ارتفاع النفط لكنه يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية وسط ضعف الطلب العالمي وتباطؤ النمو بالصين
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات يوم الجمعة، بالتزامن مع استيعاب الأسواق بيانات نمو الاقتصاد الصيني ومع ذلك، فإن الأسعار تتجه نحو تحقيق أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من شهر. يأتي هذا في ظل مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي أثرت على السوق.
أداء أسعار النفط في الأسواق
صعود طفيف للعقود الآجلة
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر بنسبة 0.34% أو 24 سنتًا ليصل سعر البرميل إلى 74.69 دولار بحلول الساعة 7:54 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة وعلى الرغم من هذا الصعود الطفيف، إلا أن خام برنت يتجه نحو تسجيل خسائر أسبوعية تُقدر بحوالي 5.5%.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم نوفمبر بنسبة 0.44% أو 31 سنتًا، لتصل إلى 70.98 دولار للبرميل، لكنها أيضًا تتجه لتحقيق خسائر أسبوعية بنسبة 6.1%.
تراجع المخزونات الأمريكية
أحد العوامل التي أسهمت في انتعاش أسعار النفط هو بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي وقد ساهم هذا التراجع في تعزيز الطلب على النفط، ورفع الأسعار بعد هبوطها على مدار أربع جلسات متتالية.
العوامل المؤثرة على أسعار النفط
تأثير الاقتصاد الصيني
رغم بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني التي أظهرت نمو الاقتصاد بنسبة ملحوظة في الربع الثالث، إلا أن التأثير كان محدودًا على أسعار النفط. يعود ذلك إلى خيبة الأمل في الإجراءات التحفيزية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الصينية، ما أدى إلى تراجع التوقعات بشأن زيادة الطلب على النفط من أكبر مستورد في العالم.
اقرأ أيضاً : ارتفاع تاريخي لأونصة الذهب مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية وتوجه المستثمرين للأصول الآمنة
قوة الدولار الأمريكي
أحد العوامل التي حالت دون ارتفاع كبير في أسعار النفط هو قوة الدولار الأمريكي. البيانات الاقتصادية القوية من الولايات المتحدة عززت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يستمر في رفع أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ، مما أدى إلى الحد من مكاسب النفط.
التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط
لا تزال الأوضاع الجيوسياسية تلعب دورًا في تحديد اتجاهات السوق. وقد أثرت المخاوف من انتقام إسرائيل من إيران بعد الضربة التي نفذتها في وقت سابق من أكتوبر على تداولات النفط. هذه المخاوف دفعت بعض المتداولين إلى إضافة علاوات مخاطرة على الأسعار، تحسبًا لتعطل محتمل في إمدادات النفط الإيراني.
خفض توقعات النمو
في خطوة تعكس القلق بشأن الطلب المستقبلي على النفط، خفضت كل من وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) توقعاتهما لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2024 و2025. وجاء ذلك نتيجة ضعف الطلب من الصين وتباطؤ اقتصادها، حيث لم تظهر البيانات الاقتصادية الأخيرة تحسنًا ملحوظًا.
انخفاض وتيرة النمو في الصين
أظهرت البيانات تباطؤ وتيرة النمو في الاقتصاد الصيني إلى 4.6% في الربع الثالث من العام، مقارنة بـ 4.7% في الربع الثاني وعلى الرغم من أن هذه النسبة جاءت أفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى 4.5%، إلا أنها لم تكن كافية لدفع أسعار النفط نحو ارتفاعات كبيرة.
التوقعات الأسبوعية لأسعار النفط
أكبر خسارة أسبوعية منذ سبتمبر
من المتوقع أن يسجل خام برنت وخام غرب تكساس تراجعًا بنسبة 6% خلال الأسبوع الجاري، مما يجعلهما يتجهان نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية لهما منذ الثاني من سبتمبر ويعود هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف التوقعات بشأن الطلب العالمي وتراجع علاوة المخاطر المتعلقة بالتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
دعم من الاقتصاد الأمريكي
رغم تلك الخسائر، تلقت أسعار النفط دعمًا من البيانات الاقتصادية الأمريكية، التي أظهرت ارتفاع مبيعات التجزئة في سبتمبر بأفضل من التوقعات هذا الأداء القوي لأكبر اقتصاد في العالم أعطى بعض الآمال بشأن استمرار الطلب القوي على الوقود.
الخلاصة : رغم الارتفاع الطفيف في أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة، إلا أن السوق لا يزال يعاني من ضغوطات كبيرة. تراجع توقعات النمو في الصين وضعف الطلب العالمي، إلى جانب قوة الدولار والتوترات الجيوسياسية، كلها عوامل تؤثر على حركة الأسعار وفي حال استمرت هذه العوامل في التأثير، قد نرى مزيدًا من التقلبات في أسعار النفط خلال الأسابيع القادمة.