- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- ارتفاع أسعار النفط عند التسوية وسط تشديد العقوبات الأمريكية وتوقعات الأسواق
ارتفاع أسعار النفط عند التسوية وسط تشديد العقوبات الأمريكية وتوقعات الأسواق

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث قامت الأسواق بتقييم تأثير العقوبات الأمريكية المشددة على إيران وروسيا على الإمدادات العالمية للنفط الخام. وجاء هذا الصعود مدفوعًا بمخاوف من تراجع المعروض النفطي في ظل القيود المتزايدة على الدولتين المنتجتين الرئيسيتين.
أداء أسعار النفط عند التسوية
ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم مايو بنسبة 1% أو 70 سنتًا، لتغلق عند 70.58 دولارًا للبرميل، محققةً مكاسب أسبوعية بلغت 0.3%. في المقابل، صعدت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم أبريل بنسبة 0.95% أو ما يعادل 63 سنتًا، لتصل إلى 67.18 دولارًا للبرميل، مسجلةً مكاسب أسبوعية بنسبة 0.2%.
وفقًا للبيانات الصادرة عن شركة "بيكرهيوز"، ارتفع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس بمقدار منصة واحدة، ليصل إجمالي عدد المنصات إلى 487 منصة، ما يشير إلى استمرار النشاط في قطاع التنقيب رغم تقلبات الأسعار.
تصعيد العقوبات الأمريكية وتأثيرها على الأسواق
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس عن فرض عقوبات جديدة على إيران، شملت وزير النفط الإيراني محسن باكنجاد، بالإضافة إلى عدد من شركات الشحن. كما أشارت تقارير إخبارية إلى أن الولايات المتحدة قامت بتشديد العقوبات على روسيا عبر تقييد مدفوعات الطاقة، مما أثار مخاوف المستثمرين من تراجع الإمدادات العالمية للنفط.
توقعات مجموعة سيتي غروب لسوق النفط
في ظل مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة الإنتاج المحلي وخفض تكاليف الطاقة، حذرت مجموعة "سيتي غروب" من أن انخفاض العائدات قد يؤدي إلى تقليص عمليات الحفر
وأوضح سكوت غروبر، المحلل لدى المجموعة، في مذكرة للمستثمرين أن شركات النفط الصخري قد تضطر إلى إغلاق 25 منصة حفر في حال استقر سعر خام غرب تكساس الوسيط عند مستوى 65 دولارًا للبرميل، محذرًا من أن أي انخفاض إضافي قد يؤدي إلى تراجع إنتاج النفط الخام بشكل ملحوظ.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
سلسلة خسائر خام غرب تكساس الوسيط
يقترب خام غرب تكساس الوسيط من تسجيل أطول سلسلة خسائر له منذ ما يقرب من عقد، حيث ألقت الحرب التجارية التي يقودها ترامب بظلالها على توقعات الطلب كما يستعد المتداولون لتدفق الخام الروسي إلى الأسواق العالمية، وهو ما ساهم في الضغط على الأسعار، التي تراجعت إلى أدنى مستوى لها في 22 شهرًا عند 65.22 دولارًا للبرميل، بانخفاض نسبته 7% منذ بداية العام.
وأشار غروبر إلى أن تراجع الأسعار إلى نطاق 55-60 دولارًا قد يسبب تأثيرًا نفسيًا أكبر، مما قد يؤدي إلى انخفاض عدد منصات الحفر بنحو 75 منصة، وتراجع الإنتاج بأكثر من 300 ألف برميل يوميًا فيما أشار خبراء النفط الصخري، هارولد هام وسكوت شيفيلد، إلى أن وصول الأسعار إلى 50 دولارًا للبرميل سيخلق تحديات كبيرة للقطاع.
توقعات بنك باركليز لأسعار النفط في 2025
خفض بنك باركليز توقعاته لسعر خام برنت في عام 2025 بمقدار 9 دولارات ليصل إلى 74 دولارًا للبرميل، مرجعًا ذلك إلى ضعف الطلب وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي. وتوقعت مذكرة البنك انخفاض الطلب العالمي بنحو 510 آلاف برميل يوميًا في ظل المؤشرات الاقتصادية الضعيفة.
كما راجع البنك توقعاته لنمو الطلب على النفط، متوقعًا الآن زيادة قدرها 900 ألف برميل يوميًا للعام بأكمله، مع احتمال ارتفاع إنتاج النفط الخام الأمريكي بمقدار 200 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية الربع الرابع من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
التصريحات الروسية حول مستقبل النفط
أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع خلال موسم الصيف مع زيادة حركة القيادة، وهو ما كان أحد العوامل التي دفعت تحالف أوبك+ إلى زيادة الإمدادات اعتبارًا من أبريل. ورغم ذلك، أشار نوفاك إلى استعداد التحالف لاتخاذ إجراءات في حال تراجع الطلب أو زيادة الإنتاج الأمريكي بما يؤدي إلى فائض في المعروض.
وفيما يتعلق بصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أنابيب "نورد ستريم"، استبعد نوفاك أي حل سريع لاستئناف الإمدادات، مشيرًا إلى أن هذا الأمر "غير مطروح حاليًا". كما أكد أنه لا توجد محادثات حالية لاستئناف تدفقات النفط الروسي إلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا.
وكالة الطاقة الدولية تتوقع فائضًا في المعروض عام 2025
أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إلى أن المعروض العالمي من النفط قد يتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يوميًا خلال عام 2025، بعدما قامت بخفض توقعاتها لنمو الطلب لهذا العام. وذكرت الوكالة أن هذا الفائض قد يرتفع بمقدار 400 ألف برميل يوميًا في حال قرر تحالف أوبك+ إلغاء تخفيضات الإنتاج تدريجيًا دون الحد من زيادات الإنتاج المقررة.
كما خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2025 بمقدار 70 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى حوالي مليون برميل يوميًا، مع مساهمة كبيرة من قطاع البتروكيماويات الصيني في هذا النمو.
وأشارت الوكالة إلى أن بيانات الطلب في الربع الأخير من عام 2024 والربع الأول من عام 2025 جاءت أقل من التوقعات وسط مناخ اقتصادي غير مستقر. وأضافت أن "الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة والإجراءات المضادة المتصاعدة قد تزيد من المخاطر الاقتصادية الكلية، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية".
خلاصة وتوقعات مستقبلية
يشهد سوق النفط العالمي تذبذبًا ملحوظًا بفعل العقوبات الأمريكية المشددة على إيران وروسيا، إلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي وضعف الطلب العالمي. وبينما تواصل أوبك+ إدارة الإمدادات بحذر، تظل التوقعات المستقبلية مرهونة بتطورات المشهد الاقتصادي والجيوسياسي، مع احتمال استمرار التقلبات في الأسعار خلال الأشهر المقبلة.