- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- أسعار الذهب تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بعد تجدد فرص خفض الفائدة الأميركية خلال عام 2025
أسعار الذهب تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بعد تجدد فرص خفض الفائدة الأميركية خلال عام 2025
شهدت أسعار الذهب تحركات ضمن نطاق ضيق خلال التعاملات المبكرة ليوم الجمعة، لكنها تمكنت من الحفاظ على مسارها نحو تحقيق مكاسب أسبوعية للمرة الثالثة على التوالي هذه المكاسب تعكس تفاعل السوق مع بيانات اقتصادية أميركية حديثة تدعم احتمالية استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025.
أداء الذهب وتأثير البيانات الاقتصادية
ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من شهر، مدفوعة بانخفاض العوائد على سندات الخزانة الأميركية جاء هذا الانخفاض نتيجة لبيانات ضعيفة صدرت عن سوق العمل الأميركي، حيث أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية يوم الخميس زيادة طلبات إعانة البطالة خلال الأسبوع المنتهي في 11 يناير/كانون الثاني إلى 217 ألف طلب، بعد التعديل الموسمي. الرقم تجاوز توقعات السوق البالغة 210 آلاف طلب، وارتفع عن مستوى الأسبوع السابق الذي سجل 203 آلاف طلب.
إضافة إلى ذلك، ساهمت قراءة ضعيفة لمؤشر أسعار المستهلك الأساسي في تعزيز الآمال باتباع الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أكثر تيسيراً خلال العام الجاري. هذه القراءة أثرت على توقعات السوق وأدت إلى تزايد الرهانات على مزيد من تخفيض أسعار الفائدة، وهو ما يدعم عادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
أسعار الذهب اليوم
تراجعت أونصة الذهب في المعاملات الفورية عند 2712 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 10:30 بتوقيت تركيا، ليحوم قرب أعلى مستوى في أكثر من شهر الذي سجله الخميس وزاد الذهب نحو واحد بالمئة حتى الآن هذا الأسبوع وانخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.30 بالمئة إلى 2,742 دولار للأونصة.
تراجع مؤشرات المعادن النفيسة الأخرى
بينما استفاد الذهب من الظروف الاقتصادية الراهنة، تراجعت أسعار المعادن النفيسة الأخرى. انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.51% لتصل إلى 30.65 دولار للأونصة، لكنها تمكنت من تحقيق مكاسب أسبوعية بأكثر من 1%.
أما البلاديوم والبلاتين، فقد شهدت أسعارهما انخفاضاً بنسبة 0.45% و0.09% على التوالي، حيث بلغ سعر البلاديوم 946.5 دولار للأونصة، فيما سجل البلاتين 940.3 دولار للأونصة. ومع ذلك، يتجه المعدنان إلى تسجيل خسائر أسبوعية في ظل ضعف الطلب الصناعي عليهما مقارنة بالذهب.
تصريحات تدعم توقعات خفض الفائدة
في سياق متصل، جاءت تصريحات مسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتؤكد أن خفض أسعار الفائدة لا يزال مطروحاً على الطاولة. صرّح كريستوفر والر، أحد المسؤولين في المجلس، بأن خفض أسعار الفائدة ثلاث أو أربع مرات هذا العام يظل احتمالاً وارداً إذا استمرت البيانات الاقتصادية في إظهار علامات ضعف.
هذه التصريحات زادت من التوقعات بأن السياسات النقدية المستقبلية ستدعم الذهب وتقلل من جاذبية الأصول ذات العائد.
إلى جانب ذلك، أكد أليكس إبكاريان، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة Allegiance Gold، أن بيانات طلبات البطالة الأخيرة كانت أعلى من المتوقع، ما يعكس ضعفاً في سوق العمل. وأشار إبكاريان إلى أن تراجع العائدات على سندات الخزانة الأميركية يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
العائدات على السندات القياسية لأجل 10 سنوات انخفضت إلى أدنى مستوى لها خلال أكثر من أسبوع، متأثرة ببيانات مبيعات التجزئة الأميركية وطلبات إعانة البطالة وأسعار الواردات.
دور التضخم في تعزيز مكاسب الذهب
لعبت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي دوراً محورياً في دعم ارتفاع أسعار الذهب. أظهرت البيانات ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، مقارنة بزيادة بلغت 0.3% خلال الأشهر الأربعة السابقة هذا التباطؤ النسبي في التضخم أحيى الآمال بأن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل تخفيف سياسته النقدية، وهو ما يدعم سوق الذهب.
وتُظهر التوقعات في الأسواق أن خفض الفائدة قد يصل إلى 37 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، مقارنة بـ 31 نقطة أساس كانت متوقعة قبل صدور بيانات التضخم الأخيرة. هذا التغيير في التوقعات يعزز من احتمالية استمرار مكاسب الذهب على المدى الطويل.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب
بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية، لعبت التوترات الجيوسياسية دوراً بارزاً في زيادة الطلب على الذهب. شهد قطاع غزة غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 77 شخصاً على الأقل، وذلك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
تاريخياً، يُعد الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات الأزمات الجيوسياسية، حيث يتزايد الطلب عليه مع تصاعد حالة عدم اليقين. هذا ما جعل المعدن النفيس يحظى بزخم إضافي خلال الفترة الحالية.
مستقبل الذهب في ظل المعطيات الراهنة
وفقاً لهان تان، كبير محللي السوق في مجموعة Exinity، فإن الذهب سيستفيد من بيئة داعمة في الأشهر المقبلة طالما استمرت الأسواق في توقع خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية وضعف البيانات الاقتصادية، من المتوقع أن يحافظ الذهب على مكانته كأحد أهم الأصول الاستثمارية الآمنة.
الخلاصة : تعكس التحركات الحالية في سوق الذهب تفاعلاً مع مجموعة معقدة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية من البيانات الضعيفة لسوق العمل الأميركي إلى توقعات خفض الفائدة، مروراً بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تبدو الظروف مواتية لاستمرار جاذبية الذهب كملاذ آمن واستثمار استراتيجي. ومع وجود توقعات بتيسير السياسة النقدية واستمرار حالة الغموض الجيوسياسي، يُتوقع أن يواصل الذهب أداءه الإيجابي خلال عام 2025.