أونصة الذهب تواصل الارتفاع ترقبًا لبيانات التضخم وتوقعات بخفض الفائدة الأميركية
حافظت أسعار الذهب على مكاسبها التي بدأت منذ ثلاثة أيام، مدعومة بتوقعات السوق بشأن قرارات السياسة النقدية الأميركية المقبلة، حيث يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأميركية التي ستسهم في تشكيل مسار أسعار الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر الأسبوع المقبل.
أسعار الذهب
شهدت أونصة الذهب ارتفاعًا في السوق الفورية لتتداول لفترة وجيزة فوق 2700 دولار، مستفيدة من مكاسب بلغت أكثر من 2% خلال الجلسات الثلاث الأخيرة. تأتي هذه الزيادة في ظل تسعير الأسواق احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة تجاوزت 70%، وفقًا لتقديرات السوق.
عادةً ما تدعم بيئة معدلات الفائدة المنخفضة أسعار الذهب، حيث إنه أصل لا يدر عوائد، ما يجعله أكثر جاذبية في ظل انخفاض تكاليف الاقتراض.
أداء قياسي للذهب خلال العام
حقق الذهب خلال شهر أكتوبر الماضي أعلى مستوى له على الإطلاق، متجاوزًا حاجز 2790 دولارًا للأونصة. جاء هذا الأداء مدعومًا بعوامل رئيسية منها:
- تحولات السياسة النقدية: تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة التيسير النقدي بعد فترة من التشديد.
- زيادة الطلب الاستثماري: تصاعد الإقبال على شراء الذهب كملاذ آمن، لا سيما مع زيادة مشتريات البنوك المركزية.
- عوامل فنية إيجابية: ارتفاع أحجام التداول، واستمرار العقود الآجلة في الخروج من مرحلة التراكم إلى موجة صعودية قوية.
بيانات السوق الحالية
حتى الساعة 10:00 صباحًا بتوقيت تركيا، سجل سعر الذهب في السوق الفورية 2695 دولارًا للأونصة، محققًا مكاسب بنسبة 1.3% خلال جلسة يوم الثلاثاء. كما ارتفع سعر الفضة إلى 32 دولارًا للأونصة، بينما ظلت أسعار البلاتين والبلاديوم مستقرة.
بيانات التضخم الأميركية
تتجه أنظار المستثمرين نحو بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي لشهر نوفمبر، المتوقع أن تظهر ارتفاعًا بنسبة 0.3%. تُعد هذه البيانات أساسية لتحديد اتجاه السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، حيث يرى بعض المحللين أنها قد تمهد الطريق لخفض الفائدة الأسبوع المقبل.
صرّح كايل رودا، محلل الأسواق المالية في شركة "كابيتال دوت كوم"، قائلاً: "إذا جاءت بيانات التضخم متوافقة مع التوقعات، فإن ذلك سيمنح الفيدرالي الضوء الأخضر للبدء في تخفيف أسعار الفائدة، مما سيشكل حافزًا إضافيًا لارتفاع الذهب".
السياسة النقدية ومستقبل الفائدة الأميركية
تتجه توقعات الاقتصاديين نحو خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم يوم 18 ديسمبر، مع احتمالات توقف مؤقت في القرارات خلال يناير المقبل. هذه التوقعات مبنية على استقرار التضخم عند مستويات مقبولة، وتراجع القلق بشأن مخاطره.
الذهب كملاذ آمن في الأوقات العصيبة
لطالما كان الذهب يُعتبر ملاذًا استثماريًا آمنًا خلال الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية. وقد ساعدت الظروف الحالية، مثل التوترات العالمية وتيسير السياسات النقدية، على تعزيز مكانة الذهب في الأسواق. ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 31% منذ بداية العام 2024، ما يجعله في طريقه لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ عام 2010.
من أبرز العوامل التي دعمت أسعار الذهب:
- شراء البنوك المركزية: استأنف بنك الشعب الصيني عمليات شراء الذهب بعد توقف دام ستة أشهر، مما عزز الطلب العالمي.
- الأزمات الجيوسياسية: التوترات في الشرق الأوسط، وعمليات القصف في سوريا، إضافة إلى أحداث أخرى مثل التحقيقات في كوريا الجنوبية، كلها دفعت المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن.
توقعات مستقبلية للذهب
أعربت مجموعة "غولدمان ساكس" عن تفاؤلها بشأن مستقبل الذهب، مؤكدةً إمكانية وصول الأسعار إلى 3,000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، حتى مع استمرار قوة الدولار.
وسط ترقب بيانات التضخم الأميركية وتوقعات خفض أسعار الفائدة، يواصل الذهب تسجيل مكاسب قوية مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية. يعتبر الذهب اليوم خيارًا آمنًا للمستثمرين، حيث إن الطلب عليه لا يزال قويًا، ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه خلال السنوات القادمة، مع إمكانية تحقيق مستويات قياسية جديدة في ظل بيئة داعمة.