ارتفاع أسعار النفط وسط توترات الشرق الأوسط وتقلبات الأسواق الأمريكية والصينية

أنهت أسعار النفط تعاملات الجمعة بارتفاع ملحوظ وسط مخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلا أن هذه المكاسب تقلصت مع نهاية الجلسة نتيجة ارتفاع قيمة الدولار.

سعر النفط عند الإغلاق

عند إغلاق الجلسة، سجل خام "برنت" القياسي ارتفاعاً بنسبة 0.40% ليصل إلى 73.10 دولاراً للبرميل بعد أن لامس مستوى 74.94 دولاراً في وقت سابق من اليوم. وفي المقابل، ارتفعت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي بنسبة 0.30% ليصل إلى 69.49 دولاراً للبرميل بعد أن بلغ 71.45 دولاراً خلال الجلسة. رغم هذه الارتفاعات، سجل كلا الخامين خسائر أسبوعية بلغت 3.4% لـ"برنت" و3.2% لـ"نايمكس".

أسباب ارتفاع أسعار النفط

جاء الارتفاع في أسعار النفط بعد تقرير يفيد بأن إيران قد تهاجم إسرائيل من الأراضي العراقية خلال الأيام المقبلة، مما أثار قلق الأسواق بشأن انقطاع الإمدادات من المنطقة بسبب تصاعد النزاع ورغم تراجع المخاوف قليلاً، فإن المخاطر تظل قائمة، خاصة مع تجدد الصراع في منطقة تتمتع بأهمية استراتيجية في سوق الطاقة.

تأثير ارتفاع الدولار 

ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداءه أمام سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.30% ليصل إلى 104.31 نقطة. هذا الارتفاع أثر سلباً على أسعار النفط، حيث إن زيادة قوة الدولار تجعل النفط أغلى على حائزي العملات الأخرى، مما يقلل من الطلب.

 

اقرأ أيضاً : تراجع الذهب عند الإغلاق وسط ضغوط ارتفاع الدولار وتأثير بيانات الوظائف

تقلبات أسعار النفط

في بداية الأسبوع، شهدت أسعار النفط انخفاضاً حاداً بنسبة تقارب 6%، إلا أن الأسواق عوضت بعض الخسائر مع ارتفاع الأسعار بنسبة 2% يوم الأربعاء و1% يوم الخميس، وذلك بعد صدور بيانات تشير إلى تراجع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة.

التحركات العسكرية الإسرائيلية والإيرانية

تراجع النفط بنسبة 3.2% خلال الأسبوع الذي تلى الهجوم الإسرائيلي المحدود على إيران في عطلة نهاية الأسبوع. ورغم أن بعض المحللين توقعوا أن يهدد الصراع إمدادات النفط، إلا أن السوق استقر بسرعة، مما دفع بعض الخبراء للتحذير من "هدوء مؤقت" في السوق. ومع تصاعد التوترات يوم الجمعة، عادت أسواق خيارات النفط لتسعير علاوات مرتفعة على عقود الشراء المراهنة على ارتفاع الأسعار.

تصريحات المحللين حول الوضع السياسي

قال بافيل مولتشانوف، المحلل في "رايموند جيمس آند أسوشيتش"، إن الوضع بين إسرائيل وإيران يمثل "استعراضاً للقوة" من دون الوصول إلى حرب شاملة، لكنه أكد أن الأخبار المتواصلة من المنطقة تؤثر بقوة على أسواق النفط.

توقعات أوبك+ بشأن الإنتاج 

أفادت تقارير بأن تحالف "أوبك+" قد يؤجل قرار زيادة الإنتاج المقررة في ديسمبر بهدف استقرار السوق. كما أن أسعار النفط تراجعت بشكل طفيف بعد صدور بيانات أميركية تفيد بأن عدد الوظائف المضافة كان أقل من المتوقع في الشهر الماضي، مما أثار مخاوف من تأثير العواصف والنزاعات العمالية على الاقتصاد.

تطورات الشرق الأوسط

أشارت تقارير إلى أن إسرائيل تدرس مقترحاً بقيادة الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في لبنان، إلا أن الجيش الإسرائيلي صرح بأنه سيرد "بعنف شديد" إذا تعرضت لهجوم إيراني آخر. وتعتبر هذه التطورات حاسمة في ظل احتمال تخفيف الأعمال العدائية في المنطقة وتأثير ذلك على استقرار أسواق الطاقة.

 

تترقب الأسواق عدداً من الأحداث الرئيسية، منها الانتخابات الرئاسية الأمريكية، واجتماع هيئة التشريع العليا في الصين، وقرار "أوبك+" بشأن استعادة الإنتاج تدريجياً. أشار محللو "ماكواري" إلى أن المشاركين في السوق يقللون من تقدير تأثير الإنتاج الأمريكي، الذي سجل مستويات قياسية جديدة.

ارتفاع النشاط الصناعي في الصين 

أظهرت بيانات شهر أكتوبر ارتفاعاً غير متوقع في النشاط الصناعي الصيني رغم عطلة الأسبوع يشير هذا التحسن إلى استقرار اقتصادي محتمل بعد إطلاق بكين حزمة تحفيزية لدعم الاقتصاد. كما ارتفعت مبيعات العقارات السكنية في الصين، وهي الزيادة الأولى سنوياً خلال 2024، مما يعزز الثقة في انتعاش اقتصادي.

 

الخلاصة : تعد التوترات السياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب التوقعات الاقتصادية الأمريكية والصينية، عوامل رئيسية تؤثر على سوق النفط في الفترة المقبلة، مما يضع ضغوطاً على القرارات الاستراتيجية لتحالف "أوبك+" والمتعاملين في السوق بشكل عام.

تم التحديث في: السبت, 02 تشرين الثاني 2024 11:48
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول