خسائر أسبوعية تكبدتها أسعار النفط تجاوزت 7% بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني وتوترات الشرق الأوسط

شهدت أسواق النفط العالمية تراجعًا حادًا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت العقود الآجلة للنفط خسارة أسبوعية تتجاوز 7% جاء هذا التراجع نتيجة عدة عوامل متداخلة، أبرزها تباطؤ الاقتصاد الصيني والتوقعات المتباينة حول تأثيرات الصراع في الشرق الأوسط.

أسباب انخفاض أسعار النفط

التباطؤ الاقتصادي في الصين

الصين كعامل رئيسي: تُعتبر الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، لذا فإن أي تباطؤ في اقتصادها يؤثر بشكل مباشر على الطلب العالمي للنفط. خلال الربع الثالث من عام 2023، نما الاقتصاد الصيني بأبطأ وتيرة منذ أوائل العام، مما أثار مخاوف حول الطلب العالمي على النفط. ورغم أن البيانات المتعلقة بالاستهلاك والإنتاج الصناعي في سبتمبر تجاوزت التوقعات، إلا أن تأثير هذا التحسن كان محدودًا على أسواق النفط.

 

تراجع نشاط المصافي الصينية: استمر إنتاج المصافي الصينية في التراجع للشهر السادس على التوالي، وهو ما يرجع إلى ضعف الطلب على الوقود وتراجع هوامش الأرباح. هذا الانخفاض يعكس المشاكل التي يواجهها القطاع الصناعي في الصين وتأثيره على الطلب المحلي والعالمي للنفط.

تأثيرات الصراع في الشرق الأوسط 

تؤثر التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لا سيما بين إسرائيل وإيران، بشكل كبير على أسواق النفط العالمية. ورغم التوقعات بإمكانية حدوث تسوية سياسية بين الطرفين، لا تزال حالة عدم اليقين تسيطر على الأسواق تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول إمكانية تهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران لم تخفف من قلق المستثمرين، خاصة مع تصاعد المواجهات بين حزب الله وإسرائيل.

سعر النفط اليوم

انعكست هذه التطورات على أسعار النفط، حيث شهدت العقود الآجلة تراجعًا كبيرًا فقد تراجع خام برنت إلى 73.06 دولار للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى 69.22 دولار للبرميل هذه التراجعات تعكس التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وتباطؤ الاقتصاد الصيني.

 

اقرأ أيضاً : ارتفاع تاريخي ومكاسب قوية لأونصة الذهب وسط اضطرابات جيوسياسية وتوقعات اقتصادية

انخفاض مخزونات النفط الأميركية

دور الولايات المتحدة: على الرغم من التحديات العالمية، تلقت أسعار النفط بعض الدعم بعد أن أظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة. هذا الانخفاض، إلى جانب تسجيل الولايات المتحدة لإنتاج قياسي جديد من النفط بلغ 13.5 مليون برميل يوميًا، ساهم في تخفيف حدة التراجع في الأسعار.

 

الطلب على النفط في أميركا: أكد جون كيلدوف، شريك في "أجين كابيتال" في نيويورك، أن الطلب في الصين هو عامل رئيسي في تحديد أسعار النفط العالمية، وأن أي تراجع في الطلب الصيني يؤثر بشكل كبير على الأسعار. كما أشار نيل أتكينسون، المحلل المستقل للطاقة، إلى تأثير المركبات الكهربائية في تقليل الطلب على النفط في الصين.

التوقعات المستقبلية لأسعار النفط

خفض توقعات الطلب العالمي: خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما للطلب العالمي على النفط لعامي 2024 و2025، مما زاد من الضغوط على الأسواق. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي في الصين، قد تواجه أسعار النفط مزيدًا من التراجع في المستقبل القريب.

 

استمرار التقلبات: من المتوقع أن تستمر التقلبات في أسواق النفط في ظل الأوضاع الحالية. التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، والتوترات الجيوسياسية، والتحول نحو الطاقة النظيفة كلها عوامل تساهم في عدم استقرار أسعار النفط على المدى القصير.

 

يشهد سوق النفط العالمي فترة من التذبذبات العنيفة نتيجة عوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة. تباطؤ النمو في الصين، واستمرار التوترات في الشرق الأوسط، إلى جانب التغيرات في الطلب على الطاقة كلها تحديات تؤثر على استقرار الأسعار. يبقى المستقبل غير مؤكد، وسط توقعات بمزيد من التقلبات خلال الأشهر المقبلة.

تم التحديث في: السبت, 19 تشرين الأول 2024 10:40
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول