ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المتداولين لبيانات المخزونات الأميركية وقرار "أوبك+"
حافظت أسعار النفط على مستوياتها، بعد أكبر تقدم في أكثر من أسبوعين، إذ أحرز "أوبك+" تقدماً نحو التوصل إلى اتفاق لتأخير استعادة الإمدادات المتوقفة، وفرضت الولايات المتحدة المزيد من العقوبات على خام إيران في الوقت نفسه، أثرت بيانات المخزونات الأمريكية المتزايدة على التوقعات بشأن توازن السوق.
أداء أسعار النفط في الأسواق العالمية
شهدت أسعار النفط ارتفاعاً خلال التعاملات المبكرة، حيث زادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير بنسبة 0.31% لتصل إلى 73.85 دولاراً للبرميل كما ارتفع خام نايمكس الأمريكي تسليم يناير بنسبة 0.29% مسجلاً 70.14 دولاراً للبرميل.
جاء ذلك بعد أن حقق خام برنت مكاسب قوية يوم الثلاثاء بارتفاع نسبته 2.5%، وهو الأعلى في أكثر من أسبوعين، مما يشير إلى تحسن نسبي في معنويات السوق.
عوامل داعمة لأسعار النفط
-
التوترات الجيوسياسية المتصاعدة:
- كوريا الجنوبية:
إعلان الرئيس "يون سوك يول" الأحكام العرفية وإلغاؤها لاحقاً أثار احتجاجات واسعة ومطالبات بعزله، مما أدى إلى اضطرابات دعمها السوق كمؤشر على احتمالات تقليص الإمدادات. - الشرق الأوسط:
- تصاعدت المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، حيث تبادلت الأطراف الاتهامات بخرق الهدنة، وسط تهديدات باستئناف العمليات العسكرية.
- في سوريا، أحرزت قوات المعارضة تقدماً نحو مدينة حماة، بعد السيطرة على حلب، مما يعزز التوترات في منطقة تعتبر أساسية لإمدادات الطاقة العالمية.
- كوريا الجنوبية:
-
قرارات "أوبك+" المرتقبة:
يسعى تحالف "أوبك+" إلى تأجيل استعادة الإمدادات المتوقفة لمدة ثلاثة أشهر إضافية.- أشار مندوبون من داخل التحالف إلى أن قرار التمديد يهدف إلى الحفاظ على استقرار الأسعار في ظل التحديات الحالية.
- المحلل "فيفيك دار" أكد أن التحالف يواجه صعوبة في تبرير أي زيادات في الإمدادات، خصوصاً مع توقعات تفوق الإنتاج العالمي على الطلب في عام 2025.
-
دعم إضافي من العقوبات الأمريكية:
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 35 كياناً وسفينة مرتبطة بنقل النفط الإيراني. هذه الخطوة تعزز الجهود الرامية إلى تقليص صادرات النفط الإيراني، ما يدعم الأسعار بشكل غير مباشر.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
بيانات المخزونات الأمريكية
تُعد زيادة المخزونات الأمريكية إحدى أبرز العوامل الضاغطة على الأسعار، إذ أفاد معهد البترول الأمريكي بارتفاع مخزونات الخام بمقدار 1.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
- مخزونات البنزين: سجلت زيادة كبيرة بمقدار 4.6 مليون برميل، ما يعكس ضعف الطلب على الوقود.
- مخزون المقطرات: ارتفع بأكثر من مليون برميل، مما يزيد الضغوط على أسعار المشتقات النفطية.
- مركز "كوشينج": ارتفعت المخزونات فيه بمقدار 112 ألف برميل، مما يشير إلى استمرار تخزين كميات كبيرة من الخام في الولايات المتحدة.
التوقعات المستقبلية للسوق
- اجتماع "أوبك+":
يجتمع أعضاء التحالف يوم الخميس لمراجعة سياسة الإنتاج لعام 2025 التوقعات تشير إلى استمرار تخفيضات الإنتاج لمواجهة تحديات ضعف الطلب وزيادة الإمدادات. - السوق العالمية:
تشير المؤشرات إلى احتمالية مواجهة فائض في المعروض النفطي العام المقبل، خصوصاً مع توقعات انخفاض الطلب من الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط في العالم. - تأثير العقوبات:
في حين قد تقلل العقوبات الأمريكية صادرات النفط الإيراني، إلا أن ذلك قد لا يكون كافياً لتعويض التأثير السلبي لزيادة الإنتاج من الدول غير الأعضاء في "أوبك".
ختاماً : يواجه سوق النفط تقلبات مستمرة بسبب مزيج من العوامل المتنافسة، بدءاً من الضغوط الجيوسياسية إلى تقلبات الطلب والعرض. ومع اقتراب اجتماع "أوبك+"، يترقب المتداولون القرارات التي ستحدد اتجاه السوق في الفترة المقبلة. وبينما تدعم التوترات الجيوسياسية الأسعار، فإن بيانات المخزونات الأمريكية المرتفعة تضيف مزيداً من الضغوط التي قد تحد من مكاسب الذهب الأسود.