تراجع النفط بفعل انحسار تهديد العاصفة الأميركية وخيبة آمال المستثمرين من حزمة التحفيز الصينية

شهدت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً في ثاني جلسة على التوالي اليوم الاثنين، متأثرة بعاملين رئيسيين هما انحسار التهديد بتعطل الإمدادات نتيجة العاصفة التي ضربت خليج المكسيك في الولايات المتحدة، والإحباط من خطة التحفيز الاقتصادي التي أعلنتها الصين، والتي لم تلبِ توقعات المستثمرين في دعم الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلك عالمي للطاقة.

سعر النفط اليوم

بحلول الساعة 01:04 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 19 سنتًا أو بنسبة 0.3% لتصل إلى 73.68 دولار للبرميل، في حين هبطت عقود خام برنت بمقدار 19 سنتًا أيضًا، ما يعادل 0.3% لتصل إلى 70.13 دولار للبرميل، وفقاً لرويترز يُذكر أن كلا المؤشرين خسرا أكثر من 2% خلال جلسة يوم الجمعة الماضي.

أسباب انخفاض النفط

وتظهر البيانات الاقتصادية الصينية لشهر أكتوبر استمرار ضعف التضخم وانخفاض أسعار تسليم المصانع، وجاءت هذه الأرقام بعد إعلان بكين عن خطة لتخفيف ديون القطاع العقاري، ولكن دون ضخ تحفيز مالي جديد، مما أثار خيبة أمل لدى المستثمرين الذين كانوا يأملون في سياسات تدعم النمو بشكل أكبر.

 

يواصل تجار النفط مراقبة تطورات السوق العالمية، لا سيما في ضوء التوقعات الاقتصادية لعام 2025 والتداعيات المحتملة لفوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إضافة إلى التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل. كما أن الأسواق تترقب هذا الأسبوع سلسلة من التوقعات الاقتصادية المؤثرة، تبدأ من تقرير "أوبك" المقرر يوم الثلاثاء.

آراء وتحليلات الخبراء

ووفقًا لتوني سيكامور، محلل الأسواق لدى "آي جي"، فإن حزمة التحفيز الصينية الأخيرة لم ترقَ إلى مستوى التوقعات، حيث أظهرت توجيهات غامضة تهدف فقط إلى تقديم دعم محدود لقطاع الإسكان والاستهلاك. من جانبهم، أكد محللو بنك (إيه.إن.زد) أن عدم تقديم تحفيز مالي مباشر يعكس حرص صناع القرار الصينيين على تقييم تأثير السياسات الأمريكية المنتظرة.

 

وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة "بيبرستون"، إن أسواق النفط استقرت بالقرب من القيمة العادلة، حيث يبعث مستوى 70 دولاراً للبرميل شعوراً بالاستقرار النسبي. وأضاف: "رغم احتمال وجود تأثيرات انتخابية على النمو، إلا أننا لا نتوقع أن تؤثر هذه العوامل على المدى القريب".

 

قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها

 

ويشير مسؤولون وخبراء في قطاع النفط إلى أن الطلب القوي من المصافي الأمريكية، المتوقع أن تعمل بنسبة تفوق 90% من قدرتها الإنتاجية لمواجهة انخفاض المخزونات وارتفاع الطلب على البنزين والديزل، يعزز أيضاً استقرار الأسواق.

بيانات وتقارير

وتشير بيانات السوق إلى تراجع طفيف في قوة السوق الفعلية؛ حيث تقلص الفارق الفوري لخام برنت، الذي يعكس فروق الأسعار بين أقرب العقود، إلى 28 سنتاً للبرميل مقارنة بـ 44 سنتاً قبل شهر، مما يلمح إلى ضعف زخم الطلب.

 

بعد تقرير "أوبك"، من المنتظر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها قصيرة الأجل يوم الأربعاء، يعقبها تقرير وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس، إذ أشارت "أوبك" مؤخراً إلى خفض توقعاتها لنمو الطلب.

 

وفي ظل التباطؤ الاقتصادي وتزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية في الصين، من المتوقع أن يتباطأ نمو استهلاك النفط في الصين خلال 2024. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتجاه نحو الغاز الطبيعي المسال كبديل للديزل كوقود للشاحنات يسهم في تقليل الطلب على النفط.

 

وبالتزامن مع انحسار المخاوف بشأن تعطل الإمدادات من خليج المكسيك بفعل العاصفة "رافاييل"، تستمر حالة عدم اليقين بشأن السياسة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ما يلقي بظلاله على التوقعات الاقتصادية.

 

ومع ذلك، فإن التوقعات بفرض عقوبات مشددة على إيران وفنزويلا، وهما من كبار المنتجين في "أوبك"، تسهم جزئياً في دعم الأسعار، إذ ارتفعت أسعار النفط بنحو 1% الأسبوع الماضي بفعل هذه التوقعات.

تم التحديث في: الاثنين, 11 تشرين الثاني 2024 09:39
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول