستزداد مساهمتها في نمو الطلب العالمي على الطاقة بنحو 7 بالمئة بحلول عام 2050.