توقعات المؤسسات المالية العالمية لمسار أسعار الفائدة في تركيا لعام 2025

يتوقع المحللون أن يتجه البنك المركزي التركي نحو تخفيضات أكبر في أسعار الفائدة خلال عام 2025. هذه التوقعات تأتي بعد الخطوة المفاجئة التي اتخذها البنك يوم الخميس الماضي بتخفيض أكبر من المتوقع ومع أن هذه السياسات تستهدف تعزيز النمو الاقتصادي، فإنها تواجه انتقادات وتحذيرات بشأن تأثيراتها السلبية المحتملة على الاقتصاد، وخاصة مع استمرار خفض الفائدة دون انقطاع.

الخطوات الأخيرة للبنك المركزي التركي

في أول إجراء من نوعه منذ عامين، خفض البنك المركزي التركي سعر إعادة الشراء المرجعي لأجل أسبوع من 50% إلى 47.5% ولم يتوقف عند هذا الحد، بل قلص أيضاً الفارق بين أسعار الفائدة على الودائع والإقراض، مما يُعتبر خطوة متشددة وغير مألوفة في السياسة النقدية.

 

وعلى الرغم من تأكيد صناع القرار النقدي أن توقيت التخفيضات المستقبلية سيعتمد بشكل رئيسي على تحليل البيانات الاقتصادية، فإن المحللين يرون أن هذه السياسة تمهد لتخفيضات إضافية في المستقبل القريب.

تقليص عدد الاجتماعات وتأثيره على السياسة النقدية

أعلن البنك المركزي التركي عن جدول اجتماعاته لعام 2025، حيث من المقرر أن تعقد لجنة السياسة النقدية ثمانية اجتماعات فقط، مقارنة بـ12 اجتماعاً خلال العام الحالي. ويرى الخبراء أن هذا التغيير في الجدول قد يفتح الباب أمام تنفيذ تخفيضات أكبر خلال الاجتماعات الفردية، مما يزيد من احتمالية إجراء تغييرات جذرية على السياسة النقدية خلال العام.

 

توقع البنك المركزي التركي أن ينخفض معدل التضخم إلى 21% بحلول نهاية 2025، مقارنة بـ47.1% في الشهر الماضي هذا الانخفاض المرتقب يعكس تأثير السياسات النقدية التيسيرية على استقرار الأسعار كما أعلن البنك عن خططه للكشف عن توقعاته الفصلية الجديدة للأسعار في فبراير المقبل، والتي ستحدد أهدافه قصيرة الأجل. ورغم ذلك، لا تزال الأهداف طويلة الأجل، مثل تحقيق معدل تضخم قدره 5%، بعيدة المنال.

أداء الليرة التركية في ظل التغيرات الحالية

انخفضت قيمة العملة التركية بنسبة 0.3% يوم الجمعة، لتصل إلى 35.26 ليرة أمام الدولار لتعاود التداول حول مستويات 35.10 عند الاغلاق وتراكمت خسائر الليرة خلال الأسابيع الأربعة الماضية لتصل إلى 1.8%، مما يجعلها واحدة من أضعف العملات أداءً بين 23 عملة في الأسواق الناشئة التي تتابعها وكالة "بلومبرغ" هذا الأداء الضعيف يعكس المخاوف المستمرة بشأن استقرار الاقتصاد التركي في ظل السياسة النقدية التيسيرية.

تقديرات المحللين لمسار أسعار الفائدة في 2025

توقعات "مورغان ستانلي"

وفقاً لتقديرات "مورغان ستانلي"، من المتوقع أن ينخفض معدل الفائدة إلى 42.5% بحلول مارس 2025. وتشير التوقعات إلى تخفيضات بمقدار 250 نقطة أساس في اجتماعين خلال الربع الأول، ما يعكس تسارعاً في وتيرة التيسير النقدي.

رؤية "تركيا إيكونومي بانكاسي" و"باركليز"

يرى محللو "تركيا إيكونومي بانكاسي" و"باركليز" أن البنك المركزي سيقوم بتخفيض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في كل اجتماع من الاجتماعات الثمانية المقررة. إذا صحت هذه التوقعات، فإن معدل الفائدة سيصل إلى 27.5% بنهاية العام. هذه التخفيضات التدريجية قد تساهم في تحقيق التوازن بين دعم الاقتصاد والسيطرة على التضخم.

 

قد يهمك : ارتفاع الحد الأدنى الجديد للأجور في تركيا لعام 2025 بنسبة 30%

توقعات "بنك قطر الوطني"

يرى كبير المحللين الاقتصاديين في "بنك قطر الوطني"، إركين إيشيك، أن البنك المركزي سيجري تخفيضات بمقدار 250 نقطة أساس في كل من الاجتماعين الأوليين لعام 2025، مما سيؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة إلى 28.5% بحلول نهاية العام. كما أشار إيشيك إلى أن تقليص عدد الاجتماعات السنوية قد يدفع البنك إلى إجراء تخفيضات أكبر خلال كل اجتماع.

تقديرات "سيتي غروب"

من جهتها، توقعت "سيتي غروب" أن يصل معدل الفائدة إلى 30% بحلول نهاية العام. إلا أن المحللين حذروا من أن السياسة النقدية التيسيرية قد تقلل من جاذبية الأصول المرتبطة بالليرة التركية، مما قد يؤثر على تدفقات الاستثمار الأجنبي.

نظرة "غولدمان ساكس"

حافظت "غولدمان ساكس" على توقعاتها بأن تصل أسعار الفائدة إلى 39% بحلول يونيو 2025، مشيرة إلى أن المخاطر المرتبطة بتقليص عدد الاجتماعات تبدو محدودة. يرى المحللون في "غولدمان ساكس" أن البنك المركزي سيظل حذراً في إجراء تخفيضات كبيرة دون مبررات اقتصادية واضحة.

توقعات "جي بي مورجان"

توقعت "جي بي مورجان" أن يقوم البنك المركزي التركي بثلاث تخفيضات متتالية بمقدار 150 نقطة أساس في الربع الأول من العام، يليها تخفيضات إضافية بمقدار 200 نقطة أساس في كل اجتماع اعتباراً من أبريل. بناءً على هذه التوقعات، سيصل معدل الفائدة إلى 30% بنهاية 2025. كما أشار المحللون إلى أن هذه الخطوات قد تكون ضرورية لدعم التعافي الاقتصادي على المدى الطويل.

 

الخلاصة : في الوقت الذي يُظهر فيه البنك المركزي التركي عزماً على دعم الاقتصاد من خلال تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة، تبرز مخاوف بشأن تأثير هذه السياسات على استقرار العملة وجاذبية الاستثمار. ومع تباين التوقعات بين المحللين والمؤسسات المالية، يبقى عام 2025 محطة مفصلية لتحديد مستقبل الاقتصاد التركي. من الضروري متابعة البيانات الاقتصادية بشكل دقيق لضمان تحقيق التوازن بين التيسير النقدي والاستقرار الاقتصادي.

تم التحديث في: السبت, 28 كانون الأول 2024 10:29
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول