أسعار النفط تتراجع بشكل طفيف لكنها تتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية بنحو 3%
شهدت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الجمعة المبكرة، حيث تأثرت الأسواق بتوقعات وفرة الإمدادات، متجاهلة تكهنات بزيادة الطلب العام المقبل نتيجة التحفيزات الاقتصادية في الصين وعلى الرغم من هذا الانخفاض، يتجه النفط لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 3%، مدعومًا بآمال ارتفاع الطلب وتشديد العقوبات على روسيا وإيران.
أداء أسعار النفط
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار ثمانية سنتات لتصل إلى 73.33 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 01:25 بتوقيت غرينتش كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سبعة سنتات لتسجل 69.95 دولارًا للبرميل ورغم هذا التراجع، من المتوقع أن يحقق خاما برنت وغرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية تزيد على 3%، وذلك بفضل الدعم الناتج عن مخاوف اضطراب الإمدادات العالمية.
توقعات وكالة الطاقة الدولية
أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشهري الذي توقع زيادة الإمدادات النفطية من دول خارج منظمة "أوبك+" بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا في عام 2024 وتشمل هذه الدول الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين يأتي ذلك في وقت خفضت فيه منظمة "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للمرة الخامسة على التوالي.
وراجعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب بزيادة طفيفة، حيث توقعت ارتفاع الطلب بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا العام المقبل، مقارنةً بتقديراتها السابقة البالغة 990 ألف برميل يوميًا وأشارت الوكالة إلى أن غالبية نمو الطلب سيأتي من الدول الآسيوية، خاصةً مع تأثير التحفيزات الاقتصادية التي تطبقها الصين.
وقال المحلل في Price Futures Group، فيل فلين: "إذا نظرت إلى البيانات الفعلية، فإن وكالة الطاقة الدولية تقول إن التخمة التي توقعتها يجب أن تحدث في هذه اللحظة".
وذكر محللون في JPMorgan، في مذكرة، أن الطلب العالمي على النفط ارتفع بمعدل أبطأ من المتوقع هذا الشهر لكنه ظل صامداً.
انخفاض المخزونات العالمية
كشفت بيانات وكالة الطاقة الدولية عن انخفاض المخزونات النفطية العالمية بمقدار 39.3 مليون برميل خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول. ويعزى هذا التراجع إلى انخفاض نشاط المصافي وزيادة الطلب العالمي على النفط. في الوقت نفسه، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات البنزين والمقطرات بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، ما يعكس تقلبات الطلب في السوق.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
تأثير السياسات الاقتصادية
في الولايات المتحدة، شهد معدل التضخم ارتفاعًا طفيفًا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بما يتماشى مع توقعات خبراء الاقتصاد. وتعزز هذه البيانات الآمال بشأن قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، مما يدعم التفاؤل بالنمو الاقتصادي وزيادة الطلب على الطاقة.
وقال بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع الأساسية في SEB: "تقرير التضخم يُظهر علامات مريحة. وعلى الرغم من أنه ليس مثاليًا، إلا أنه يُعتبر كافيًا لتحفيز الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل".
ارتفاع الواردات الصينية
شهدت واردات الصين من النفط الخام ارتفاعًا على أساس سنوي للمرة الأولى منذ سبعة أشهر خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بفضل انخفاض الأسعار وزيادة المخزونات. ومن المتوقع أن تستمر الواردات المرتفعة حتى عام 2025، حيث تعمل المصافي على الاستفادة من انخفاض الأسعار وزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدّر للنفط في العالم.
ختاماً : رغم التراجع الطفيف في أسعار النفط، فإن التوقعات المستقبلية تشير إلى مكاسب مستمرة مدعومة بتحسن الطلب العالمي وإجراءات تحفيزية من قِبل الاقتصادات الكبرى. وبينما تستمر الأسواق في التفاعل مع بيانات العرض والطلب، يبقى التركيز على قرارات البنوك المركزية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي.