الذهب عند أعلى مستوى على الإطلاق بدعم من خفض الفائدة وتوترات الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار الذهب لمستوى قياسي جديد اليوم الثلاثاء، بفعل تعليقات من مسؤولين بمجلس الاحتياطي الفيردالي (البنك المركزي الأميركي) تعكس الميل إلى المزيد من التيسير في السياسة النقدية وبسبب تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

سعر الذهب والمعادن اليوم

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية إلى 2627.05 دولارًا (الأونصة) عند الساعة 10:00 بتوقيت تركيا بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2640.01 دولارًا في وقت سابق من الجلسة اليوم.

وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة عند 2,651.8 دولارًا بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2664.40 دولارًا في وقت سابق من الجلسة اليوم.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.3% إلى 31.07 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 1.4% ليسجل 969.35 دولار للأوقية، وصعد البلاديوم 1.1 بالمئة إلى 1053.09 دولار للأونصة.


وارتفعت أسعار النحاس وغيره من المعادن، في ظل تفاؤل الأسواق بالطلب المحتمل، عقب خفض البنك المركزي الصيني لأسعار الفائدة، متبعًا خطى مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وخلال تداولات الإثنين في بورصة لندن للمعادن، ارتفع سعر النحاس بنسبة 0.5% إلى 9521.5 دولار للطن، مع زيادة أسعار القصدير والزنك والألومنيوم، حسبما ذكرت "بلومبرج".

أسباب ارتفاع الذهب

كان رئيس مجلس الاحتياطي في شيكاغو أوستن جولسبي قد قال أمس الاثنين إنه يتوقع "تخفيضات أخرى كثيرة في أسعار الفائدة خلال الاثني عشر شهرا المقبلين" مع سعي المركزي الأميركي إلى "هبوط هادئ" للاقتصاد، بحيث يسيطر على التضخم دون انهيار سوق العمل.

وتحظى تعليقات صناع السياسة في الولايات المتحدة لمتابعة وثيقة بعد قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأسبوع الماضي بخفض الفائدة نصف نقطة مئوية.

وبرر متحدثون آخرون في مجلس الاحتياطي أمس الاثنين، وعلى رأسهم رئيس بنك الاحتياطي في أتلانتا رافائيل بوسيك ورئيس بنك الاحتياطي في مينيابوليس نيل كاشكاري، الخطوة الكبيرة التي اتخذها البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة.

وقال ييب جون رونغ خبير الأسواق لدى آي.جي "فتح جبهة حرب جديدة في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحزب الله أدى أيضا إلى بعض الإقبال على (شراء) الذهب كملاذ آمن في محاولة للتحوط من المخاطر الجيوسياسية لأي حرب إقليمية أوسع نطاقا".

 

قد يهمك : المركزي الأسترالي يثبت أسعار الفائدة للاجتماع السابع عند أعلى مستوى في 12 عاماً


وأضاف "من المرجح أن يستمر تصاعد التوتر في المنطقة لفترة أطول، مما قد يؤدي إلى بقاء أسعار الذهب في مسار صعودي".

 

وقال بارت ميليك خبير السلع الأولية في تي.دي سيكيوريتيز "لا تزال السوق تتفاعل مع خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي بمقدار 50 نقطة أساس يوم الأربعاء الماضي... وأشار المركزي الأمريكي إلى أنه ليس قلقا بشكل خاص بشأن التضخم وأنه سيبذل قصارى جهده للتأكد من أن البطالة ليست مشكلة في الولايات المتحدة".

 

وذكر ميليك أن انخفاض معدلات التوظيف من شأنه أن يجعل السوق تعتقد أن البنك المركزي الأمريكي قد يصبح أكثر ميلا نحو الخفض هو ما يساعد الذهب كثيرا، مضيفا أن حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط قد تعزز أيضا ارتفاع الذهب.


وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على مواقع لحزب الله في لبنان أمس الاثنين مما أسفر عن مقتل 492 شخصا وإجبار عشرات الآلاف على الفرار في أدمى يوم تشهده البلاد منذ عقود.

 

ويعد الذهب، التحوط التقليدي ضد عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، فيما يتجه إلى أفضل عام له في أربعة عشر عامًا.

 

من جهة أخرى شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب عالميًا تدفقات صافية متواضعة بلغت 3 أطنان مترية الأسبوع الماضي، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.

أيهما أفضل أداءً .. الذهب أم الأسهم الأمريكية؟

ارتفعت أسعار الذهب بقوة هذا العام وتواصل تسجيل مستويات قياسية جديدة في ظل التوترات الجيوسياسية، وترقب نتائج الانتخابات الأمريكية فضلاً عن متابعة خطوات الفيدرالي نحو تيسير السياسة النقدية.

لكن لقياس مدى ارتفاع أسعار المعدن النفيس على مدار أكثر من عقدين، يمكن العودة لخطاب ألقاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق "بن برنانكي" وتحديدًا في نوفمبر 2002 بعنوان: "انكماش الأسعار: التأكد من عدم حدوثه هنا".

دعا خلال ذلك الخطاب لضرورة تبني مجموعة من السياسات بما في ذلك الإنفاق الحكومي الممول من قبل الفيدرالي لدرء انكماش الأسعار، وأشار أيضًا حينها إلى أن أسعار الذهب كانت تتداول عند 300 دولار للأوقية.

وحاليًا، مع تسجيل أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة أعلى مستوى 2600 دولار للأوقية، فإن أداء المعدن الأصفر يعد مرتفعًا بأكثر من 700% منذ خطاب "برنانكي".

أي أعلى من المكاسب التي حققها مؤشر الأسهم الأمريكية "إس أند بي 500" في نفس الفترة والبالغة 509% تقريبًا حسب بيانات "فاكت ست"، ويتفوق أيضًا على أغلب الأصول الأخرى.

لكن في حال تم حساب توزيعات الأرباح النقدية التي قدمتها الشركات الأمريكية خلال تلك الفترة، فإن أداء "إس أند بي 500" سيتجاوز الذهب.

وحسبما ذكر "ماركت ووتش"، قال استراتيجيو "مورجان ستانلي" بقيادة "مايك ويلسون": باختصار يبدو أن المشاركين في السوق يتفقون مع أنه في عالم تقر فيه الحكومة دعم الاقتصاد من خلال الإنفاق المالي الضخم، فإن انخفاض الفائدة وأدوات السياسة النقدية الأخرى تكون مفيدة في دعم ذلك الإنفاق، ونتيجة لذلك تتراجع القوة الشرائية للدولار الأمريكي أكثر بكثير مما تشير إليه مقاييس التضخم التقليدية.

وأضافوا أنه على مدى السنوات الماضية، قام صناع السياسات بعمل رائع في تصميم واستخدام طرق إبداعية لتمويل الإنفاق الحكومي واسع النطاق، بما في ذلك العجز المسجل خلال العام الحالي حتى الآن الذي تجاوز 1.9 تريليون دولار.

وأشاروا إلى أن الذهب والعملات المشفرة وغيرها من أدوات التحوط ضد التضخم حققت أداءً جيدًا للغاية، في حين الأصول ذات الجودة المنخفضة والدورية مثل السلع الأساسية وأسهم الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة والعقارات التجارية كان أداؤها ضعيفًا.

تم التحديث في: الثلاثاء, 24 أيلول 2024 10:26
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول