تراجع أسعار الذهب بعدما سجلت مستويات قياسية وسط تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة

تراجعت أسعار الذهب العالمية بعدما سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الخميس، حيث تتجه صوب أفضل شهر لها في سبعة أشهر مدعومة بتزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني ويتابع المستثمرون بحذر البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة، وبالأخص تقرير التضخم القادم، الذي قد يقدم إشارات حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة.

الانتخابات الأميركية

تدخل الانتخابات الأميركية في مرحلتها النهائية والحاسمة، وسط تنافس محتدم بين الرئيس الأميركي السابق الجمهوري دونالد ترامب ونائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، وفقًا لأحدث استطلاعات الرأي هذه الأجواء السياسية المضطربة تزيد من الطلب على الذهب، نظرًا لما يوفره من استقرار في أوقات عدم اليقين السياسي.

بيانات اقتصادية أميركية

جاءت البيانات الاقتصادية الأميركية ليوم الأربعاء متباينة، حيث أظهرت التقارير أن القطاع الخاص أضاف 233 ألف وظيفة جديدة خلال أكتوبر، متجاوزًا بذلك توقعات المحللين البالغة 113 ألف وظيفة.

في المقابل، تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.8% خلال الربع الثالث، وهو أقل من توقعات المحللين التي بلغت 3.1% وأقل من معدل النمو البالغ 3% في الربع الثاني. هذه الأرقام المتضاربة تزيد من الحذر بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي وتعزز من إقبال المستثمرين على الذهب.

ترقب بيانات هامة

يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا، خصوصًا خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ويزداد الطلب عليه في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة ويرتقب المستثمرون بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي التي ستصدر اليوم، في الساعة 15:30 بتوقيت تركيا، بالإضافة إلى بيانات إعانات البطالة الأسبوعية وتقرير الوظائف غدًا الجمعة، حيث تعتبر هذه التقارير مؤشرات رئيسية لتوجهات الاقتصاد ومستقبل أسعار الفائدة.

توقعات الفيدرالي

وفقًا لأداة "فيد ووتش"، يتوقع 96% من المتداولين أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل بمقدار ربع نقطة مئوية في الأسبوع المقبل وتدعم هذه التوقعات الطلب على الذهب، حيث إن المعدن الأصفر يزدهر عادة في بيئة انخفاض أسعار الفائدة، مما يزيد من جاذبيته كاستثمار بديل للسندات وعوائد الأصول التقليدية.

أداء الذهب في الأسواق أمس

أغلقت أسعار الذهب أمس الأربعاء عند مستوى قياسي، حيث ارتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر بنسبة 0.70%، لتصل إلى 2800.8 دولار للأوقية. ويُعزى هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة، أبرزها الطلب المتزايد على الذهب مع تصاعد حالة عدم اليقين السياسي، إلى جانب انخفاض الدولار وتراجع عوائد السندات الأميركية.

سعر الذهب الفوري والعقود الآجلة اليوم

انخفض الذهب الفوري خلال تعاملات اليوم بنسبة 0.36% إلى 2777 دولارًا للأوقية، بعد أن حقق أعلى مستوى قياسي له عند 2790.15 دولار في وقت سابق من الجلسة. وقد حقق الذهب مكاسب شهرية بلغت حوالي 6% حتى الآن، مما يجعله واحدًا من أفضل الأصول أداءً في الأسواق.

كما شهدت العقود الآجلة للذهب الأميركي تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.45% إلى 2788 دولارًا. في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.06% ليصل إلى 103.92 نقطة، مما يؤثر بشكل طفيف على الذهب المقوم بالدولار ويجعله أكثر تكلفة على المستثمرين بالعملات الأخرى.

أداء المعادن الأخرى 

إلى جانب الذهب، شهدت المعادن الأخرى تراجعات متفاوتة في الأسعار، حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% لتصل إلى 33.57 دولار للأوقية كما تراجع البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1003.17 دولار، وهبط البلاديوم بنسبة 1.3% إلى 1132.23 دولار ورغم هذه التراجعات اليومية، تتجه هذه المعادن لتحقيق مكاسب شهرية، مستفيدة من زيادة الطلب على الملاذات الآمنة.

الخلاصة : يشهد الذهب ارتفاعات قوية بدعم من المخاوف المرتبطة بالانتخابات الأميركية وبيانات التضخم وأسعار الفائدة، مما يجعله ملاذًا آمنًا لكثير من المستثمرين في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. ومع استمرار الترقب لتوجهات السياسة النقدية الأميركية، قد يبقى الذهب في دائرة الاهتمام كخيار استثماري مستقر.