انخفاض أونصة الذهب بأكثر من 50 دولارًا وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وترقب قرارات الفيدرالي

تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد اليوم الاثنين 25 نوفمبر، مسجلة انخفاضًا بأكثر من 50 دولارًا للأونصة، متأثرة بتصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية جديدة لفهم توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي يأتي ذلك بعد تحقيق الذهب أكبر مكاسب أسبوعية له خلال 20 شهرًا، مدفوعًا بالطلب على الملاذ الآمن وسط التصعيد الجيوسياسي.

 

شهدت أسعار الذهب خسائرا قوية نتيجة عمليات جني الأرباح على المعدن الأصفر، وخاصة بعد الأرباح الكبيرة التي سجلها المعدن الأصفر في الأسبوع الماضي، حيث كانت أسعار الذهب قد تجاوزت عتبة الـ 2700 دولار للمرة الأولى في أكثر من أسبوعين يوم الجمعة الماضية، وحقق المعدن الأصفر أكبر مكسب أسبوعي له فيما يقرب من عامين.

الأداء الحالي لأسعار الذهب والمعادن النفيسة

أسعار الذهب اليوم

شهد الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 1.67% (45 دولارًا) ليصل إلى 2,668 دولارًا للأونصة، بينما هبطت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.58% (43 دولارًا) لتصل إلى 2,693 دولارًا للأونصة عند الساعة 09.45 بتوقيت تركيا .

أداء المعادن الأخرى

  • الفضة: انخفضت بنسبة 1.93% إلى 30.71 دولارًا للأونصة.
  • البلاتين: تراجع بنسبة 1.25% إلى 960 دولارًا للأونصة.
  • البلاديوم: سجل انخفاضًا بنسبة 0.29% ليصل إلى 1,016 دولارًا للأونصة.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق

تصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا

ازدادت حدة التوترات مع إعلان روسيا تدمير صاروخين و27 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا على منطقة كورسك الحدودية. بالإضافة إلى ذلك، سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية الصنع ضد روسيا، مما زاد من تعقيد الأزمة.

تصعيد في الشرق الأوسط

شنت جماعة حزب الله هجمات صاروخية مكثفة على إسرائيل، وذلك بعد غارات جوية إسرائيلية أودت بحياة 29 شخصًا في بيروت، مع ورود أنباء عن أضرار في تل أبيب.

العوامل الداعمة لأسعار الذهب

الطلب على الملاذ الآمن

حقق الذهب مكاسب تفوق 30% منذ بداية العام، مدفوعًا بعوامل متعددة:

  1. الطلب المركزي: استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب.
  2. التوترات الجيوسياسية: تصاعد النزاعات الدولية يدعم الطلب على الأصول الآمنة.
  3. خفض الفائدة: سياسات الاحتياطي الفيدرالي النقدية التوسعية.

التوقعات المستقبلية

توقعت مؤسسات مالية كبرى مثل غولدمان ساكس ويو بي إس استمرار ارتفاع أسعار السبائك خلال العام المقبل، مدفوعة بتوجه المستثمرين نحو أصول أكثر أمانًا وسط تقلبات الأسواق.

نظرة مستقبلية للأسواق

بيانات اقتصادية مرتقبة

ينتظر المستثمرون هذا الأسبوع إصدار مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة، منها:

  • محاضر اجتماع الفيدرالي لشهر نوفمبر.
  • بيانات ثقة المستهلك.
  • نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي.

توقعات السياسة النقدية

تشير التوقعات الحالية إلى احتمال بنسبة 51% بأن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب في ديسمبر.

آراء الخبراء وتحليل الاتجاهات

أوضح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، أن مكاسب الذهب مؤخرًا تعكس طلبًا قويًا على الملاذ الآمن، رغم التحديات التي يفرضها الدولار القوي. وأكد هانسن أن ارتفاع الأسعار الحالي قد يكون مدعومًا بزخم شراء من المستثمرين، لكنه أشار إلى أن الاتجاه الصعودي قد يكون محدودًا دون تطورات إضافية في الأزمات الجيوسياسية أو وضوح حول سياسات الفيدرالي.

 

وأيضا، تضررت أسعار الذهب بعد تصريحات عضو من أعضاء الفيدرالي الأمريكي والتي تدعو إلى الحذر وضرورة التأني في خفض الفائدة خلال اجتماعات البنك المقبلة، وفي هذا السياق، أدلى توماس باركين، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ريتشموند، بعدد من التصريحات التي أشار فيها إلى ضرورة التأني في اتخاذ القرارات بشأن سياسة الفائدة في الفترة المقبلة.

وكذلك، أكد باركين على أنه من المبكر الحكم على اجتماع ديسمبر المقبل، مشددًا على أن القرارات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة يجب أن تستند إلى البيانات الاقتصادية المتوافرة في ذلك الوقت، وهذه التصريحات كان لها تأثيرا سلبيا على المعدن الأصفر.

خاتمة : يبقى الذهب في مركز الاهتمام العالمي، مدعومًا بالتوترات الجيوسياسية وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية. ومع انتظار الأسواق بيانات اقتصادية جديدة، يتوقع المحللون أن تظل أسعار الذهب متقلبة، مع فرص صعودية إضافية إذا استمرت الظروف الجيوسياسية والاقتصادية الحالية.

تم التحديث في: الاثنين, 25 تشرين الثاني 2024 10:47
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول