الذهب يسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ خمسة أشهر بضغط من ارتفاع الدولار الأمريكي
سجلت أسعار الذهب أسوأ أداء أسبوعي في أكثر من خمسة أشهر، حيث تأثرت بارتفاع قيمة الدولار، في ظل تزايد التساؤلات حول تداعيات السياسة النقدية الأمريكية، والتغيرات السياسية التي قد ترافق عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في هذا السياق، يترقب المستثمرون توجهات الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة وتأثيراتها على الأسواق.
سعر الذهب اليوم
تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 2684.03 دولار للأونصة، كما سجل انخفاضاً أسبوعياً بلغ 1.8% كذلك، هبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% لتستقر عند 2694.80 دولار، مما يعكس حالة من عدم اليقين والضغوطات التي يواجهها المعدن الأصفر في الأسواق العالمية.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعات ملحوظة في السوق الفورية، حيث انخفضت الفضة بنسبة 2.34% إلى 31.29 دولار للأونصة، كما تراجع البلاتين بنسبة 2.06% ليصل إلى 978.5 دولار، وهبط البلاديوم بنسبة 2.79% إلى 992.20 دولار هذه الانخفاضات تشير إلى اتجاه هبوطي عام للمعادن، وقد تكبدت هذه المعادن خسائر أسبوعية.
أداء الذهب وتوقعات 2024
من المتوقع أن يكون الذهب أحد الأصول البارزة في 2024، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 33% حتى الآن هذا العام، وسجل الذهب أعلى مستوى تاريخي له عند 2790.15 دولاراً للأوقية في نهاية أكتوبر، مدفوعاً بتراجع أسعار الفائدة والتوترات السياسية المتزايدة.
سياسات الاحتياطي الفيدرالي
خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يوم الخميس، سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكن مع تأكيده على اتباع نهج حذر في اتخاذ المزيد من إجراءات التيسير النقدي. وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول مسار السياسة النقدية، خاصةً في ضوء احتمالية عودة ترامب للرئاسة، حيث يتوقع البعض أن يؤدي هذا إلى تعديل وتيرة خفض الفائدة بسبب سياساته الاقتصادية التي تعتمد على فرض الرسوم الجمركية وزيادة العجز المالي، وهو ما قد يُعد تضخمياً ويؤثر إيجابياً على الذهب.
تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي
أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، أن نتائج الانتخابات الرئاسية لن يكون لها تأثير مباشر "قصير المدى" على قرارات السياسة النقدية، مما يضيف مزيداً من الوضوح، لكنه لا يلغي المخاوف المرتبطة بتوجهات الاقتصاد الأمريكي المستقبلية وتأثيراتها على الذهب.
اقرأ أيضاً : الدولار يحقق مكاسب أسبوعية والعملات المشفرة تشهد ارتفاعاً جماعياً بعد فوز ترامب
آراء المحللين حول مستقبل الذهب
- يرى هان تان، كبير محللي السوق لدى "إكسينيتي جروب"، أن أي تراجع في توقعات خفض الفائدة قد يدفع أسعار الذهب فوق مستوى 2700 دولار في السوق الفورية.
- بدوره، أشار سوني كوماري، محلل استراتيجيات السلع في ANZ، إلى أن تزايد الغموض بشأن مسار الفائدة الأمريكية قد ساهم في تراجع الذهب مؤخراً، حيث كانت السوق تنتظر محفزاً إضافياً لبدء عمليات البيع .
- أوضح هوغو باسكال، تاجر معادن ثمينة في InProved، أن الذهب شهد ارتفاعاً خلال ولاية ترامب الأولى، وأن سياساته الاقتصادية التي تعتمد على العجز المالي وفرض الرسوم قد تدفع الذهب للارتفاع مجدداً.
مجلس الذهب العالمي
أكد مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب المدعومة مادياً سجلت تدفقات إيجابية للشهر السادس على التوالي في أكتوبر، مما يعكس تزايد الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية غير المستقرة ويعد هذا التحول في التدفقات علامة فارقة، حيث تحولت التدفقات منذ بداية العام إلى إيجابية لأول مرة هذا العام بعد فترة طويلة من التدفقات الخارجة.
دعم الطلب من أمريكا الشمالية وآسيا
أوضح مجلس الذهب العالمي أن الطلب على الذهب شهد دعماً قوياً من تدفقات المستثمرين في أمريكا الشمالية وآسيا، الذين سعوا إلى الاستثمار في صناديق الذهب كوسيلة للتحوط من المخاطر المتزايدة في الأسواق العالمية.
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار حالة عدم اليقين، شكلت صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب خياراً جذاباً للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن لأموالهم، حيث تقوم هذه الصناديق بتخزين الذهب الفعلي نيابةً عنهم، مما يدعم الطلب على المعدن الأصفر.
تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب
وفقاً للمجلس، اجتذبت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات بقيمة 4.3 مليار دولار في أكتوبر وحده، مما رفع إجمالي الحيازات إلى 3244 طناً ويعتبر هذا النمو استمراراً للتوجه التصاعدي الذي شهده النصف الثاني من العام، بعد ثلاث سنوات من التدفقات الخارجة المتأثرة بارتفاع أسعار الفائدة العالمية.
وأشار المجلس إلى أن هذه التدفقات الداخلة المستمرة، إلى جانب الارتفاع في أسعار الذهب، دفعت الأصول العالمية المدارة في صناديق الاستثمار إلى مستوى قياسي بلغ 286 مليار دولار بنهاية أكتوبر.
العوامل الجيوسياسية وتأثيرها
وكشف المجلس أن التوترات السياسية وعدم اليقين حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ساهما في تعزيز الطلب على الذهب في أمريكا الشمالية، حيث اتجه المستثمرون إلى صناديق الذهب المتداولة كوسيلة للتحوط من المخاطر السياسية المتزايدة.
وقد زاد الاهتمام بالذهب أيضاً نتيجة لتصاعد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بجانب التقارير التي تفيد بانضمام جنود من كوريا الشمالية إلى الصراع الدائر في أوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.
أحجام التداول والتوقعات لمستقبل الذهب
أشار مجلس الذهب العالمي إلى أن أحجام تداول الذهب ارتفعت بشكل طفيف، مدعومة بأنشطة خارج البورصة وأداء صناديق الاستثمار المتداولة، مما يعكس استمرار اهتمام المستثمرين بالمعدن كخيار استثماري آمن.
ووفقاً للتوقعات، يُنتظر أن يكون الذهب أحد أفضل الأصول أداءً في عام 2024، حيث سجلت أسعار المعدن ارتفاعاً بنسبة 33% حتى الآن هذا العام، مما يعزز موقعه كملاذ استثماري مستقر في ظل التقلبات المستمرة في الأسواق العالمية.
يبقى الذهب وسيلة تقليدية للتحوط ضد التضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات الرئيسية يشكل تحدياً أمام استمرار صعوده ومع استمرار الاحتياطي الفيدرالي في اتباع سياسات نقدية حذرة، تبقى آفاق أسعار الذهب متأثرة بتوجهات الفائدة الأمريكية والعوامل الجيوسياسية المحيطة.