تراجع أسعار الذهب وسط ترقب لقرارات الفيدرالي الأمريكي وبيانات اقتصادية مؤثرة
شهدت أسعار الذهب تراجعًا اليوم الثلاثاء، نتيجة ارتفاع الدولار وترقب المستثمرين لمحضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبيانات اقتصادية مهمة، والتي قد تساعد في تحديد مسار تخفيض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.
وفي المعاملات الفورية، انخفض سعر الذهب بنسبة 0.2% ليصل إلى 2639.45 دولار للأونصة بحلول الساعة 03:03 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتصل إلى 2658.70 دولار، وفقًا لتقرير "رويترز".
كما تأثرت المعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 31.66 دولار للأونصة. وعلى النقيض، سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 976.10 دولار، بينما زاد البلاديوم بنسبة 0.4% ليبلغ 1028.00 دولار.
وفي الوقت نفسه، استقر مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في سبعة أسابيع، مما يزيد من تكلفة الذهب بالنسبة لحاملي العملات الأخرى. وتجاوز عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات 4% لأول مرة منذ أكثر من شهرين.
اقرأ أيضاً : تمسك الدولار الأمريكي بأعلى مستوى في سبعة أسابيع مقابل العملات الرئيسية
تاريخيًا، سجلت أسعار الذهب مستويات غير مسبوقة هذا العام، حيث تجاوزت حاجز 2600 دولار للأونصة. وحققت العقود الآجلة للذهب مستويات قريبة من 2700 دولار، ومنذ بداية 2024 .
ارتفعت أسعار الذهب بنحو 28% هذا العام، مسجلة سلسلة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع المكاسب الأخيرة التي حصلت على دعم جراء التفاؤل بخفض أسعار الفائدة كما تلقى المعدن دعماً من عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية، بالإضافة إلى الطلب على الملاذ الآمن وسط الصراعات المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، خفض مديرو الأموال رهاناتهم الصعودية الصافية على الذهب إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع اعتباراً من 1 أكتوبر، وفقاً لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة يوم الجمعة.
المستثمرون يترقبون صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي غدًا الأربعاء، يليه تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي الخميس وبيانات مؤشر أسعار المنتجين الجمعة. كما سيتحدث عدة مسؤولين من الفيدرالي هذا الأسبوع.
في ضوء تقرير الوظائف الصادر الجمعة، الذي أظهر نتائج أقوى من المتوقع، أعاد المستثمرون النظر في توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة في نوفمبر. ويعطي السوق الآن احتمالًا بنسبة 86% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في مقابل 14% لاحتمال عدم خفضها، وفقًا لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي.إم.إي".
التقرير أظهر أن الاقتصاد الأميركي أضاف أكبر عدد من الوظائف في ستة أشهر في سبتمبر، وانخفض معدل البطالة إلى 4.1%، ما يعزز من متانة الاقتصاد الأميركي.
أشار ألبرتو موسالم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إلى دعمه لخفض الفائدة بشكل أكبر مع استمرار نمو الاقتصاد، لكنه أكد على ضرورة توخي الحذر في تيسير السياسة النقدية لتجنب المخاطر المحتملة.
يعتبر الذهب عادةً وسيلة للتحوط في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية ويميل إلى الارتفاع في ظل انخفاض أسعار الفائدة.
على صعيد آخر، أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية صواريخ على مدينة حيفا في إسرائيل، وذلك مع استعداد إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية في جنوب لبنان بعد مرور عام على اندلاع الصراع مع حركة "حماس".
من جهة أخرى، أظهرت بيانات حديثة أن البنك المركزي الصيني لم يقم بشراء الذهب لتعزيز احتياطياته للشهر الخامس على التوالي في سبتمبر، وهو ما يعزى إلى ارتفاع أسعار الذهب.