أسعار الذهب تستقر لكنها تتجه نحو أسوأ أداء أسبوعي منذ ثلاث سنوات وسط ارتفاع الدولار
شهدت أسعار الذهب اليوم الجمعة استقراراً نسبياً، إلا أنها تقترب من إنهاء الأسبوع بأداء يعد الأسوأ خلال أكثر من ثلاث سنوات. يأتي هذا التراجع بفعل الارتفاع المستمر في قيمة الدولار، والذي يمارس ضغوطاً كبيرة على أسعار الذهب، لا سيما بعد تصريحات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول توقعات محدودة لخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
أسعار الذهب اليوم
تراجعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية إلى 2,563 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 10:45 بتوقيت تركيا. وقد تكبد المعدن الأصفر خسارة تجاوزت نسبة 4% منذ بداية الأسبوع، حيث بلغ أدنى مستوياته خلال الشهرين الأخيرين في جلسة سابقة. هذا الانخفاض يأتي بفارق يتجاوز 220 دولاراً عن ذروته القياسية التي حققها الشهر الماضي.
وفيما يخص العقود الآجلة، انخفضت العقود الأمريكية للذهب بنسبة 0.19% لتصل إلى 2,568 دولاراً للأوقية، مما يعكس ضعف أداء الذهب وتراجعه المتواصل على مدار الأسبوع.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
بينما شهد الذهب تراجعاً، أظهرت المعادن النفيسة الأخرى أداءً متفاوتاً، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% لتسجل 30.52 دولاراً للأوقية، في حين صعد البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 940.68 دولاراً، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 946.00 دولاراً. ورغم هذا التحسن الطفيف، تتجه المعادن الثلاثة إلى إنهاء الأسبوع بخسائر عامة، متأثرة بتداعيات ارتفاع الدولار.
ارتفاع الدولار وتأثيره على الذهب
يواصل الدولار الأمريكي مسيرته الصعودية منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأخيرة. وقد أدى هذا الارتفاع إلى زيادة تكلفة الذهب بالنسبة للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى وعلق "فؤاد رزاق زاده"، محلل السوق لدى فوركس دوت كوم، بأن انخفاض الذهب يعكس التوقعات بمزيد من التشديد في السياسة النقدية الأمريكية خلال عام 2025 تحت قيادة ترامب.
تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب
أسعار الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي لا يدر عائداً. وقد أدت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى تقليص التوقعات بخفض الفائدة في ديسمبر، خاصة بعد تأكيده على الأداء الاقتصادي الأمريكي "الجيد بشكل استثنائي"، مما يدعم قرارات الاحتياطي الفيدرالي بعدم التعجل في تخفيض الفائدة.
أداء الذهب بعد الانتخابات
سجل الذهب انخفاضاً بنسبة 8% منذ وصوله إلى أعلى مستوى قياسي له في 31 أكتوبر، حيث تسارعت وتيرة التراجع بعد إعلان فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي. وقد وصل مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ عامين، مع توقعات بأن تعزز رئاسة ترامب النمو الاقتصادي وتزيد أرباح الشركات، إلا أن هذا الارتفاع في قيمة الدولار يجعل السلع المقومة به، ومنها الذهب، أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين.
عوامل دعم الذهب
على الرغم من الأداء السلبي الأخير، إلا أن الذهب لا يزال محققاً مكاسب سنوية تتجاوز 20% حتى الآن. هذه المكاسب مدعومة بعدة عوامل رئيسية، تشمل:
- سياسات التيسير النقدي للاحتياطي الفيدرالي.
- شراء البنوك المركزية للذهب كجزء من احتياطياتها.
- المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة، التي تدفع الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
التضخم وبيانات المنتجين
أظهرت بيانات اقتصادية صادرة يوم الخميس ارتفاعاً في أسعار المنتجين بالولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر، مما يعزز التوقعات بإيقاف تراجع التضخم في الأشهر القادمة. وينتظر المستثمرون بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم، إلى جانب تصريحات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تقدم إشارات إضافية حول مستقبل السياسة النقدية واتجاهات الأسعار.
ختاماً، تستمر التطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة، لاسيما توقعات السياسة النقدية، في التأثير على حركة الذهب والعملات والمعادن النفيسة الأخرى، ومن المرجح أن تشهد الأسواق العالمية تذبذباً أكبر مع توالي البيانات والتصريحات من المسؤولين الفيدراليين خلال الفترة المقبلة.