ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية وسط ترقب البيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية
شهدت أسعار الذهب اليوم الخميس، السابع عشر من أكتوبر، ارتفاعًا ملحوظًا قبيل صدور بيانات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة، ومع انتظار الأسواق لقرار البنك المركزي الأوروبي بشأن معدلات الفائدة. هذه التطورات جاءت في ظل حالة من عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الأمريكية، إلى جانب توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى.
أسعار الذهب في الأسواق العالمية
تستمر أسعار الذهب العالمية في التحرك بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية، مدعومة بالتوترات السياسية والتوقعات المتزايدة بخفض الفائدة وأوضح كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى شركة "أواندا"، أن "المستثمرين يتجهون إلى الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات الأمريكية ففوز ترامب، على سبيل المثال، قد يدعم الذهب نظرًا لتوقع زيادة التوترات التجارية وتفاقم العجز في الميزانية."
ترقب البيانات الاقتصادية
من المتوقع أن تصدر لاحقًا اليوم بيانات هامة من الولايات المتحدة، تشمل مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي لشهر سبتمبر، بالإضافة إلى التقارير الأسبوعية عن طلبات إعانة البطالة. كما تنتظر الأسواق قرار البنك المركزي الأوروبي حول السياسة النقدية، وسط توقعات بخفض الفائدة، خاصة مع استمرار تباطؤ معدلات التضخم في منطقة اليورو.
أداء أسعار الذهب والمعادن الأخرى
سجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.37% ليصل إلى 2683 دولارًا للأوقية، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 2685.67 دولار. في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.28% لتسجل 2698 دولارًا.
على الجانب الآخر، سجل مؤشر الدولار الأمريكي استقرارًا عند 103.44 نقطة. أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد ارتفع سعر الفضة الفورية إلى 31.63 دولارًا للأوقية، وزاد البلاتين بنسبة 0.05% إلى 1026 دولارًا، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.1% إلى 1022.14 دولارًا للأوقية.
اقرأ أيضاً : ارتفاع النفط وسط انخفاض مفاجئ في المخزونات الأمريكية
أسباب ارتفاع أسعار الذهب
شهد الذهب أداءً قويًا خلال هذا العام، حيث ارتفعت أسعاره بشكل سريع لتسجل مستويات قياسية جديدة. فعلى سبيل المثال، كان الذهب في بداية العام يتم تداوله بأكثر من 2000 دولار للأوقية، لكنه اليوم يتجاوز 2650 دولارًا للأوقية وقد استغل المستثمرون الأوائل هذا الاتجاه التصاعدي لجني مكاسب كبيرة، حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
وبالنسبة للمستثمرين الذين لم يشتروا الذهب بعد، فإن الأسعار المرتفعة الحالية تمثل معضلة. يتردد الكثيرون في الشراء في وقت يقترب فيه السعر من أعلى مستوى قياسي وينتظرون بدلاً من ذلك على أمل أن تتراجع الأسعار، مما يسمح لهم بشراء الذهب بخصم. هذا النهج الحذر منطقي في نهج الاستثمار التقليدي.
فعلى الرغم من أن الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع هو القاعدة الذهبية ولكن في حالة الذهب، قد لا يكون الانتظار حتى تنخفض الأسعار قراراً حكيماً كما يبدو.
وعلى الرغم من أنه من المغري الانتظار حتى تنخفض الأسعار، فإن الواقع هو أن هذه الاستراتيجية مع الاستثمار في الذهب قد تكون محفوفة بالمخاطر خاصة في الوقت الحالي.
فهناك ثلاثة أسباب رئيسية، وفقًا لتقرير نشرته "CBS NEWS"، تجعل الانتظار غير منطقي:
أولاً، قد لا ينخفض سعر الذهب بشكل كبير. ثانياً، قد تكون محفظتك الاستثمارية عرضة للخطر بدون المعدن الأصفر. وأخيراً قد لا تدرك عوائد سريعة.
التوقعات المستقبلية للذهب
في ظل اتجاه البنوك المركزية حول العالم نحو تيسير السياسات النقدية وخفض أسعار الفائدة، من المتوقع أن يواصل الذهب قوته. فالمعدن الأصفر يُعتبر ملاذًا آمنًا في ظل الصراعات الجيوسياسية، كما أنه يقدم أداءً أفضل في بيئة الفائدة المنخفضة.
وتظهر توقعات سوق السبائك في لندن أن أسعار الذهب قد ترتفع إلى 2917.40 دولارًا للأونصة بنهاية أكتوبر من العام المقبل، مما يشير إلى ارتفاع بنسبة 10% عن المستويات الحالية.
ويرى أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية لدى "Saxo Bank"، أن العوامل الرئيسية التي تدعم الذهب تشمل المخاوف من عدم الاستقرار المالي، جاذبية الملاذ الآمن، التوترات الجيوسياسية، وإلغاء الدولرة، بالإضافة إلى خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية.
يبقى الذهب الخيار المفضل للمستثمرين في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة والتوترات السياسية، وهو مرشح لمواصلة الارتفاع إذا استمرت هذه الظروف. سواء كنت مستثمرًا حاليًا أو تفكر في دخول السوق، فإن متابعة التطورات الاقتصادية العالمية والقرارات المتعلقة بالسياسات النقدية أمر بالغ الأهمية.