ارتفاع أسعار الذهب وسط توقعات خفض الفائدة الفيدرالية وتوترات جيوسياسية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الإثنين، مدعومةً ببيانات التضخم الأمريكية الصادرة في الأسبوع الماضي، والتي عززت توقعات المستثمرين بشأن توجه الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل في ظل هذه المعطيات، يواصل الذهب دوره كملاذ آمن للمستثمرين. ومع ذلك، يواجه المعدن ضغوطًا مع ارتفاع الدولار والتضخم الأمريكي.

سعر الذهب اليوم

ارتفع السعر الفوري للذهب بنسبة 0.37%، ليصل إلى 2665.5 دولار للأونصة كما صعدت العقود الآجلة للمعدن النفيس تسليم ديسمبر بنسبة 0.14% إلى 2680.9 دولار للأونصة، وذلك في تمام الساعة 9:26 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة.

 

استفاد الذهب من تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تجتاح العالم، حيث حقق المعدن أرباحًا أسبوعية بلغت 0.14% بنهاية الأسبوع الماضي واستمر في تحقيق المكاسب في أولى تداولات الأسبوع الجديد يوم الإثنين، مدعومًا بدوره التقليدي كملاذ آمن خلال أوقات الاضطرابات.

تأثير قوة الدولار على مكاسب الذهب

رغم الارتفاع الذي حققه الذهب، حدّ ارتفاع الدولار الأمريكي من توسيع مكاسب المعدن الأصفر فقد ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 103 نقاط، ما جعله يستقر بالقرب من أعلى مستوياته في شهرين التي سجلها الأسبوع الماضي.

توقعات السوق بشأن تخفيض الفائدة الفيدرالية

وفقًا لأداة "فيدواتش" التابعة لمجموعة "سي إم إي"، يتوقع المتداولون الآن بنسبة 89% أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر المقبل، بينما يرى 11% فقط أن الفائدة ستبقى دون تغيير.

 

تتجه أنظار الأسواق إلى تصريحات مسؤولي الفيدرالي المنتظرة في وقت لاحق اليوم للحصول على إشارات إضافية حول السياسة النقدية المقبلة، بالإضافة إلى بيانات مبيعات التجزئة التي ستصدر يوم الخميس.

 

اقرأ أيضاً : أسعار النفط تتراجع بفعل مخاوف بشأن الطلب على الخام من جانب الصين

تصاعد التوترات في شرق آسيا

في هذا السياق، شنّت الصين تدريبات عسكرية في مناطق مختلفة حول مضيق تايوان، في محاولة لتهديد أي حركات انفصالية داخل الجزيرة. وردت وزارة الدفاع التايوانية بأنها أرسلت قوات للرد على هذه التحركات، بهدف حماية سيادة تايوان وحريتها.

تصاعد الأوضاع في الشرق الأوسط

أما في الشرق الأوسط، فقد اشتدت حدة التوترات مع إطلاق حزب الله اللبناني صواريخ وقذائف مدفعية على القوات الإسرائيلية، التي حاولت التوغل في جنوب لبنان. هذا التصعيد أثار مخاوف من امتداد الصراع في المنطقة إلى نطاق أوسع، مما قد يؤثر على استقرار الأسواق.

ضغوط هبوطية بسبب التضخم الأمريكي

في الوقت ذاته، واجه الذهب ضغوطًا بسبب التغير في توقعات المستثمرين بشأن السياسة النقدية الأمريكية. أظهرت بيانات التضخم الصادرة الأسبوع الماضي ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بنسبة 1.8% لشهر سبتمبر، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى 1.6%.

 

كما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأساسي بنسبة 2.8% على أساس سنوي، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى 2.7%.

أثر التضخم على السياسة النقدية وسعر الدولار

أثارت هذه البيانات مخاوف بشأن إمكانية ارتفاع التضخم مرة أخرى، مما قد يؤدي إلى تقليص توقعات تخفيض الفائدة في الولايات المتحدة. هذا السيناريو قد يدعم ارتفاع الدولار، وبالتالي يُضعف أسعار الذهب، نظرًا لأن ارتفاع العملة الأمريكية عادةً ما يقلل من الطلب على الذهب المقوم بالدولار.

التوقعات المستقبلية للذهب

في ظل هذه المعطيات، يبقى التركيز على تصريحات الفيدرالي الأمريكي وتطورات الأحداث الجيوسياسية التي قد تلعب دورًا كبيرًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب في الفترة المقبلة من المتوقع أن يستمر الذهب في استقطاب الطلب كملاذ آمن، خاصةً في حال استمرار التصعيد الجيوسياسي وتزايد الضغوط التضخمية.

تم التحديث في: الاثنين, 14 تشرين الأول 2024 13:53
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول