السلطات الأمريكية تعلن عن التقديرات الأولية لكلفة أسوأ كارثة طبيعية تتعرض لها مدينة لوس أنجلوس

تشهد مدينة لوس أنجلوس الأمريكية واحدة من أشد الكوارث الطبيعية في تاريخها، حيث اندلعت سلسلة من حرائق الغابات الهائلة التي انتشرت بسرعة كبيرة بفعل الرياح العاتية والطقس الجاف، مما أدى إلى إجلاء مئات الآلاف من السكان وإعلان حالة الطوارئ في المدينة وضواحيها.

 

رغم الجهود الضخمة التي تبذلها فرق الإطفاء، إلا أن الحرائق الكبرى المشتعلة لا تزال خارج السيطرة حتى الآن. ووفقًا لتصريحات المسؤولين المحليين، لم يتم احتواء أكبر حريقين في المدينة، حيث بلغت نسبة السيطرة عليهما "صفر بالمئة".

 

في مؤتمر صحفي، صرّح قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، روبرت لونا، بأن حوالي 200 ألف شخص تلقوا أوامر بالإجلاء الفوري. كما أكد استمرار عمليات الإنقاذ للأشخاص الذين لم يغادروا مناطق الخطر رغم التحذيرات المتكررة.

 

وصفت عمدة المدينة، كارين باس، الوضع الحالي بأنه "عاصفة نارية غير مسبوقة"، فيما أكدت رئيسة إدارة الإطفاء، كريستين كراولي، أن الظروف الجوية القاسية تعيق جهود الإطفاء المستمرة.

حجم الأضرار البشرية والمادية

أعلنت شركة AccuWeather الأمريكية لخدمات التنبؤ بالطقس حول العالم، الخميس، أن التقديرات الأولية لكلفة الحرائق المندلعة في أجزاء واسعة من لوس أنجلوس تتراوح بين 52 - 57 مليار دولار.

 

جاء ذلك في بيان صادر عن الشركة، في وقت تكافح فيه السلطات المحلية والولايات المجاورة من أجل السيطرة على أسوأ كارثة طبيعية تتعرض لها المدينة منذ عقود، والناتج عن تماس كهربائي، ونتج عنه عدة وفيات وأكثر من 100 ألف حالة نزوح.

 

وقالت في بيانها: "الحريق الحالي قد يصبح أسوأ حادث حريق غابات في تاريخ كاليفورنيا، بالنظر إلى عدد المباني والمنشآت التي يمكن أن تحترق".

 

وتعاني كاليفورنيا من تاريخ طويل من حرائق الغابات التي أشعلتها خطوط الكهرباء في الرياح العاتية؛ وانخفض سهم شركة Edison International المزودة للكهرباء بنسبة 10 بالمئة، في ختام جلسة الأربعاء، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2020.

 

ونشرت بلومبرغ ملفا أوردت فيه أن فرضية صدق توقعات AccuWeather تعني أن الحريق سيكون الأكثر كلفة في تاريخ الحرائق بالولايات المتحدة.

 

تشير التقارير الأولية إلى أن الشرارة الأولى لهذه الكارثة نتجت عن تماس كهربائي، مما أدى إلى اندلاع الحرائق وانتشارها بشكل سريع بسبب الرياح الشديدة. وتعد هذه الكارثة واحدة من أسوأ الحوادث التي شهدتها المدينة منذ عقود.

ارتفعت حصيلة القتلى جراء حرائق الغابات في منطقة لوس أنجليس الأمريكية إلى 10 أشخاص وقال مكتب الطب الشرعي في لوس أنجلوس في تحديث إن عدد القتلى جراء الحرائق الهائلة ارتفع إلى 10.

ويواصل رجال الإطفاء في ولاية كاليفورنيا الجهود للسيطرة على سلسلة من الحرائق الكبيرة في لوس أنجلوس التي خلفت خسائر ضخمة وأتت على ما لا يقل عن 10 آلاف مبنى من الساحل الهادئ إلى باسادينا، وأجبرت الآلاف على الفرار من منازلهم.

وهدأت الرياح العاتية التي كانت تحرك النيران وتؤدي إلى عمليات إخلاء فوضوية إلى حد ما، على الرغم من أن خبراء الأرصاد الجوية حذروا من أن الخطر سيستمر حتى اليوم الجمعة.

تداعيات اقتصادية: انهيار أسهم الشركات

شهدت الأسواق المالية تراجعًا ملحوظًا في أسهم شركة Edison International، المزودة للكهرباء في المنطقة، بنسبة 10% في ختام جلسة الأربعاء. ويعد هذا الانخفاض الأكبر منذ عام 2020، وسط اتهامات للشركة بالتسبب في اندلاع الحرائق.

 

اتخذت السلطات المحلية العديد من الإجراءات الوقائية لمواجهة الكارثة، حيث أُغلقت المتاحف والمتنزهات الترفيهية وأسواق المزارعين والمطاعم. كما أُرجِئت مباراة فريق هوكي لوس أنجلوس كينجز التي كانت مقررة مساء الأربعاء.

الدعم الفيدرالي: تدخل حكومي سريع

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منطقة الحرائق في كاليفورنيا "منطقة منكوبة"، وأصدر أوامر بتقديم مساعدات فيدرالية لدعم المتضررين. كما ألغى زيارته المقررة إلى إيطاليا لمتابعة تطورات الأزمة.

 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الحرائق التي تجتاح منطقة لوس أنجلوس الكبرى حاليا هي الأكثر دمارا في تاريخ ولاية كاليفورنيا وتابع بايدن :"هذه هي أكثر الحرائق تدميرا في تاريخ كاليفورنيا"، مضيفا:"تم إجلاء 360 ألف شخص حتى الآن".

 

في تصريح للصحفيين، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن البنتاغون مستعد لتقديم المساعدة الجوية عبر توفير طائرات خاصة بإطفاء الحرائق. وأضاف أن العديد من المنشآت العسكرية القريبة من المنطقة مستعدة لإرسال أفراد ومعدات إضافية عند الحاجة.

 

أوضح رئيس فرق الإطفاء في لوس أنجلوس، أنتوني مارونة، أن عدد رجال الإطفاء المتاحين في المدينة غير كافٍ لمواجهة هذه الكارثة. كما أشار حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، إلى أن أكثر من 7500 إطفائي يشاركون حاليًا في جهود مكافحة الحرائق، بينهم فرق استُقدمت من ولايات مجاورة.

 

نتيجة لاستهلاك كميات كبيرة من المياه في عمليات الإطفاء، دعت السلطات السكان إلى ترشيد استهلاك المياه، حيث أفادت التقارير بأن ثلاثة خزانات رئيسية تغذي محطات مكافحة الحرائق قد فرغت تمامًا.

 

تمتد آثار هذه الحرائق إلى النظم البيئية في المنطقة، حيث تأثرت مساحات شاسعة من الغابات والمناطق الخضراء، مما يهدد الحياة البرية المحلية. وأعرب خبراء البيئة عن قلقهم من التداعيات طويلة الأمد على التوازن البيئي.

 

مع استمرار الرياح الشديدة والطقس الجاف، تتزايد المخاوف من انتشار الحرائق إلى مناطق جديدة. ونشرت وكالة بلومبرغ تقريرًا تفاعليًا أوضحت فيه أنه في حال استمرار الوضع الحالي، قد تصبح هذه الكارثة الأكثر تكلفة في تاريخ الحرائق بالولايات المتحدة.

 

خاتمة: في ظل هذا الوضع الكارثي، تواصل السلطات المحلية، بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية والولايات المجاورة، العمل على الحد من الأضرار الناجمة عن الحرائق. ومع استمرار الظروف الجوية القاسية، يبقى الأمل معقودًا على جهود فرق الإطفاء والدعم الحكومي لاحتواء الكارثة وإنقاذ حياة السكان.

تم التحديث في: الجمعة, 10 كانون الثاني 2025 10:01
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول