ملخص حديث رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول عن الاقتصاد والسياسة النقدية المستقبلية

أدلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، خلال مشاركته في فعالية نظمتها صحيفة نيويورك تايمز، بتصريحات بارزة تعكس التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية، مسلطًا الضوء على الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول الماضي. أكد باول أن هذه القوة الاقتصادية تمنح صناع القرار في البنك المركزي مرونة أكبر لاتخاذ قرارات مدروسة تتناسب مع التحديات الحالية.

الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية

أكد باول أن الاقتصاد الأمريكي، الذي وصفه بأنه الأقوى عالميًا، لا يزال في وضع جيد. وأشار إلى استمرار تحقيق التوازن بين خفض التضخم والحفاظ على سوق العمل القوي.

  • النمو الاقتصادي: أرجع باول الأداء الإيجابي للاقتصاد إلى عوامل متعددة، من بينها ارتفاع الهجرة التي ساعدت في دعم النمو الاقتصادي خلال عام 2023.
  • التوظيف والتضخم: أوضح أن معدلات البطالة لا تزال منخفضة، وهو ما يعزز من إمكانية المضي قدمًا في السياسات الهادفة إلى كبح التضخم دون التأثير سلبًا على سوق العمل.

السياسة النقدية: نهج حذر ومفتوح

في سياق الحديث عن مسار السياسة النقدية، شدد باول على أهمية التريث في اتخاذ قرارات جديدة بشأن أسعار الفائدة، مفضلًا نهجًا يعتمد على مراقبة البيانات الاقتصادية قبل التحرك.

  • الحذر في خفض الفائدة: أوضح أن الفيدرالي قد اتخذ خطوات سريعة في السابق لخفض أسعار الفائدة، لكنه الآن يفضل نهجًا أكثر تحفظًا لتجنب أي تأثيرات سلبية غير مقصودة.
  • إبقاء الخيارات مفتوحة: مع اقتراب اجتماع لجنة السوق المفتوحة يومي 17 و18 ديسمبر/كانون الأول، أكد باول أهمية إبقاء جميع الخيارات قيد الدراسة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بالتطورات الاقتصادية العالمية.

مواقف مسؤولي الفيدرالي الأخرى

  • جيمس بولارد: رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، أكد خلال مؤتمر نظمته بلومبرغ أنه يفضل الانتظار حتى صدور بيانات إضافية قبل اتخاذ أي قرارات جديدة بشأن الفائدة.
  • توماس باركين: رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، أشار إلى أن التضخم والتوظيف يسيران في الاتجاه الصحيح، لكنه شدد أيضًا على أهمية التمهل للحصول على صورة أكثر وضوحًا من البيانات المستقبلية.

السياسات التجارية وتأثيرها على الاقتصاد

تحدث باول عن تأثير السياسات التجارية، وخاصة التعريفات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الفيدرالي سيواصل تقييم هذه السياسات لمعرفة مدى تأثيرها على الاقتصاد المحلي. وأضاف أن هذه الإجراءات تساهم في تشكيل بيئة اقتصادية معقدة تتطلب مراقبة مستمرة.

العملات الرقمية: موقف الفيدرالي من البيتكوين والكريبتو

تناول باول موضوع العملات الرقمية، مؤكدًا أنها تُستخدم كأصول استثمارية مشابهة للذهب وليس كبديل للدولار.

  • تنظيم العملات المشفرة: أشار إلى أن الفيدرالي يهدف إلى ضمان بيئة آمنة وشفافة لتداول العملات الرقمية.
  • موقفه الشخصي: أكد باول أنه لا يمتلك أي أصول رقمية أو بيتكوين، لكنه يرى أهمية تنظيم العلاقة بين البنوك والعملات المشفرة.

استقلالية الفيدرالي والديون الأمريكية

  • دعم واسع لاستقلالية الفيدرالي: أشار باول إلى أن استقلالية الفيدرالي الأمريكي تحظى بتأييد موسع من جميع الأطراف السياسية، مما يعزز قدرة البنك على اتخاذ قرارات دون تدخل سياسي.
  • التعامل مع أزمة الديون: شدد باول على ضرورة معالجة الديون المتزايدة في الولايات المتحدة من خلال سياسات مالية متوازنة، لكنه أشار إلى أن التدخل المباشر من جانب الفيدرالي عبر أسعار الفائدة ليس من صلب مهامه.

الخلاصة

تعكس تصريحات جيروم باول نهجًا حذرًا ومنفتحًا من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتم التركيز على تحقيق توازن بين خفض التضخم والحفاظ على قوة الاقتصاد الأمريكي. ومع اقتراب اجتماع لجنة السوق المفتوحة، تبقى القرارات المستقبلية مرهونة بالبيانات الاقتصادية والتطورات العالمية، وسط تأكيد باول وزملائه على ضرورة التمهل وتحليل المعطيات بعناية.

تم التحديث في: الخميس, 05 كانون الأول 2024 10:23
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول