أسعار النفط تواصل موجة الصعود لتتجه لتحقيق أول مكاسب أسبوعية خلال شهر
ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة، لتواصل موجة الصعود التي أشعلتها اضطرابات الإنتاج في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، حيث أجبر الإعصار فرانسين المنتجين على إخلاء المنصات قبل أن يضرب ساحل لويزيانا.
ارتفع خام برنت فوق 72 دولاراً للبرميل، متقدماً للجلسة الثالثة ليصل إجمالي ارتفاعه الأسبوعي إلى ما يقرب من 2%، في حين كان خام غرب تكساس الوسيط أقل من 70 دولاراً. وكانت العاصفة -التي كانت أضعف من سابقتها- قد أدت إلى توقف كبير في الإنتاج في خليج المكسيك. وفي الأسواق الأوسع، ارتفعت الأسهم مع انخفاض الدولار، وهو ما عزز أسعار السلع الأولية بما في ذلك النفط الخام.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.5% إلى 72.31 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:16 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 38 سنتا، أو 0.6%، إلى 69.35 دولار للبرميل.
لا يزال النفط الخام منخفضاً بنسبة 16% خلال الربع الجاري بسبب المخاوف بشأن توقعات الطلب الضعيفة في الصين، أكبر مستورد. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن نمو الاستهلاك العالمي في النصف الأول كان الأدنى منذ الوباء مع تباطؤ اقتصاد الصين، بحسب تقريرها الشهري الصادر هذا الأسبوع.
اقرأ أيضاً : ارتفاع أسعار الذهب لمستوى قياسي جديد وسط تفاؤل تجاه خفض الفائدة الأميركية
وأظهرت بيانات رسمية أن ما يقرب من 42% من إنتاج النفط في منطقة خليج المكسيك كان متوقفا حتى أمس الخميس وساعدت صدمة الإمدادات أسعار النفط على التعافي من عمليات بيع حادة في وقت سابق من الأسبوع، مع مخاوف الطلب التي دفعت الخامين إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات.
وخفضت كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع توقعات نمو الطلب، مشيرتين إلى الصعوبات الاقتصادية في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
وأظهرت بيانات الجمارك يوم الثلاثاء أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت 3.1% في المتوسط هذا العام من يناير كانون الثاني إلى أغسطس آب مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما نمت مخاوف الطلب في الولايات المتحدة أيضا. وسجلت العقود الآجلة للبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة أدنى مستوياتها في عدة سنوات هذا الأسبوع، إذ سلط المحللون الضوء على الطلب الأضعف من المتوقع في أكبر دولة مستهلكة للبترول.
ذكر تقرير وكالة الطاقة الدولية أن الطلب الصيني انكمش في يوليو للشهر الرابع على التوالي، وأن استخدام الوقود في أفضل الأحوال كان "فاتراً". وأضافت أن التوقعات تبدو أضعف للعام المقبل، حيث سيكون هناك فائض كل ربع سنة حتى لو تخلى "أوبك+" عن خطط البدء تدريجياً في استعادة الإمدادات المتوقفة.
يُظهر الفارق الزمني لعقود النفط مختلفة الآجال صورة متباينة. ففي حين أن فروق عقود برنت الفورية -الفجوة بين أقرب عقدين- تعززت بما يتماشى مع العقود الآجلة خلال الأسبوع الجاري، لكنها لا تزال أضيق مقارنة بالشهر الماضي. وكان الرقم الأخير المسجل لتلك الفروق هو 6 سنتات للبرميل، مقارنة بـ76 سنتاً قبل شهر.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة الأميركية في اجتماعه الأسبوع المقبل بعد أن هدأت ضغوط الأسعار، وظهور علامات على تباطؤ سوق العمل. وقد يدعم انخفاض تكاليف الاقتراض النمو والطلب على الطاقة على نطاق أوسع.