الذهب يصعد لمستويات قياسية وسط تفاؤل حيال خفض الفائدة الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في التعاملات الآسيوية اليوم الأربعاء، لتواصل سلسلة قوية من المكاسب الأخيرة وسط تزايد التفاؤل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

وسجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق بدفعة من تزايد الآمال بشأن خفض محتمل للفائدة في الولايات المتحدة في سبتمبر أيلول بعد تصريحات صدرت مؤخرا عن مسؤولين في الفدرالي الأميركي.

ارتفعت أسعار الذهب بعدما عززت تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول مبررات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، بينما يترقب المستثمرون المزيد من البيانات الاقتصادية الأميركية لمؤشرات أخرى حول السياسة النقدية.

وتتوقع الأسواق حاليا خفض المركزي الأمريكي للفائدة بنحو 25 نقطة أساس على الأقل في سبتمبر أيلول. وتزيد جاذبية الذهب عندما تتراجع أسعار الفائدة.

أسعار الذهب اليوم

استقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2468.55 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0456 بتوقيت جرينتش بعد أن وصل لذروة قياسية بلغت 2482.29 دولار.

وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3% إلى 2474.50 دولار وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 1.1% إلى 31.04 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 999.91 دولار، وزاد البلاديوم 0.8 بالمئة إلى 967.06 دولار.

آراء المحللين حول أسعار الذهب

وعبرت أدريانا كوجلر محافظة المركزي الأمريكي أمس الثلاثاء عن تفاؤل حذر فيما يتعلق بعودة التضخم للنسبة المستهدفة التي تبلغ 2%.

وقال يب جون رونغ استراتيجي السوق في "آي.جي": "واصل باول وضع الأساس لخفض الفائدة القادم، وترجح الأسواق تماما الآن خفض سعر الفائدة في سبتمبر مما قد يبقي المعنويات حيال أسعار الذهب مدعومة جيدا في الفترة التي تسبق الخفض".

ورأى ريكاردو إيفانغيليستا من مؤسسة "أكتيف تريدز" أن الذهب يستفيد "من ضعف الدولار وانخفاض عائدات سندات الخزانة"، وهي الأصول المنافسة للذهب، بعد نشر بيانات الأسبوع الماضي تؤكد أن التضخم في الولايات المتحدة يتراجع إلى مستويات قريبة من تلك المأمولة.

وقال المحلل لدى "سيتي إندكس"، فؤاد رزاق زاده: "ليس هناك شك في أن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب يمكن أن يعزى جزئيا على الأقل إلى انخفاض الدولار وانخفاض عائدات السندات، وذلك بفضل البيانات الأميركية الأضعف من المتوقع والانخفاض غير المتوقع إلى 3 بالمئة في تضخم أسعار الاستهلاك في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي"وأن الذهب لا يزال ملاذا آمنا بفضل حفاظه على قيمته.

وقال باول إن قراءات التضخم الأميركية الثلاث خلال الربع الثاني من هذا العام "تزيد إلى حد ما الثقة" في أن وتيرة زيادات الأسعار تعود إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي بطريقة مستدامة، وهي تصريحات تشير إلى أن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون بعيدا.

وعندما تنخفض أسعار الفائدة، عادة ما تزداد جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدا ويترقب المستثمرون بيانات مبيعات التجزئة الأميركية المقرر صدورها في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، اليوم الثلاثاء وتعليقات مسؤولين آخرين بالاحتياطي الاتحادي لمزيد من الدلائل.

وتضع الأسواق في الحسبان احتمالات بنسبة 93 بالمئة بأن يخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة في سبتمبر ويُنظر إلى الذهب على أنه أداة للتحوط في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية، وعادة ما تزيد جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عوائد عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة.

قال "جيروم باول" رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كلمة أمام النادي الاقتصادي بواشنطن، إن المصرف لن ينتظر تراجع التضخم لمستوى 2% المستهدف، وذلك بسبب تأخر انتقال آثار التشديد النقدي في السابق للاقتصاد.

وأدت هذه التصريحات إلى رفع توقعات تخفيض الفيدرالي للفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل إلى 87.6% مقارنة بـ 70.2% قبل أسبوع من الآن، في حين تتوقع الأسواق بنسبة 91.2% تثبيت الفائدة في اجتماع 31 من يوليو الجاري.