أسعار الذهب تنخفض وسط ضغوط الدولار وترقب المستثمرين لسياسات الفيدرالي الأمريكي
شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظاً خلال التعاملات المبكرة يوم الاثنين، حيث ضغطت قوة الدولار الأمريكي على الأسعار في وقت يترقب فيه المستثمرون أي إشارات جديدة حول السياسة النقدية القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا التراجع يأتي أيضاً على خلفية تطورات اقتصادية وجيوسياسية، مما يثير تساؤلات حول توقعات الأسعار مستقبلاً.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكية خلال تعاملات اليوم، حيث يتجه لتحقيق أفضل شهر له منذ أبريل 2022. حيث يتسبب ارتفاع الدولار في جعل الذهب أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى.
تأثيرات انخفاض أسعار الذهب
سجلت الصين، كأكبر مستهلك للذهب عالمياً، انخفاضاً ملحوظاً في الطلب خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، حيث انخفض استهلاك الذهب بنسبة 11.18% ليصل إلى 741.732 طن متري. يأتي هذا التراجع نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية، مما دفع المستهلكين إلى تقليص إنفاقهم على شراء المجوهرات الذهبية.
انخفاض الإنتاج المحلي في الصين
إلى جانب تراجع الطلب، تراجعت إنتاجية الصين من الذهب المحلي بنسبة 1.17% خلال الفترة ذاتها، مسجلةً 268.068 طن وقد أشارت رابطة الذهب الصينية إلى انخفاض إجمالي الطلب المحلي على الذهب بنسبة 22% خلال الربع الثالث فقط، مع انخفاض استهلاك المجوهرات بنسبة 29%، والطلب على السبائك والعملات الذهبية بنسبة 9%.
البيانات الصينية
تأثرت أسعار الذهب العالمية بهذه البيانات السلبية، حيث تعتبر الصين من أكبر اللاعبين في سوق الذهب وقد أسهم هذا التراجع في تعزيز الزخم الهبوطي في الأسواق، إذ يؤثر ضعف الطلب الصيني سلباً على الأسعار في الأسواق الدولية.
تراجع المخاوف في الشرق الأوسط
تراجع الذهب أيضاً متأثراً بانخفاض حدة التوترات في الشرق الأوسط، حيث جاءت الردود الإسرائيلية على الهجمات الإيرانية محدودة ولم تشمل منشآت حيوية، مما هدأ المخاوف من تصعيد كبير قد يهدد الاستقرار الإقليمي هذا الانحسار دفع بالمستثمرين إلى زيادة شهية المخاطرة والابتعاد عن الذهب كملاذ آمن، مما ساهم في الضغط على الأسعار.
اقرأ أيضاً : أسعار النفط تنخفض مايقارب 4 دولارات مع انخفاض علاوة المخاطر الجيوسياسية
أسعار الذهب والمعادن اليوم
في ضوء التعاملات اليومية، انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.68% لتصل إلى 2,728 دولار للأوقية كما تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.50%، مسجلة 2,740 دولار للأوقية.
وكانت أسعار الذهب الذهب قد بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 2758.37 دولارًا يوم الأربعاء الماضي، مدفوعة بالطلب على الذهب كملاذ آمن بسبب عدم اليقين الجيوسياسي.
أداء المعادن الثمينة الأخرى
لم يكن الذهب وحده المتأثر في السوق؛ فقد شهدت المعادن الأخرى تراجعاً، حيث انخفضت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.92% لتصل إلى 33.37 دولار للأوقية، وهبط البلاتين بنسبة 0.1% ليبلغ 1022.20 دولار أما عقود البلاديوم فقد سجلت عند 1,216 دولار.
توقعات أسعار الذهب
في جلسة الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.2%، مغلقةً عند 2,754.60 دولار للأوقية. هذا الارتفاع جاء مدعوماً بتزايد المخاوف الجيوسياسية وصدور بيانات اقتصادية أمريكية تشير إلى انخفاض توقعات التضخم، مما جعل الذهب يحقق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي.
تأثير السياسة النقدية الأمريكية على الذهب
يتوقع المحللون استمرار الضبابية حتى نهاية العام، إذ تتوقع الأسواق بنسبة 94.8% أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب في نوفمبر كما يتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى زيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية التي تثير قلقاً إضافياً في الأسواق.
نظرة مستقبلية على أسعار الذهب
مع تزايد حالة الضبابية السياسية والاقتصادية، وارتفاع احتمالات خفض الفائدة في الولايات المتحدة، يبقى الذهب محط أنظار المستثمرين كتحوط موثوق ضد التقلبات. على الرغم من التحديات المرتبطة بانخفاض الطلب الصيني واستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، إلا أن الذهب قد يظل محافظاً على جاذبيته إذا ما استمر التوتر في الأسواق الأمريكية والعالمية.