- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- أسعار النفط تتراجع إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أربع سنوات متأثرة بمخاوف تتعلق بالطلب
أسعار النفط تتراجع إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أربع سنوات متأثرة بمخاوف تتعلق بالطلب

تتجه أسعار النفط نحو مستويات متدنية غير مسبوقة منذ أربع سنوات، في ظل تصاعد الحرب التجارية العالمية التي تُهدد الطلب على الطاقة. وقد أدى فرض رسوم جمركية جديدة من قبل إدارة ترمب، والرد الصيني عليها، إلى زعزعة ثقة الأسواق وزيادة المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.
وعلى الرغم من محاولات أوبك+ تنظيم السوق، فإن زيادة المعروض وتراجع التوقعات الاقتصادية تواصل الضغط على الأسعار.
أداء أسعار النفط اليوم
واصلت أسعار النفط موجة التراجع الحادة التي دفعتها إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، وذلك بالتزامن مع تصاعد الحرب التجارية العالمية، والتي باتت تُهدد بشكل مباشر بتقويض الطلب على الطاقة ويأتي هذا التدهور في وقت يترقب فيه المستثمرون بدء تطبيق رسوم جمركية جديدة قد تُشعل جولة جديدة من التوترات الاقتصادية بين القوى الكبرى.
رسوم جمركية جديدة تدخل حيز التنفيذ وتضغط على الأسواق
خلال تداولات يوم الأربعاء، الموافق الثامن من أبريل/نيسان، هبطت أسعار النفط بشكل ملحوظ مع تصاعد التوترات التجارية، حيث دخلت حيز التنفيذ الرسوم الجمركية "المضادة" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على عشرات الدول.
ومنذ إعلان ترمب فرض رسوم شاملة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة، شهدت أسعار النفط تراجعاً على مدار خمس جلسات متتالية، ما أثار مخاوف واسعة النطاق بشأن تأثير الحرب التجارية العالمية على النمو الاقتصادي، وبالتالي على الطلب العالمي على الوقود.
أداء الأسواق النفطية
وفي التفاصيل، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة تقارب 3.7% إلى مستوى 60.49 دولاراً للبرميل، فيما انخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي بنسبة 4.1% إلى 57.14 دولاراً للبرميل.
تُشير توقعات بنك "غولدمان ساكس" إلى احتمال استمرار التراجع، حيث يتوقع أن تنخفض أسعار خام برنت والخام الأميركي إلى 62 و58 دولاراً للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025، وإلى 55 و51 دولاراً للبرميل بحلول ديسمبر/كانون الأول 2026.
ضغوط من الحرب التجارية وقرارات جمركية قاسية
بموجب القرارات الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ، أصبحت الواردات الأميركية من 86 دولة خاضعة لرسوم تتراوح نسبتها بين 11% و86%. أما الصين الطرف الأبرز في هذه الحرب التجارية فتواجه تعرفات جمركية ضخمة تصل إلى 104% على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
ورداً على هذه الإجراءات، أعلنت الصين أنها لن ترضخ لما وصفته بـ"الابتزاز الأميركي"، مؤكدة أنها سترد على أي رسوم إضافية تُفرض عليها. وقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جديدة بنسبة 50% على السلع الصينية، إذا لم تقم بكين بإلغاء الرسوم الجمركية المضادة التي تصل نسبتها إلى 34%.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
أسعار النفط تلامس أدنى مستوياتها منذ سنوات
سجل خام برنت أدنى مستوياته منذ مارس/آذار 2021، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياته منذ فبراير/شباط من العام ذاته. ورغم بعض الإشارات الإيجابية من إدارة البيت الأبيض بشأن استعدادها لإبرام اتفاقات تجارية مع بعض الشركاء، فإن التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة والصين –التي تُعد أكبر مستورد للنفط عالمياً– لا يزال يلقي بظلال ثقيلة على الأسواق.
تراجع جماعي في الأسواق نتيجة ضغوط متعددة
منذ بداية العام، فقد النفط ما يقرب من خُمس قيمته، مدفوعاً بسياسات ترمب التجارية المتشددة التي أثرت على شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر. وقد انضم النفط بذلك إلى قائمة السلع والأسواق المالية التي تعاني من موجة هبوط حادة وسريعة، في ظل حالة من القلق والترقب تسود المستثمرين.
وفي الوقت ذاته، فإن قرارات تحالف "أوبك+" الأخيرة بتقليص قيود المعروض النفطي بوتيرة أسرع من المتوقع، أثارت هي الأخرى مخاوف إضافية بشأن تخمة محتملة في الإمدادات، مما يُضاعف الضغوط على الأسعار.
محللون يحذرون من تبعات التصعيد الجمركي
قال "وارن باترسون"، رئيس استراتيجية السلع في بنك "آي إن جي" في سنغافورة، إن تصعيد الرسوم الجمركية يُضعف آفاق النمو الاقتصادي العالمي، ويزيد من احتمالية تراجع الطلب على النفط.
وأكد أنه في ظل غياب مؤشرات واضحة على التهدئة، فإن المخاطر تبقى مائلة بوضوح نحو الهبوط. وبحسب تصريحات "روبرت ريني"، رئيس أبحاث السلع والكربون في بنك "ويستباك"، فإنه في حال لم تُعلن الصين عن جولة جديدة من الرسوم الانتقامية، قد يتمكن خام برنت من الحفاظ على مستوياته فوق 60 دولاراً.
أما إذا حدث تصعيد جديد، فسيكون من المرجح أن تنخفض الأسعار إلى ما دون هذا المستوى.
وتشير المؤشرات الأساسية للسوق إلى تراجع سريع في التوازن بين العرض والطلب. ومن بين هذه المؤشرات اتساع الفارق بين عقود "برنت" تسليم ديسمبر من العام الجاري والعقود المماثلة لتسليم ديسمبر 2026، والتي دخلت في حالة تُعرف باسم "كونتانغو" –وهي حالة سوقية تشير إلى التشاؤم، حيث تتداول العقود قصيرة الأجل عند أسعار أقل من العقود طويلة الأجل.
الانخفاض في أسعار النفط يخفف من ضغوط التضخم
ورغم أن الجزء الأكبر من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب، إلى جانب الرسوم الانتقامية من الدول الأخرى، قد يؤدي إلى رفع معدلات التضخم من خلال زيادة أسعار السلع، فإن تراجع أسعار النفط قد يُخفف من هذه الضغوط. فعلى سبيل المثال، تراجعت العقود الآجلة للبنزين الأميركي بنسبة 15% منذ بداية أبريل/نيسان، ما قد يُترجم إلى انخفاض نسبي في أسعار الوقود للمستهلكين.
زيادة الإنتاج من "أوبك+" تضغط على الأسعار
أعلنت منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك+" عن قرارها الأسبوع الماضي بزيادة إنتاجها في شهر مايو/أيار بمقدار 411 ألف برميل يومياً. ويرى المحللون أن هذه الزيادة قد تؤدي إلى تفاقم فائض المعروض النفطي في الأسواق، وتُسهم في استمرار الاتجاه الهبوطي للأسعار.
توقعات أسعار النفط المستقبلية
في ضوء المعطيات الحالية، يتوقع بنك "غولدمان ساكس" أن تنخفض أسعار خام برنت وغرب تكساس الوسيط إلى 62 و58 دولاراً للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025، وأن تستمر بالانخفاض لتصل إلى 55 و51 دولاراً للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر/كانون الأول 2026.
بيانات المخزون الأميركي تُظهر بعض الإشارات الإيجابية
على الرغم من الصورة القاتمة، أظهرت بيانات حديثة من معهد البترول الأميركي تراجعاً في مخزونات الخام الأميركية بمقدار 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من أبريل، في الوقت الذي كانت التوقعات تشير إلى زيادة تقارب 1.4 مليون برميل، وفق استطلاع أجرته وكالة "رويترز".
ومن المرتقب أن تصدر البيانات الرسمية عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء في تمام الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش، لتُقدم المزيد من المؤشرات حول اتجاه السوق في المدى القصير.