قرار بنك اليابان بشأن سعر الفائدة
أبقى بنك اليابان المركزي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، في خطوة تتماشى مع التوقعات وسط تصاعد المخاوف بشأن تأثير التوترات التجارية المتزايدة على الاقتصاد العالمي. جاء ذلك وفق بيان رسمي للبنك صدر اليوم الأربعاء، حيث أشار إلى استمرار القلق من التداعيات المحتملة للسياسات التجارية الحمائية، مما دفعه للحفاظ على سياسته النقدية دون تغيير.
وصوّت أعضاء لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي، برئاسة المحافظ كازو أويدا، على إبقاء سعر الفائدة ثابتًا عند 0.5% في ختام اجتماع استمر يومين. وجاء القرار بالإجماع، متوافقًا مع توقعات جميع الاقتصاديين الـ52 الذين شملهم استطلاع أجرته وكالة بلومبرغ.
التوترات التجارية تثير القلق
في بيانه، سلط البنك المركزي الضوء على المخاطر التي تشكلها السياسات التجارية ضمن قائمة التحديات التي تواجه الاقتصاد الياباني. ويتزامن ذلك مع اقتراب مهلة الأسبوعين قبل تنفيذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية انتقامية إضافية، والتي قد يكون لها تأثير واسع النطاق على حركة التجارة العالمية.
أداء الين الياباني بعد قرار البنك المركزي
سجل سعر الين الياباني تراجعًا طفيفًا مقابل الدولار عقب صدور بيان البنك المركزي، حيث شهد بعض التقلبات قبل أن يستعيد بعض مكاسبه لاحقًا. وارتفع الدولار مقابل الين إلى 149.52 ين بعد أن افتتح التداولات عند 149.26 ين، فيما سجل أدنى مستوى له عند 149.08 ين.
في الأسواق الآسيوية، واصل الين الياباني خسائره لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأميركي، مقتربًا من أدنى مستوى له في أسبوعين. فقد الين يوم الثلاثاء أقل من 0.1% مقابل الدولار، ليسجل أدنى مستوى عند 149.93 ين، وذلك وسط توقعات السوق بشأن قرارات بنك اليابان.
ردود فعل الأسواق على القرار
في أسواق السندات، تراجعت العقود المستقبلية للسندات الحكومية اليابانية بعد الإعلان عن القرار، في حين واصلت الأسهم اليابانية ارتفاعها خلال الجلسة، لكنها فقدت بعضًا من مكاسبها اليومية مع تقييم المستثمرين لنتائج الاجتماع.
إمكانية رفع أسعار الفائدة مستقبلًا
على الرغم من أن البنك المركزي الياباني قرر الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير، فإن بعض المؤشرات الاقتصادية المحلية تُظهر إمكانية رفع أسعار الفائدة في المستقبل. ورغم الضبابية المتزايدة في المشهد الاقتصادي العالمي، فإن بنك اليابان يراقب عن كثب بيانات التضخم والنمو الاقتصادي قبل اتخاذ أي خطوات جديدة، بينما تتجه بنوك مركزية أخرى حول العالم إلى دراسة التوقيت المناسب لخفض الفائدة.
تسعير توقعات رفع الفائدة في مايو
في ظل التطورات الأخيرة، تراجعت احتمالات قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماعه المقبل في مايو إلى ما دون 50%، وفقًا للتسعير الحالي في الأسواق المالية. وينتظر المستثمرون صدور المزيد من البيانات الاقتصادية، لا سيما تقارير التضخم، والبطالة، والأجور، لتحديد مدى احتمالية تحرك البنك المركزي نحو رفع الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
ترقب تصريحات محافظ بنك اليابان
من المنتظر أن يدلي محافظ بنك اليابان كازو أويدا بتصريحات مهمة حول نتائج اجتماع السياسة النقدية خلال مؤتمر صحفي لاحق اليوم. ومن المتوقع أن تتضمن تعليقاته إشارات أوضح بشأن مستقبل السياسة النقدية، وما إذا كان البنك سيواصل التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة لاحقًا خلال العام الجاري.
آراء وتحليلات الخبراء
علق فريد نيومان، كبير الاقتصاديين الآسيويين في بنك HSBC في هونغ كونغ، على الوضع الحالي قائلاً:
"تستدعي ضغوط الأسعار المستمرة مزيدًا من التشديد النقدي في اليابان، لكن في المقابل تتزايد مخاطر تباطؤ النمو أيضًا. التوترات التجارية تلقي بظلالها على توقعات الصادرات اليابانية."
وأضاف نيومان أن المستهلكين اليابانيين لم يظهروا بعد زيادة كبيرة في الإنفاق رغم ارتفاع الأجور، وهو ما يجعل مسار التضخم في اليابان غير واضح تمامًا حتى الآن.
متى يرفع بنك اليابان سعر الفائدة؟
حول احتمالية رفع الفائدة مجددًا، قال نيومان:
"السؤال الحقيقي ليس ما إذا كان بنك اليابان سيرفع سعر الفائدة مجددًا، وإنما متى سيحدث ذلك؟ أتوقع أن يأتي القرار التالي برفع الفائدة في شهر يونيو المقبل."
أداء الأسهم اليابانية
تباين أداء الأسهم اليابانية في ختام تعاملات الأربعاء بعدما ثبت البنك المركزي الفائدة دون تغيير، ولانتظار تقييم تأثير سياسات الرئيس الأمريكي "ترامب" الحمائية على الاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير.
وصرح "كازو أويدا" محافظ بنك اليابان في مؤتمره الصحفي الذي أعقب الاجتماع قائلاً: قد تؤثر الرسوم الجمركية بشكل مباشر على الاقتصاد والتضخم، وعلى المعنويات والثقة من خلال تحركات السوق، وعلينا أن ننظر إلى هذا التأثير بشكل شامل.
هذا وأعلنت كبرى شركات صناعة السيارات اليابانية الأربعاء أنها قد تضطر إلى خفض الإنتاج، حال مضى الرئيس "ترامب" قدمًا في فرضه للرسوم الجمركية على واردات السيارات.
وأغلق مؤشر "نيكي" الجلسة منخفضًا بنسبة 0.25% عند 37751 نقطة، بينما ارتفع المؤشر الأوسع نطاقًا "توبكس" 0.45% إلى 2795 نقطة.
وذلك مع توخي المستثمرين الحذر قبل صدور قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة في وقت لاحق اليوم، وخاصة لأن الأسواق اليابانية ستغلق أبوابها الخميس في عطلة رسمية بمناسبة الاعتدال الربيعي.
ختامًا : يظل مسار السياسة النقدية في اليابان موضع ترقب كبير من قبل الأسواق والمستثمرين، خاصة في ظل استمرار التوترات التجارية العالمية، وتحركات الاقتصاد المحلي نحو تحقيق استقرار تضخمي. ورغم التحديات القائمة، فإن البيانات الاقتصادية القادمة ستكون حاسمة في تحديد مدى سرعة تحرك بنك اليابان نحو مزيد من التشديد النقدي أو الإبقاء على نهجه الحالي.
