ارتفاع أسعار النفط وسط تقييم المستثمرين لمخاطر الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط
شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، مدفوعة بتشابك عدد من العوامل المؤثرة التي تعكس حالة عدم اليقين في الأسواق فمن جهة، تعيش أوروبا تداعيات الحرب في أوكرانيا التي دخلت مراحل أكثر تعقيدًا مع استخدام أسلحة غربية متطورة، مما أثار مخاوف من تعطل الإمدادات الروسية التي تمثل جزءًا كبيرًا من سوق الطاقة العالمي.
ومن جهة أخرى، تواصل الولايات المتحدة متابعة تطورات الشرق الأوسط، حيث تم الإعلان عن تقدم في محادثات الهدنة بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل. هذه التطورات ساهمت في خلق حالة من التوتر في السوق، نظرًا لدور الشرق الأوسط كمركز رئيسي لإنتاج النفط.
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية زيادات غير متوقعة في مخزونات النفط الخام والبنزين، مما يعكس ضعف الطلب المحلي وتباطؤ النشاط الاقتصادي في بعض الأسواق الكبرى، بما في ذلك الصين.
في ظل هذه العوامل المتداخلة، أصبحت أسعار النفط عرضة لتقلبات متزايدة، حيث تسعى الأسواق لاستيعاب تأثير العوامل الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية المقال التالي يقدم نظرة تفصيلية على هذه الأحداث، مع تحليل تداعياتها على أسواق النفط العالمية وتوقعات الخبراء بشأن المستقبل.
أداء أسعار النفط
واصلت أسعار النفط مكاسبها وسط تقييم المتداولين لتداعيات الأزمات الجيوسياسية وتغيرات المخزون الأميركي.
-
خام برنت:
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير بمقدار 28 سنتًا أو بنسبة 0.4% لتصل إلى 73.09 دولار للبرميل، مما يعكس استمرار الزخم الإيجابي في السوق. -
خام غرب تكساس الوسيط:
شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يناير زيادة مماثلة بقيمة 28 سنتًا أو بنسبة 0.4%، لتصل إلى 69.03 دولار للبرميل.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسواق النفط
الأزمة الأوكرانية: تصعيد وتداعيات
في أوكرانيا، صعّدت القوات الأوكرانية من هجماتها باستخدام أسلحة طويلة المدى قدمتها الدول الغربية، ما أدى إلى استهداف منشآت روسية حيوية. هذا التصعيد أثار مخاوف المستثمرين بشأن استمرارية الإمدادات النفطية من روسيا، وهي من كبار مصدري النفط عالميًا.
الشرق الأوسط: محادثات تهدئة وأثرها المحدود
بينما تعمل الولايات المتحدة على تحقيق تقدم في محادثات الهدنة بين "حزب الله" وإسرائيل، يبقى الوضع في الشرق الأوسط عاملًا محفزًا للتوترات في الأسواق النفطية. يُعتبر أي تصعيد في المنطقة تهديدًا مباشرًا لإمدادات النفط، مما يزيد من تقلب الأسعار.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
المخزونات الأميركية
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام للأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر، حيث ارتفعت بمقدار 500 ألف برميل. جاءت هذه الزيادة مخالفة لتوقعات المحللين الذين توقعوا انخفاضًا قدره 800 ألف برميل.
مخزونات البنزين
سجلت مخزونات البنزين ارتفاعًا قدره 2.1 مليون برميل، مقارنة بتوقعات بانخفاض بمقدار 200 ألف برميل، مما يعكس ضعف الطلب المحلي على الوقود.
منتجات التقطير
انخفضت مخزونات منتجات التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 100 ألف برميل، بينما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض أكبر بقيمة 400 ألف برميل.
العوامل المؤثرة على أسعار النفط
ضعف الطلب الصيني وتأثيره
تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط عالميًا، أثر بشكل كبير على توقعات الطلب. تشير بيانات حديثة إلى انخفاض معدلات النمو الصناعي والاستهلاك، مما يضغط على أسعار النفط في الأسواق الآسيوية.
قوة الدولار الأميركي
ساهمت قوة الدولار الأميركي في تقليل جاذبية النفط بالنسبة للمشترين من خارج الولايات المتحدة. مع استمرار الدولار في تحقيق مكاسب، تزداد كلفة شراء النفط بالعملات الأخرى، مما يؤدي إلى ضغوط على الأسعار العالمية.
فائض العرض المتوقع
يتوقع المحللون فائضًا في المعروض النفطي خلال عام 2024، مع استعداد تحالف "أوبك+" لاتخاذ قرارات بشأن إعادة جزء من الإنتاج إلى الأسواق. من المتوقع أن تُعيد أوبك النظر في مستويات الإنتاج بحلول نهاية ديسمبر، وهو ما قد يغير ديناميكية السوق.
عوامل مؤثرة على أسعار النفط
- العوامل الأساسية :
- ضعف الطلب الصيني.
- ارتفاع المخزونات في الأسواق الكبرى.
- العوامل الجيوسياسية :
- تصعيد الأزمة الأوكرانية.
- استمرار التوترات في الشرق الأوسط.
توقعات الخبراء
كتب محللو مجموعة "ماكواري" في مذكرة صادرة بتاريخ 20 نوفمبر:
"نتوقع أن تختبر أسعار النفط مستويات منخفضة جديدة العام المقبل، مع تراجع المخاطر الجيوسياسية وزيادة تأثير العوامل الأساسية السلبية".
وأشار المحللون إلى أن أسعار النفط ستظل محصورة في نطاق ضيق، مع غياب محفزات قوية تدفعها للصعود أو الهبوط الحاد.