الين الياباني يستأنف مكاسبه ويتجه لتسجيل أقوى أسبوع في 3 أشهر
ارتفع الين الياباني خلال تعاملات السوق الأسيوية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية، ليستأنف مكاسبه التي توقفت مؤقتًا بالأمس مقابل الدولار الأمريكي ضمن عمليات تصحيح وجني أرباح، ليقترب مرة أخرى من أعلى مستوى فى شهرين ونصف، مع تجدد نشاط عمليات الشراء المفتوحة.
الين الياباني على وشك تسجيل أكبر مكسب أسبوعي منذ أبريل الماضي، بسبب تسارع تفكيك صفقات "الكاري تريد" قبل اجتماع بنك اليابان الأسبوع المقبل، والتسعير الكامل لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى سبتمبر القادم.
وكان الين الأبرز أداء بأسواق العملات هذا الشهر وارتفع إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 151.945 مقابل الدولار أمس الخميس بعد أن بدأ الشهر عند أدنى مستوى في 38 عاما عند 161.96 للدولار.
ووصل الين في أحدث التداولات اليوم الجمعة إلى 153.625 ويتجه للارتفاع 2.3 بالمئة خلال الأسبوع، وهو أكبر مكسب أسبوعي منذ أواخر أبريل وأوائل مايو عندما دفع هبوط الأسهم العالمية المستثمرين أيضا نحو الأصول الآمنة بما في ذلك الين.
يأتي التحرك الكبير في أعقاب ما يشتبه في أنها تدخلات قامت بها طوكيو في أوائل يوليو وتسببت في خسائر للمتداولين وقوضت صفقات فروق أسعار الفائدة المربحة التي كانت تشهد اقتراض المتداولين بالين بأسعار فائدة منخفضة للاستثمار في أصول مقومة بالدولار لتحقيق عوائد أعلى.
التضخم في طوكيو
تسارع معدل التضخم في طوكيو للشهر الثالث في يوليو، مما يبقي الباب مفتوحا أمام رفع محتمل لأسعار الفائدة عندما يجتمع مجلس السياسة النقدية بالبنك المركزي الأسبوع المقبل.
ذكرت وزارة الشؤون الداخلية، اليوم الجمعة، أن أسعار المستهلك، باستثناء المواد الغذائية الطازجة، ارتفعت بنسبة 2.2% في العاصمة، مقابل 2.1% في يونيو.
تطابق تلك البيانات إجماع توقعات الاقتصاديين. وقادت أسعار الطاقة المكاسب، حيث ارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 19.7% على أساس سنوي. وتباطأت المكاسب في أسعار الأغذية المصنعة بنسبة ضئيلة. كما زادت أسعار الفنادق بوتيرة أبطأ مع الإلغاء التدريجي لدعم السكن في العام السابق.
تعد أرقام طوكيو مؤشرات رئيسية للبيانات الكلية للدولة المقرر صدورها في أغسطس ويتوقع بنك اليابان أن يرتفع الإنفاق في مرحلة ما، مما يعزز التضخم الناتج عن الطلب. وقد روّج رئيس الوزراء فوميو كيشيدا لفكرة الخصم الضريبي لمرة واحدة، والذي بدأ في يونيو كمحرك محتمل لمساعدة البلاد على الخروج من الانكماش مرة واحدة وإلى الأبد.
ومن المتوقع أن يؤدي الضعف التاريخي للين إلى إضافة ضغوط تصاعدية على التضخم الاستهلاكي من خلال زيادة الواردات من السلع والطاقة والمواد. وقال المحافظ "أويدا" إنه يراقب تأثير الين على الأسعار والنمو كعامل محتمل يؤدي إلى تغييرات في السياسة النقدية.
وتخلى الين عن بعض مكاسبه الأخيرة مقابل الدولار بعد أن جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي أقوى من المتوقع. وتم تداول العملة اليابانية عند مستوى 153.60 صباح اليوم في طوكيو.
قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا مراراً إن البنك المركزي يبحث عن علامات تفيد بأن زيادة الأجور ستحفز الاستهلاك، وتؤجج نمو الأسعار القائم على الطلب مما يؤدي إلى تثبيت التضخم فوق هدفه البالغ 2%.
وفقاً ليوشيكي شينكي، كبير الاقتصاديين التنفيذيين في معهد "داي إيتشي لايف ريسيرش" وقال "شينكي": "من الممكن رفع أسعار الفائدة أو عدم رفعها في اجتماع بنك اليابان الأسبوع المقبل".
وأضاف: "لم تكن بيانات اليوم مخيبة للآمال، لكنها أيضا لن تكون عاملاً لمنحهم المزيد من الثقة فيما يتعلق باتجاه التضخم. إذا كان القرار بيدي، كنت سأنتظر لرؤية المزيد من البيانات".
من المقرر أن يعلن بنك اليابان تفاصيل خطته لخفض شراء الديون في ختام اجتماع السياسة النقدية الذي يستمر يومين في 31 يوليو. في حين أن حوالي 30% فقط من مراقبي بنك اليابان يقولون إن السلطات سترفع أسعار الفائدة في ذلك الاجتماع، فإن أكثر من 90% يرون خطر مثل هذه الخطوة، وفقاً لمسح أجرته "بلومبرغ" نُشر في وقت سابق من هذا الأسبوع.
فقد الين الياباني أمس الخميس أقل من 0.1% مقابل الدولار الأمريكي، فى أول خسارة فى غضون الأربعة أيام الأخيرة، بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح، بعدما سجل فى وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى فى شهرين ونصف عند 151.94 ين لكل دولار