أونصة الذهب تسجل مستويات قياسية جديدة مع تصاعد مخاوف الحرب التجارية والتضخم
ارتفعت أسعار الذهب العالمية إلى مستوى قياسي يوم الخميس، حيث لجأ المستثمرون إلى المعدن النفيس كملاذ آمن وسط مخاوف من أن خطط التعريفات الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم وإشعال حرب تجارية عالمية.
وقال تيم ووترر، كبير المحللين في "KCM Trade": "التوقعات غير الواضحة لكل من التجارة العالمية والتضخم تُعزز الذهب وتدفعه نحو مستوى 3,000 دولار".
منذ توليه منصبه، فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، و25% على الصلب والألمنيوم. وقال يوم الأربعاء إنه سيعلن عن تعريفات جديدة تشمل الأخشاب والسيارات وأشباه الموصلات والأدوية "خلال الشهر المقبل أو قبل ذلك".
وأظهر محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أن سياسات ترامب الأولية أثارت مخاوف بشأن التضخم، مما عزز قرار البنك المركزي بمواصلة التوقف المؤقت عن خفض أسعار الفائدة.
ورغم احتمالية تقليل عدد مرات خفض الفائدة هذا العام، لا يزال المشاركون في السوق متفائلين تجاه الذهب.
وقال تريفور ييتس، المحلل في "Global X": "الذهب استفاد وسيواصل الاستفادة من الطلب القوي في السوق الفعلية، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية القوية، وانتقال صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب من البيع إلى الشراء الجزئي".
يُنظر إلى الذهب كتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والتضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الأصول غير المدرة للعوائد.
وقال ووترر: "إذا نظرنا إلى المخاطر المحتملة التي قد تبطئ ارتفاع أسعار الذهب، فقد ينخفض الطلب على الملاذ الآمن إلى حد ما إذا اقترب اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا من التحقق".
وصف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" يوم الأربعاء، محذرًا من أنه يجب عليه التحرك بسرعة لإبرام السلام وإلا فإنه يخاطر بفقدان بلاده.
أداء أسعار الذهب والمعادن
الذهب عند التسوية أمس
انخفضت أسعار الذهب خلال تعاملات أمس الأربعاء، مع عمليات جني المستثمرين الأرباح، للاستفادة من تحقيق المعدن الأصفر مستويات قياسية مرتفعة، بدعم من الطلب على حيازة الأصول الآمنة.
وعند تسوية التداولات، تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 0.45% أو 12.9 دولار عند 2936.1 دولار للأوقية.
الذهب والدولار الآن
صعد سعر الذهب الفوري بنسبة 0.72% ليصل إلى 2,954.5 دولار للأوقية وارتفع الذهب بنسبة 12% منذ بداية العام، محققًا ذروة جديدة للمرة العاشرة بفعل مخاوف من تعريفات ترامب.
كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1.19% إلى 2,971.4 دولار يوم الخميس.
على الجانب الآخر، تراجعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.18% إلى 106.86 نقطة.
المعادن الأخرى
ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 1.0% ليصل إلى 33.02 دولار للأوقية، وزاد البلاتين بنسبة 0.4% إلى 976.00 دولار، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.63% إلى 996.7 دولار.
تصريحات الرئيس الأمريكي
قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إن إدارته تعتزم التأكد من حصر احتياطي الذهب الاستراتيجي المحتفظ به مستودعات "فورت نوكس".
ذكر "ترامب" في تصريحات صحفية على متن الطائرة الرئاسية أمس الأربعاء، أنه سيتم تفتيش مستودعات "فورت نوكس" للتأكد من وجود احتياطي الذهب هناك، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرج".
وأعرب "ترامب" عن أمله في أن يكون كل شيء على ما يرام، وأشار إلى أنه حال اكتشاف عدم وجود احتياطي الذهب هناك، فسوف يكون الأمر مثار غضب إدارته.
تحتفظ الولايات المتحدة بنحو نصف احتياطي الذهب الاستراتيجي في منشأة "فورت نوكس" العسكرية الواقعة بولاية كنتاكي، وتم نقله لهذا الموقع من نيويورك وفيلادلفيا في ثلاثينيات القرن الماضي لتقليص خطر تعرضه لهجمات أجنبية.
جاءت تصريحات "ترامب" على خلفية نقاشات في الأوساط العامة حول إمكانية تعديل وزارة الخزانة تقييم الاحتياطيات السيادية من الذهب وفق سعر السوق بالوقت الراهن.
وأفادت مصادر مطلعة في تصريحات لوكالة "بلومبرج" بأن مسألة إعادة تقييم احتياطي الذهب ليست ذات أهمية كبيرة لدى كبار مستشاري "ترامب" الاقتصاديين.
وفرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية و25% على الصلب والألمنيوم في وقت سابق من هذا الشهر. وعلاوة على ذلك، قال في الآونة الأخيرة إنه يعتزم فرض رسوم جمركية على السيارات "في حدود 25%" إلى جانب رسوم مماثلة على واردات أشباه الموصلات والأدوية.
وأظهر محضر أحدث اجتماع للسياسة لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) والذي نشر أمس الأربعاء أن الإجراءات الأولية المقترحة من جانب ترامب أثارت القلق بشأن ارتفاع التضخم ودعمت استمرار التوقف المؤقت لخفض أسعار الفائدة.
وأبقى المركزي الأميركي أسعار الفائدة القياسية في نطاق 4.25% - 4.50% في اجتماعه الشهر الماضي. ويؤكد المسؤولون منذ ذلك الحين أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى حتى يصبحوا أكثر يقينا من أن التضخم سينخفض نحو المعدل المستهدف عند 2%.
وعادة ما ينظر للذهب باعتباره وسيلة للتحوط ضد التضخم وفي أوقات المخاطر الجيوسياسية، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الأصول التي لا تدر عوائد.