أسعار النفط تواصل التراجع مع تخفيف المخاوف بشأن التوترات في الشرق الأوسط
واصلت أسعار النفط العالمية انخفاضها للجلسة الثالثة على التوالي وسط تقارير تشير إلى أن إسرائيل قد تتجنب استهداف البنية التحتية للنفط الإيراني هذه الأنباء خففت المخاوف من تصعيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط التي تؤثر بشكل كبير على استقرار أسواق النفط العالمية.
التراجع المستمر في أسعار النفط:
انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 3% في التعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء بعد أن شهدت تراجعاً بنسبة 2% في الجلسة السابقة. هذا الانخفاض يأتي مع تراجع العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.27 دولار ليصل سعر البرميل إلى 75.19 دولار، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.22 دولار ليصل سعر البرميل إلى 71.60 دولار، وذلك بحلول الساعة 01:27 بتوقيت غرينتش.
من جهة ثانية، انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام يوم الإثنين، بعد أن افتقرت الإحاطة التي قدمتها وزارة المالية الصينية في نهاية الأسبوع الماضي إلى حوافز جديدة محددة لتعزيز الاستهلاك في أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
أسباب التراجع:
شهد الأسبوع الحالي انخفاضاً في أسعار النفط بما يقارب أربعة دولارات، ما أدى إلى محو المكاسب التراكمية التي تحققت خلال سبع جلسات سابقة وكان السبب وراء هذا التراجع هو خفوت المخاوف بشأن التوترات الجيوسياسية، خاصة بعد تقرير يفيد بأن إسرائيل قد لا تستهدف البنية التحتية النفطية الإيرانية في ردها على الهجوم الصاروخي الإيراني.
التوقعات بشأن الإنتاج النفطي:
في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، ورد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبلغ الولايات المتحدة بأن إسرائيل تركز في ردها على استهداف الأهداف العسكرية الإيرانية، مع استبعاد استهداف المنشآت النووية والنفطية.
توقعات الطلب العالمي على النفط:
في تقريرها الشهري الصادر يوم الاثنين، أعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) عن خفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 وجاء هذا التعديل نتيجة لتباطؤ النشاط الاقتصادي في عدة مناطق، بما في ذلك الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم وقد خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب الصيني إلى 580 ألف برميل يوميًا مقارنة بـ 650 ألف برميل يوميًا في تقريرها السابق.
التحديات التي تواجه الطلب العالمي:
على الرغم من الجهود الحكومية الصينية لدعم الطلب عبر تدابير تحفيزية، إلا أن التحديات الاقتصادية العالمية والخطوات المتزايدة نحو استخدام الوقود الأنظف تؤثر على استهلاك النفط. كما أشارت "أوبك" إلى أن استخدام الديزل يشهد انخفاضًا ملحوظًا نتيجة تباطؤ النشاط الاقتصادي، خاصة في قطاعات البناء والمساكن، بالإضافة إلى التحول نحو الغاز الطبيعي المسال كبديل للديزل في قطاع النقل.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
التوقعات المستقبلية لنمو الطلب:
رغم التعديلات التي أجرتها "أوبك" على توقعات نمو الطلب للعام 2024، إلا أن الطلب المتوقع لهذا العام يظل أعلى من المتوسط التاريخي المسجل قبل جائحة كوفيد-19 ومع ذلك، خفضت المنظمة توقعاتها لنمو الطلب في عام 2025 إلى 1.64 مليون برميل يوميًا مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت 1.74 مليون برميل يوميًا.
إنتاج الدول الرئيسية:
على صعيد الإنتاج، شهدت روسيا تراجعًا طفيفًا في إنتاجها النفطي خلال شهر سبتمبر/أيلول بمقدار 28 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 9 ملايين برميل يوميًا، بينما رفعت كازاخستان إنتاجها بمقدار 75 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 1.55 مليون برميل يوميًا.
التوقعات للربع الأخير من العام:
تتوقع "أوبك" أن يصل حجم الطلب على النفط من دول تحالف "أوبك+" إلى 43.7 مليون برميل يوميًا في الربع الرابع من هذا العام. أما وكالة الطاقة الدولية، فترى أن نمو الطلب العالمي على النفط في 2024 سيكون أقل بكثير من توقعات "أوبك"، حيث تتوقع نمواً بنحو 900 ألف برميل يومياً فقط.
تبقى أسواق النفط العالمية متقلبة وسط تزايد المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية وعلى الرغم من الجهود المستمرة لتحفيز الطلب، فإن التحديات الاقتصادية والاتجاه نحو الطاقة النظيفة لا تزال تلقي بظلالها على مستقبل الطلب العالمي على النفط.