الذهب ينخفض لأدنى مستوى له في 3 أسابيع بالتزامن مع قوة الدولار وفوز ترامب برئاسة أميركا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الخميس، حيث واصلت الهبوط بعد الإعلان عن فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية في الولايات المتحدة، مما أثار قلق المستثمرين من تأثير هذا الفوز على سياسات الفيدرالي الأمريكي فوز ترامب أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار، ما زاد من تكلفة شراء الذهب وساهم في تراجع الطلب على المعدن النفيس.

أداء الذهب وأسعار الفائدة

لامست أسعار الذهب أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع، وسط توقعات كبيرة بصدور قرار من الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من اليوم وينتظر المتعاملون أي إشارات جديدة من الفيدرالي حول توجهاته المستقبلية بشأن السياسة النقدية، خصوصًا في ظل دورة التيسير التي دعمت الذهب في تحقيق مستويات قياسية خلال العام الحالي.

تأثير قوة الدولار على أسعار الذهب

ترافق فوز ترامب بارتفاع ملحوظ في مؤشر الدولار الذي سجل أعلى مستوياته خلال أربعة أشهر، مما جعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى. هذا الارتفاع في قيمة الدولار انعكس سلبًا على أداء الذهب، حيث سجلت الأسعار تراجعًا كبيرًا خلال الجلستين الأخيرتين.

 

اقرأ أيضاً : الدولار الأمريكي يسجل أكبر ارتفاع يومي منذ 8 سنوات بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية

السياسة النقدية ومستقبل أسعار الفائدة

مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد التساؤلات حول مسار السياسة النقدية للفيدرالي. فقد أشار ترامب في حملته إلى نيته خفض الضرائب على الشركات ورفع الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، مما قد يرفع معدلات التضخم ويضغط على الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ هذه التطورات قد تحد من قدرة الفيدرالي على الاستمرار في دورة التيسير النقدي.

ردود فعل الأسواق تجاه سياسات ترامب المتوقعة

ترى الأسواق أن فوز ترامب سيقود إلى ارتفاع الدولار، وهو ما قد يدفع الفيدرالي إلى إبطاء وتيرة خفض الفائدة إذا ما ارتفعت معدلات التضخم بفعل الرسوم الجمركية التي تعهد ترامب بفرضها ومع ترقب قرار الفيدرالي اليوم، يتوقع المتعاملون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس، مع تركيز كبير على المؤتمر الصحفي لرئيس البنك "جيروم باول" للحصول على مزيد من الإشارات حول مستقبل السياسة النقدية.

 

عادة ما يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، حيث لا يدر المعدن النفيس أي عائد. وتزداد المخاوف الآن من تباطؤ خفض الفائدة، في ظل احتمالات ارتفاع التضخم مع سياسات ترامب.

سعر الذهب اليوم

سجل الذهب الفوري ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.25% ليصل إلى 2666 دولار للأونصة، بعدما تراجع في وقت سابق من الجلسة إلى أدنى مستوى له منذ 15 أكتوبر أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة فقد انخفضت بنسبة 0.15% لتستقر عند 2672 دولار.

 

يُذكر أن الذهب كان قد وصل إلى أعلى مستوياته التاريخية الأسبوع الماضي عند 2790.15 دولار، ولكنه فقد منذ ذلك الحين أكثر من 120 دولارًا

أسعار الذهب عند الإغلاق

أغلقت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بانخفاض بلغ 2.65%، أي ما يعادل 73.4 دولار، ليصل السعر إلى 2676.30 دولار للأوقية، بعد أن لامست الأسعار مستوى 2660.70 دولار خلال التداولات.

أداء المعادن الأخرى

على الجانب الآخر، شهد مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 1104.66 نقطة، مما أثر على باقي المعادن الثمينة.

  • تراجع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.3% ليبلغ 31.06 دولار للأونصة.
  • انخفض البلاتين بنسبة 0.6% إلى 981.05 دولار للأونصة.
  • هبط البلاديوم بنسبة 1.1% ليصل إلى 1023.35 دولار للأونصة.

جميع المعادن الرئيسية سجلت تراجعًا لليوم الثاني على التوالي، مما يعكس حالة التوتر التي تسود الأسواق نتيجة المستجدات السياسية.

 

الخلاصة : مع فوز ترامب بفترة رئاسية جديدة، تشهد الأسواق تغيرات كبيرة في أسعار الأصول المالية، حيث قادت التوقعات بزيادة معدلات التضخم وارتفاع الدولار إلى هبوط أسعار الذهب والمعادن الأخرى.

 

وفي حين يتطلع المستثمرون إلى قرار الفيدرالي بشأن الفائدة وتوجهات جيروم باول المستقبلية، يبقى الذهب تحت ضغط مؤثرات السياسة النقدية، ما يضعه في موقع حرج بين قوة الدولار وارتفاع تكاليف الاقتراض المتوقعة.

تم التحديث في: الخميس, 07 تشرين الثاني 2024 11:13
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول