- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- أسعار الذهب قرب 3,300 دولار للأونصة وسط تصاعد التوترات التجارية وتحذيرات من إنفيديا
أسعار الذهب قرب 3,300 دولار للأونصة وسط تصاعد التوترات التجارية وتحذيرات من إنفيديا

قفزت أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة خلال جلسات التداول الآسيوية يوم الأربعاء، متجاوزة حاجز 3,300 دولار للأونصة يأتي هذا الصعود القياسي وسط تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تحذير شركة إنفيديا من خسائر متوقعة بسبب القيود الأمريكية على صادرات الرقائق، مما أثار موجة من تجنب المخاطر في الأسواق ودعم الطلب على الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب.
الذهب يسجل رقماً قياسياً جديداً
سجل الذهب ارتفاعاً قياسياً خلال تداولات يوم الأربعاء، حيث وصل إلى مستويات لم يتم بلوغها من قبل. وجاء هذا الارتفاع في ظل استمرار الطلب القوي على الملاذات الآمنة نتيجة حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق العالمية، خاصةً بسبب التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين، والتحذير المالي الصادر من شركة إنفيديا الأمريكية الرائدة في تصنيع الرقائق.
البيئة العالمية المضطربة دفعت المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والسندات، واللجوء إلى الذهب كأداة للتحوط من المخاطر.
تحذيرات إنفيديا بسبب القيود الأمريكية على صادرات الرقائق
في تطور آخر أثار قلق المستثمرين، حذرت شركة إنفيديا (Nvidia)، التي تُعد من أبرز شركات تصنيع الرقائق في العالم، يوم الثلاثاء من أنها تتوقع انخفاضًا في القيمة يُقدّر بـ5.5 مليار دولار من أرباحها خلال الربع الأول، وذلك بسبب القيود الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين.
هذه القيود قد تؤدي إلى منع إنفيديا وغيرها من صانعي الرقائق من بيع منتجاتهم إلى السوق الصينية، التي تُعد واحدة من أكبر الأسواق العالمية للرقائق الإلكترونية.
وقد أدت هذه التحذيرات إلى خسائر حادة في العقود المستقبلية للأسهم الأمريكية بعد إغلاق السوق، كما شهدت أسهم التكنولوجيا الرئيسية في الأسواق الآسيوية تراجعاً كبيراً، في ظل مخاوف من أن تشكل هذه التطورات بداية موجة جديدة من التوترات التجارية والتقنية بين واشنطن وبكين.
من جهة أخرى، فإن هذه القيود تهدد كذلك بإبطاء جهود الصين في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد تدفع بكين إلى اتخاذ إجراءات انتقامية إضافية ضد الشركات الأمريكية.
تصاعد الحرب التجارية الأمريكية الصينية
ارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد، مدفوعاً بشكل أساسي بتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث تواصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيدها للحرب التجارية ضد الصين. وقد أعلن ترامب هذا الأسبوع عن نية فرض رسوم جمركية إضافية على عدد من السلع الصينية، تشمل الإلكترونيات والمستحضرات الصيدلانية.
كما كشفت التصريحات الرسمية عن إمكانية فرض رسوم جمركية منفصلة على واردات الإلكترونيات، وهو ما أدى إلى رفع حدة المخاوف في السوق، خاصة مع اقتراب الإعلان الرسمي عن رسوم جمركية جديدة على المنتجات الصيدلانية.
وفي خطوة تصعيدية كبيرة، أعلنت إدارة ترامب فرض رسوم جمركية تراكمية بنسبة 145% على مجموعة من السلع الصينية. ولم تتأخر بكين في الرد، حيث قامت بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على الواردات القادمة من الولايات المتحدة.
ورغم أن البيت الأبيض أعلن لاحقًا أن الإلكترونيات ستكون معفاة من الرسوم المفروضة على الصين، بالإضافة إلى تقديم إعفاء مدته 90 يومًا من الرسوم الجمركية لبعض الدول الأخرى، إلا أن حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسات التجارية الأمريكية تركت الأسواق في حالة ترقب دائم، ودعمت بشكل مباشر الإقبال على الذهب كأداة تحوط تقليدية.
ضعف الدولار الأمريكي يعزز ارتفاع الذهب
الذهب استفاد أيضاً من تراجع قيمة الدولار الأمريكي، حيث تخلى العديد من المستثمرين عن سندات الخزانة الأمريكية وسط حالة متزايدة من القلق بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي في ظل إدارة الرئيس ترامب.
الابتعاد عن السندات الحكومية زاد من الضغط على العملة الأمريكية، مما جعل الذهب أرخص نسبياً للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى، وبالتالي زاد الطلب العالمي عليه.
أداء أسعار الذهب اليوم : أرقام قياسية جديدة
شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً، حيث:
-
ارتفع الذهب الفوري (spot gold) بنسبة 2.06% إلى مستوى قياسي بلغ 3,294 دولارًا للأونصة.
-
كما ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر يونيو إلى ذروة جديدة عند 3,311.0 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى تسجله عقود الذهب حتى الآن.
هذا الأداء القوي يعكس التحول الحاد في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ويشير إلى أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته التقليدية كملاذ آمن.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
في ظل تزايد تجنب المخاطر، سجلت المعادن النفيسة الأخرى أداءً متفاوتاً:
-
العقود الآجلة للبلاتين تراجعت بنسبة 0.1% إلى 968.95 دولارًا للأونصة.
-
في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 1.27% لتصل إلى 32.70 دولارًا للأونصة، مدعومة بالطلب المتزايد على الأصول البديلة.
هذا الأداء يعكس التباين في مستويات الطلب على المعادن المختلفة، بناءً على خصائص كل منها ومدى استخدامها في الصناعة مقابل دورها كأداة استثمارية.
تراجع النحاس رغم نمو الاقتصاد الصيني
على صعيد المعادن الصناعية، تراجعت أسعار النحاس رغم صدور بيانات قوية من الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنحاس عالميًا. حيث أظهرت البيانات تسجيل نمو أقوى من المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي الصيني خلال الربع الأول.
إلا أن التفاؤل المؤقت بشأن أداء الاقتصاد الصيني تلوث بتوقعات تشير إلى احتمال تسجيل تباطؤ في النمو خلال الفصول المقبلة، بفعل تصاعد تداعيات الحرب التجارية المستمرة.
وقد تراجعت أسعار النحاس على النحو التالي:
-
انخفضت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.6% إلى 9,108.85 دولارًا للطن.
-
كما هبطت العقود الآجلة للنحاس الأمريكي بنسبة 0.5% لتسجل 4.5920 دولارًا للرطل.
البنوك الكبرى لا تزال متفائلة حيال مستقبل الذهب
رغم جميع التحديات والتقلبات، تواصل المؤسسات المالية الكبرى الإعراب عن تفاؤلها بشأن آفاق الذهب خلال الفترة القادمة. حيث يواصل المستثمرون تعزيز حيازاتهم من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs)، كما تواصل البنوك المركزية حول العالم شراء المعدن الأصفر في إطار تعزيز احتياطاتها.
وقد أصدر بنك غولدمان ساكس (Goldman Sachs) توقعات تشير إلى إمكانية ارتفاع أسعار الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2026، مدفوعة بالطلب المستمر والتوترات الجيوسياسية والمخاوف من الركود الاقتصادي العالمي.
توقعات غولدمان ساكس لسعر الذهب
قامت مجموعة غولدمان ساكس إنك برفع توقعاتها لسعر الذهب إلى 3,700 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يُعد ثالث تعديل صعودي لتقديراتها خلال العام الجاري. ففي شهر مارس الماضي،
رفعت المجموعة الاستثمارية الشهيرة تقديرها لسعر الذهب في 2025 إلى 3,300 دولار للأونصة، قبل أن تعود وتحدثه مجدداً في ظل التطورات الاقتصادية العالمية الأخيرة.
وحذرت المجموعة من سيناريوهات أكثر تطرفاً، مشيرة إلى أنه في حالة تفاقم المخاطر القصوى، فقد يصل سعر الذهب إلى 4,500 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025.
الذهب يتفوق في بيئة اقتصادية وجيوسياسية مضطربة
الارتفاع المستمر في أسعار الذهب يعكس إدراك المستثمرين المتزايد لأهمية المعدن النفيس كأداة تحوط قوية ضد عدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي. وخلال العام الجاري وحده، ارتفع الذهب بأكثر من 24%، وسجل مستويات قياسية متعددة، ما يعزز مكانته كأحد أفضل الأصول أداءً في الأسواق المالية.